* الرس - الجزيرة: أكثر ما يقلق آلية (صناعة) القرار، غياب البنية التحتية لهذه (الصناعة). فالقرار الذي يؤتي أكله هو الذي يتكئ على قاعدة معلوماتية راسخة، بحيث يمكن تحليل المعلومة بشكل علمي دقيق، ويتولد - من ثم- اتجاه الرؤية الأكثر قدرة على المعالجة، وتكون الخلاصة قرارا يمتلك من وسائل الدعم ما يجعله الأكثر قدرة على تحقيق المراد. مثل هذه المنهجية المثالية لصناعة القرار تتطلب بدءًا توفير تلك البنية التحتية المفترضة لصناعة القرار وهي البنية التي تقوم على المعلومة كما يتطلب الأمر من قبل إعداد القنوات وأوعية المعلومات المناسبة لتكون مؤهلة لأداء دورها. ولأن المجتمع هو القاعدة العريضة التي تستهدفها السياسات العامة، فإن كل اهتمام اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي أو سياسي أو غيره لا بد أن يستشف الحاجات الفعلية لهذا المجتمع، ليصبح القرار الناجع نتاجاً حقيقياً للمعلومة الصحيحة الموثقة، ولتصبح النتائج النهائية مواكبة للطموح ومحققة للآمال في كل مناحيها. من هنا تتضح الجاذبية الكبيرة لكل الأفكار والمشروعات والكيانات التي تحاول صناعة البيانات التحتية للقرار، فهي القناطر التي تصب أخيراً في صناعة ازدهار المجتمع بمكوناته جميعها. ولعلنا في هذا التحقيق نلقي الضوء على أحد المراكز التي تسعى للاضطلاع بدور مؤثر في المجتمع من خلال خدمة صناعة القرار، وهو مركز (رؤية) للدراسات الاجتماعية. **** تعريف ورسالة يعتبر مركز (رؤية) في محافظة الرس كما يقول الدكتور إبراهيم الدويش من المراكز التي لا تهدف إلى تحقيق الربح من خلال نشاطها، ورسالته تتمثل في تقديم حلول عملية لتنمية المجتمع من خلال بحوث منهجية متعددة الجوانب تتميز بتأصيل شرعي. وبعمل المركز وفق قناعة مفادها أن مقياس التقدم في الأمم يكون مقدراً بمستوى المعلومات التي تمتلكها عن شخصيتها ومقدراتها البشرية والمادية، ومدى عمق الرؤية والمعرفة لدى متخذي القرار ورجال الإصلاح. كما أن من معطيات العولمة المعلوماتية تسابق الدول الواعية إلى تلقي الدراسات والبحوث التي تصدرها مراكز البحوث والدراسات في العالم بشكل عام، ومنطقة الأحداث بشكل خاص، وما حققته الدول الغربية عموماً من سبق في تأسيس مراكز الرصد والبحث جاء نتاجاً لإدراكها أهمية الدراسات والتي غالباً ما تتميز بالصراحة والواقعية في أطروحاتها. لذلك يجئ مركز رؤية للدراسات الاجتماعية كأحد المصادر التي يؤمل منها مد صناع القرار والمصلحين الاجتماعيين بمعلومات رصينة مبنية على المنهج العملي في البحث والتقصي حول بعض الظواهر الاجتماعية، إيجابية كانت أم سلبية. مميزات وسمات من خلال الخلفية السابقة، يعتبر مركز رؤية للدراسات الاجتماعية متميزاً من حيث هويته وفكرته، كما أنه يعتبر الأول من نوعه في المملكة كمركز غير ربحي يشارك في تنمية المجتمع ولكن بأساليب وطرائق جديدة. ويجاهد القائمون على المركز بطموحهم بأن يساهم مركزهم كمؤسسة علمية في رفع مستوى الوعي بين أفراد المجتمع، وأن يذلل العقبات والأسباب التي تعيق تقدم المجتمع وتطوره. ويؤكدون أن المركز يتميز بالدراسة الجماعية، والرؤية المشتركة فهو يكون فرق بحث متخصصة لدراسة الظواهر المتفشية في المجتمع، والبحث عن أسبابها وعلاجها، أو طرق الوقاية منها، بعيداً عن الآراء الفردية الخاصة، والردود الانفعالية العاطفية، تعتمدها لجان محكِّمة موثقة. ويعتمد المركز وفقما يؤكده مسؤولوه، على المنهجية الشمولية في دراسته، مستفيداً في ذلك من أهل الاختصاص من الأكاديميين والمفكرين المهتمين، كما يهدف في أعماله إلى الحقيقة، والحقيقة فقط بما يضمن فهماً أعمق ورؤية أشمل. وفي الجانب المتعلق بمخرجاته، يستهدف مركز رؤية للدراسات الاجتماعية كل من يريد التقدم والرقي في مجتمعنا، من سياسيين ومشرعين ومفكرين وإعلاميين، وكل من يحمل هم إصلاح المجتمع ورقيه، على أمل أن يجد الجميع ما ينفعهم في مسيرتهم الإصلاحية. أهداف محددة ويحدد مركز (رؤية) أهدافه على شكل نقاط تضع الإطار لهذه الأهداف تتمثل في: - رصد الظواهر الاجتماعية، واقتراح حلول علمية وعملية لها. - تقديم الدراسات والاستشارات لمتخذي القرار في القضايا الاجتماعية. - توفير البحوث والمعلومات الموثقة عن الظواهر الاجتماعية للمهتمين. - العناية بإنتاج المهتمين في مجال القضايا الاجتماعية ونشرها. - التفاعل الإعلامي الإيجابي مع القضايا الاجتماعية. - بناء منظومة من الكفاءات والخبرات في كافة المجالات الاجتماعية، وتهيئة بيئة عمل فاعلة لهم. - إقامة علاقة مهنية إستراتيجية مع الهيئات والمؤسسات العلمية والتدريبية الرائدة. - توظيف التقنية المعلوماتية ووسائل الاتصالات في خدمة أهداف المركز، وتعزيز مكانته المهنية. - تقديم الخدمات التدريبية والتعليمية والتثقيفية ذات الصلة بالمجتمع. - تفعيل دور المرأة في خدمة القضايا الاجتماعية، من خلال مشاركتها على الصعيدين: العلمي والعملي. أعمال المركز يؤدي مركز (رؤية) أعماله من خلال تنظيمه الإداري وإداراته المتخصصة، حيث يتكون الهيكل التنظيمي له من مجلس الأمناء، فالأمين العام، فالمجلس التنفيذي، فمدير المركز، ثم إدارات المركز. كما أن إدارات المركز تتمثل في وحدات متخصصة هي إدارة البحوث والدراسات المعنية برسم الخطة السنوية للدراسات والبحوث التي يقوم بها المركز تحت إشراف هيئة استشارية مكونة من كوادر علمية من مختلف التخصصات الإنسانية رجالاً ونساءً. وهناك إدارة البرامج والتدريب والتي تتولى البرامج القادمة والدورات التدريبية التي يقيمها المركز، وتشرف على البرامج والمشاريع الاجتماعية والإصلاحية للمؤسس. وأيضاً هناك إدارة العلاقات العامة والإعلام وهي قناة الاتصال بين المركز وبين المجتمع ومؤسساته، وتقوم بالدعاية والتسويق لبرامج المركز ومخرجاته. وهناك، أخيراً إدارة الخدمات المساندة والتي تقوم بتسهيل القضايا الإدارية والمالية والفنية للإدارات الأخرى في المركز. أما أعمال المركز فقد حددها القائمون عليه في عدد من النقاط هي: * الدراسات والبحوث الاجتماعية، كما تقدم. * الندوات والحوارات العلمية، يحرص المركز على إشاعة ثقافة الحوار، وتطارح الآراء، وذلك باستضافة مجموعة من المفكرين والمثقفين للحوار والمناقشة في قضية اجتماعية محددة ويمكن أن تكون هذه الحوارات مراحل مبدئية لدراسات أو بحوث أو ندوات مستقبلية. * الدورات التدريبية: هي إحدى البرامج التي يقدمها المركز في مساعدة النخب المهتمة بالمجتمع على تطوير القدرات، عبر دورات للمرشدين، والأخصائيين التربويين، والخطباء، وغيرهم، في كيفية طرح ومعالجة القضايا الاجتماعية. * الملفات الإعلامية: تعنى برصد الأقوال والأفكار والكتابات حول قضية اجتماعية معينة، وجمعها وترتيبها في ملف إعلامي: ليستفيد منه المعنيون والمهتمون. الخلاصات: تشتمل على آخر وأحدث ما كتب حول قضايا اجتماعية معينة، وأخبار ومؤتمرات محلية، أو إقليمية، أو عالمية، وتلخيص نتائج الحوارات واللقاءات التي يعقدها المركز حول بعض القضايا الاجتماعية، وإصدارها في مستخلص إعلامي للمهتمين. * المسابقات البحثية في القضايا الاجتماعية: هدفها تعويد طلاب وطالبات المرحلة الجامعية على حب البحث والنظر واكتشاف المواهب والطاقات في هذا المجال وتشجيعها، وتوجيهها، وتطويرها. * الترجمة والتعريب: يتم ترجمة بعض المؤلفات والأطروحات العربية المختارة في القضايا الاجتماعية إلى لغات عالمية، وتعريب بعض المؤلفات والأطروحات الأجنبية المتميزة للإفادة منها، ونقل الخبرات والتجارب العالمية الحضارية. * تبني أو دعم الدراسات المتخصصة: يهدف إلى مساعدة الباحثين وطلاب الدراسات العليا في الجامعات، باقتراح موضوعات ونحوها، والإفادة من الرسائل المتميزة بطباعتها وتسويقها. ومحاولة حصر الرسائل العلمية الموجودة في مكتبات الجامعات. والإفادة من مراكز البحوث فيها، ومن أعضاء هيئة التدريس، ومحاولة التنسيق معهم في أبحاثهم في القضايا الاجتماعية. * التعاون وتبادل الخبرة مع المؤسسات الأخرى: من خلال التنسيق والتعاون مع المؤسسات الحكومية ذات الصلة، مثل: وزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة العمل، والغرف التجارية، والجمعيات الخيرية، ونحوها، والتعاون مع المؤسسات والمراكز الإقليمية والدولية، والمؤسسات الإعلامية، وتقديم مشاريع عمل مشتركة متخصصة.
|