قرأت خبراً في الصفحة الأخيرة من الجزيرة ليوم السبت 17-1-1426هـ أن مواطناً انتحر وقد تألمت كثيراً لما نسمع أن الانتحار يحدث في مجتمع مسلم هدفه عبادة الله وحده لا شريك له طالباً المغفرة من الله عز وجل ونيل جنة الفردوس الأعلى ولا يأتي هذا إلا بالعمل المخلص لله والمتابعة، وان الانتحار مشكلة تؤرق الباحثين ويحتار الفرد من هذا العمل. وإنني احمل الباحثين في علمي النفس والاجتماع مسؤولية ما يحدث من انتحار في مجتمع متماسك. أين التوجيه بالكلمة المؤثرة بالنفس؟ أين الإرشادات التي تحمي الأفراد من الإقدام على الانتحار؟ أين طلبة العلم أين المصلحون الاجتماعيون من هذا العمل الانتحاري؟ ونقول إن الانتحار هو الصراع بين الرغبات الشخصية للفرد وبمعنى آخر رغباته التي تحقق له توافقا مع نفسه ومجتمعه وتشبع حاجاته النفسية والاجتماعية وبين قوانين المجتمع الذي يعيش فيه، فكل نفس تحتاج إلى رغبات بعضها يتحقق من خلال الرغبة الصادقة لبلوغ الهدف. ومن جانب آخر صراعات الضمير وتأنيبه ونقصد بالضمير القيم والمثاليات والمبادئ التي يمتثل لها الإنسان فان عدم تحقيق الرغبات يحدث بالنفس نقط يأس وعندما تكثر نقاط اليأس يتحول الفرد إلى انتحاري ما لم يردعه الدين الإسلامي الحنيف وبالتالي تضيق النفس ويرى الفرد كل شيء ضده ويحمل أفكارا غريبة غير واقعية ومن ثم يتحول إلى التفكير بالانتحار وان ضعف الوازع الإسلامي وعدم أداء الصلاة بخشوع وطمأنينة وعدم استشعار ان الجنة حق وان النار حق وان الفرد يختار اقصر الطرق للتخلص من همومه وآلامه هو الانتحار وعدم التفكير الجدي بمخرج عن الصعوبات والتحديات التي يواجهها وانه يشعر بالاضطهاد والقهر الذي يجده من أفراد المجتمع وان كثرة المطالب الشخصية وصعوبة تحقيقها وقلة ذات اليد وبالتالي يشعر بالدونية ويعمد إلى تحقير ذاته واعتبار نفسه قليلة الفائدة ودائما ينظر إلى نفسه انه إنسان فاشل ولا معنى لوجوده في الحياة ويشعر أن أفراد المجتمع لا يعتبرونه جزءاً منهم وانما هو مجرد شخص دوني ليس له قيمة إنسانية وان الأساليب التوجيهية هي ما يلي: 1- تقوية الوازع الإسلامي بأداء الصلاة والصيام والزكاة والعمرة والحج مع جماعة المسلمين وذكر الله كثيرا وقراءة القرآن الكريم قال الله تعالى {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} وقال تعالى {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}وقال تعالى {مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}. 2- استشعار إن الجنة حق وان النار حق بتذكر دائما عندما يعمل الإنسان الحصول على الجنة والبعد عن النار. 3- اعتزاز بالذات وانه على ثغر من ثغور الإسلام يصلح ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بمجرد عدم الذهاب للمنكر يعتبر سد ثغرة من ثغور الإسلام وجعل الله له مخرجا من حيث لا يحتسب وان لا يحقر من المعروف شيئاً ولو أن يلقى أخاه مبتسما وان هدم الكعبة أهون على الله من إهانة مسلم فالمسلم قوي بذاته. 4- سحب الفكرة السيئة واحلال محلها فكرة إيجابية ولا تأتي هذه إلا بالتأثير على النفس داخليا بان ما يفعله غير صحيح وان أفكاره غير واقعية واقناعه بأفكار واقعية متزنة وتأتى هذه العملية بعدة جلسات مع الفرد حتى يعدل أفكاره. 5- التطهير الانفعالي بحيث تجعل الفرد يتكلم بكل مادية من انفعالات متألمة بإثارة أسئلة تخرج الكبت الداخلي واستشعار حاله وبعد التطهير الانفعالي تقدم له الأخطاء الذي وقع بها وتوجهه إلى الطريق الصحيح. 6 - تحقيق رغبات الفرد في ضوء إمكاناته وقدراته واستغلال الطاقات الكامنة لدية. 7 - تحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة بحيث تجعل الفرد قوي الايمان بالمثابرة على الصلاة وحضور حلق الذكر وتلاوة القرآن الكريم. 8 - الإبداع والابتكار بحيث تجعل الفرد يبتكر أو يكتشف عملاً ما أو يخترع ويعمل عملاً حسناً ويشغل نفسه بشيء مفيد.
صالح محمد عجرم العتري مرشد طلابي بمدرسة البراء بن مالك ببريدة hhhhh718@hotmail. com |