(وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) (27) سورة الحج قدم الحجاج من بلادهم وأتوا إلى خير البقاع وأطهر مكان لأداء ركن من أركان الإسلام لمن استطاع إلية سبيلاً. والآن يعودن إلى أوطانهم معززين مكرمين وكل واحد منهم وفي يده مصحف هدية من خادم الحرمين الشريفين، وكلهم نعم بالمقام ولأمن والأمان -والحمد لله- خلال هذه الفترة، وحوالي ثلاثة الملايين مسلم الذين أقاموا هذه الأيام الروحانية ورؤوا المملكة العربية السعودية على حقيقتها، أملنا فيهم وخاصة ذوي الشأن والكلمة وأهل الرأي المسموع أن ينقلوا عن بلاد الحرمين الشريفين كل ما وجدوه بكل صدق وشفافية وهي شهادة حق نريدها منهم حتى ننقل للعالم بأسرة حقيقتنا التي قد تكون غائبة عن الكثيرين، وبما أنهم مسلمون فهم يقرؤون قول الله تعالى في سورة البقرة آية 282 حيث يقول تبارك وتعالى (وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ ) نريد من كل من حضر إلى هذه البلاد لأداء شعيرة من شعائر الإسلام أن ينقلوا للعالم مدى حب هذا الوطن ومواطنيه للخير ونشر الدين، هذه شهاده نريد أن طالب العالم وأن نقول الجميع ان تعرف على مملكة الخير وبلاد الحرمين الشريفين كما هي لا كما يتناقل عنها. شهود كل قضية اثنان ِونحن نريد أن يشهد لنا ثلاثة ملايين مسلم حلوا على أرض الحرمين بكل صدق ونزاهة دونما تزييف أو تحريف، أمانة في أعناقهم ينقلونها للعالم بأن هذه البلاد بلاد خير ومحبة وأهلها أهل سلام وصفاء ووداد لكل إنسان على وجه الأرض يأخذون في عقيدتهم قوله تعالى ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا.(143) سورة البقرة. فهم وسط في كل شيء في تعاملهم مع المسلم ومع المعاهد ومع العدو، أيضا وسطية لا إفراط ولا تفريط، لا تزمت ولا انحلال، أنقلوا عنا بكل صدق السماحة والعطف لكل أحد. نريد الأمانة في قولكم وفي فعلكم مما تعلمتموه من خلال الفترة التي قضيتموها على هذه الأرض الطاهرة والكل يخدم الحاج بما يستطيع لا يريد منة من أحد بل هي لوجه الله خالصة، وعزلوا الشواذ ممن قد يكون أساء المعاملة وأتوقع أنهم قليل إن لم يكوا معدومين أصلاً. هي صورة جلية نريد نقلها للعالم حتى نزيل الغبش الذي أصاب بعض العيون وكان سببه وللأسف أناس تربوا وعاشوا على خيرات هذه البلاد ثم لم يأنوا أن قلبوا لها ظهر المجن. نريد أن نمسح الضباب الذي حال دون رئوية هذه البلاد بصفائها ونقائها الحقيقي -حرسها الله من كيد الكائدين- .
|