Wednesday 2nd March,200511843العددالاربعاء 21 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

يارايارا
ملكة جمال شويمطة (3)
عبدالله بن بخيت

تعريف الجمال في استراحة شياب شويمطة لا يلتفت أبدا إلى التفاصيل التقليدية. لو قدر لك أن تنصت للحوارات التي تدور في الاستراحة ستشعر أنك في قاعة محاضرات بكلية العلوم وليس في استراحة في شرق الرياض تتقرر فيها مصائر الجميلات في هذا العالم. عندما تتبنى هذا الاتجاه في النظر إلى الجمال سوف تتداعى في قلبك المقاييس التقليدية (النحافة والسمنة والوجه والشعر والقوام) وغيرها مما اعتاد عليه قليلو الخبرة من الناس. فالجمال في نظرهم يقوم على الكتلة وهي جماع الجسد ابتداء من منابت الشعر وانتهاء بأظافر القدم. والحركة هي الفراغ الذي تتمدد في داخله هذه الكتلة. فالتناغم بين الكتلة والحركة هو الذي يعطي المرأة جمالها الحقيقي. هذا تبسيط مني للفكرة. فالنظر إلى العلاقة بين القسمين يتطلب مرونة عالية. فكل شياب الاستراحة متفقين أن الجسد خارج الحركة لا قيمة له ولا معنى جمالي لوجوده. فجثة المرأة الميتة أو تمثال المرأة مهما بلغ من الاتقان لا يمكن أن يثيران عندك أدنى درجة من الإحساس إلا بما يحيلان إليه من ذكرى لامرأة تمتعت في يوم من الأيام بحضور داخل حركتها. والحركة حسب وجهة نظرهم ليست مجرد عملية الانتقال من مكان إلى آخر، ولكنها مقدار الانتقال الذي يشي بكمية الحياة في الجسد. ولكي نفهم هذا علينا أن نتذكر أن كمية الحركة في الجسد تتناقص مع التقدم في العمر وتتطور نوعيتها مع العمر. فهي خرقاء وغير مرتبة في سن الطفولة ولكنها تنتظم وتتخذ أشكالها الجمالية في سن الشباب. ولسنا في حاجة إلى القول أن لكل امرأة حركة تختلف عن حركة الأخرى وهذه تقررها كمية الحياة في كتلة الجسد.
النقطة المعقدة في الموضوع أنهم جميعاً متفقين على أن الحركة التي يتمدد فيها جمال الجسد لا يتوقف وجودها على كميتها ولا حتى على نوعيتها ولكن على انبعاثها التلقائي من داخل الجسد. يجب ألا يكون حضور هذه الحركة جرى بترتيب مسبق بين العقل والجسد. ولتوضيح ذلك نقول إن كل إنسان يستطيع أن يتدرب على الرقص ويتقنه ولكن الجمال الذي تلمسه عند هذا دون ذاك يكمن في الحركة التي تشي بالحياة. لأنها في النهاية ليست بالضرورة مرئية من خلال تبعثر الجسد أثناء المشي أو الرقص أو أي صيغة انتقال أخرى. ولكن يمكن أن تلمسها عند المرأة من خلال كمية الأنوثة التي تتظاهر في الأطراف وبهجة الأنوثة التي يعمل الوجه كغلاف لها. قد لا تكون خارجية. قد تكون المرأة في حالة سكون ولكنها في الواقع في حالة حركة دؤوبة داخلية ستشعر بوجودها من خلال إحساسك بالمرح الذي ينتابها حتى في اقصى درجات الحزن. فجمال وجه المرأة مثلا لا تقرره الملامح ولكنه يتقرر من خلال كمية الحياة في داخله وهذه الحياة تعبر عنها ابتسامة محجوزة مدى الحياة داخل الوجه. تتنقل دون توقف (حتى في أثناء النوم) من الشفتين إلى العينين والعكس. لا يخلق وجودها اتصال خارجي وإنما هي من طبيعة الوجه الأنثوي نفسه. فكمية هذه الابتسامة وسرعة تحركها تحت سطح الوجه هي التي تقرر جمال الوجه نفسه. وبطبيعة الحال فحركة هذه الابتسامة داخل الوجه هي جزء من حركة تشمل الجسد كله. ولكن هذه الابتسامة (نقطة الضوء إذا أردنا المجاز) استقرت في الوجه وانحجزت فيه لا تبارحه أبداً لأن الوجه هو المكان الوحيد في الجسد الذي يتضمن مسامات مهيأة لخروج الابتسامات المؤقتة للتواصل مع عالم الآخرين. وهذه الابتسامة لا علاقة لها بابتسامات التواصل. لا تخرج من الوجه إلا مع خروج الحياة من الجسد كله. ولكنها بالتأكيد تخفت وتتناقص مع العمر.
هذه البهجة هي التي منحت أليسا أعلى درجات التقدم على قريناتها، فوجه أليسا لا يتسم بأي جمال تقليدي (جمال باسكال مشعلاني مثلا). عندما تنظر إلى وجه اليسا بعيون متسرعة لن تجد الجمال الذي تصفه الكتب الأكاديمية. فكما يقول أبو منصور وجهها مثل وجه الجرو ولكن على العيون التي تنظر إلى أليسا أن تبحث عن البهجة وتتواصل معها بقوة (فكمية ابتسامة الحياة المحجوزة في وجهها هائلة).نكمل حكاية الجمال عند شياب استراحة شويمطة يوم السبت إن شاء الله.

فاكس: 4702164

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved