* بريدة - سليمان العجلان: جدد شعيب الباطن بالطرفية الشرقية بمنتزه القصيم البري مآسيه باحتجازه عائلة مكونة من خمسة أفراد الأب والأم وولد وبنتان وذلك يوم الجمعة الماضي 16-1- 1426هـ في مشهد بكى فيه الحضور من هول المنظر وقلة الحيلة في الانقاذ لا سيما وان جريان الوادي بازدياد، حيث رفض الشعيب كل التوسلات البشرية من المحتجزين والمتجمهرين في إفلاتهم وإطلاق سراحهم إلا بتدخل مغامر وجريء من خمسة من الشباب منهم عبدالعزيز بن حمود التويجري، وعبدالعزيز بن براهيم التويجري، وثلاثة آخرون في موقف يعكس شهامة الإنسان السعودي النادرة واكتفى البعض الآخر بالبكاء مفضلين مجيء فرقة الدفاع المدني القادمة من مدينة بريدة التي تأخرت كثيراً. وعمد الشباب الخمسة إلى القفز في بطن الوادي محاولين الوصول للسيارة والتي دخل قائدها في البدايات الأولى للجريان مما أدى إلى تغريزها ثم تعطلها وبعد قفز الأول من المنقذين جرفته المياه إلى 20 مترا في اتجاه المجرى إلا أن لطف الله أدى إلى تعلقه في جذور شجرة كبيرة والإمساك بها. كما رمى أحد الشباب نفسه من مكان متقدم من الوادي جاعلاً المياه تحمله حتى الوصول والإمساك بالسيارة التي حتى تلك اللحظات لم تنغمر كلياً في الوقت نفسه عمد الأب إلى دفع البنات إلى سقف السيارة من أعلى بينما ظل هو والبقية في الداخل في انتظار اللحظات الأخيرة وما تحمله وبعد وصول المنقذين وربط السيارة تلقفوا البنات وقبلهم الابن وأخرجوهم مناولة مع بعض باستخدام الحبل. أما الأب ففضل البقاء مع الزوجة ورفض إخراجه مفضلاً الموت مع الزوجة وبعد الإلحاح تم إخراجه عنوة وبقوة وفي هذه الأزمة ومع مرور الدقائق وعدم حضور فرقة الدفاع المدني وزيادة جريان الوادي امتلأت (الكبينة) بالمياه الوحلة التي غطت السيارة تماماً باستثناء سنتيمرات قليلة جداً فما كان من الأم إلا أن قفزت للمقعد الخلفي للسيارة المغمورة وفي تلك الأثناء رمى أحد الحضور من حافة الوادي مطرقة حديدية مستهدفاً الزجاج الخلفي للسيارة لكسره وحدث ما أراد فبعد كسرها أصبحت السيارة من الداخل بمثابة عبارة لعبور المياه من الأمام وخروجها من الخلف واستطاع الوصول إلى الأم رغم الأمواج الوحلة العاتية وكسر الباب وتم جذب الأم للخارج باستخدام الحبل في موقف خطر جداً كاد يذهب ضحيته المنقذون والمحتجزون جميعاً. ومن جهته قال العقيد فهيد بن فرحان الغامدي: لدينا فرق هناك ترشد الناس بعدم المرور في الأماكن الخطرة إلا أننا نواجه بإصرار عجيب من البعض على المرور والعبور وليس لدينا أي مانع أن تكون هناك دوريات للدفاع المدني مع دوريات الأمن الأخرى في المنع الصارم للمتنزهين من عبور الأودية لأن الوقاية أفضل من التدخل.
|