Wednesday 2nd March,200511843العددالاربعاء 21 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الاقتصادية"

الوليد بن طلال والاستثمار الشجاع في تنمية السياحة العربية!الوليد بن طلال والاستثمار الشجاع في تنمية السياحة العربية!
عبدالإله بن سعود السعدون*

كان موضوع مشاركة رأس المال العربي وتردده خوفاً للوج في مجال الاستثمار السياحي العربي من المغرب حتى اليمن موضع نقاش حاد في إحدى أروقة الجمعية العربية للإدارة بالقاهرة وأورد المجتمعون أن هناك عوامل عديدة لتخلف السياحة العربية عن العالمية ومن أهمها أن أصحاب الرساميل الكبيرة من العرب يفضلون القفز من الدائرة الإقليمية إلى الدولية لأن فيها أمان أكثر لتنمو استثماراتهم وضماناً لاستمرارية هذه المشاريع والتي قد تكون ضخمة جداً وبحماية رسمية تكفلها التسهيلات العديدة التي تقدمها قوانين الجذب الاستثماري في تلك الدول الأوروبية والأمريكية في شمالها وجنوبها.
وكان نقاش الزملاء تحاملاً على الاستثمار العربي الخاص ومقصاً ظالماً بدأ في تقطيع أجنحة الرأسمال العربي لكي يحلق بين دوله العشرين، وبدأت وبتحريك الحس الوطني في السباحة بعكس هذا التيار القوي متبرعاً في الدفاع عن ظروف ومناخ الاستثمار العربي وبالذات في مجال الفندقة والمدن السياحية وهي العمود الفقري لكل سياحة داخلية ودولية وكانت إجابة الزملاء الحاضرة بأن جميع الفنادق والقرى السياحية استثمار أجنبي أما العربي فمحدود بأسماء تجارية قليلة. وهنا بدأت لي ثغرة لأدخل من خلالها لعدم معرفتهم الواسعة بالسوق الفندقي العربي. فأخبرتهم: نعم.. إن أسماء الفنادق تتبع شركات الإدارة الفندقية الأجنبية، أما المالك المستثمر فهو عربي والمثال البارز في هذا المجال المشاريع العديدة لسمو الأمير الوليد بن طلال من خلال استثمارات مجموعة شركات المملكة الفندقية والترفيهية وقد ذكرت آنذاك بعضها والتي أعرفها في جمهورية مصر العربية والتي تديرها شركة فور سيزن العالمية ذات الشهرة العالية في مجال الصناعة الفندقية وقد لمست شخصياً أحدها في منتجع شرم الشيخ حين استضافتهم لي في الصيف الماضي. وكذلك فندق موفمبيك القاهرة والذي تديره شركة موفمبيك السويسرية للفنادق وهي من الشركات الأوروبية المميزة في خدماتها الغذائية حيث يرتاد مطاعم فنادقها ضيوف الفنادق المجاورة لها لجودة طعامها ورقي الخدمة الفندقية فيها. وقد هدأ التيار المضاد للاستثمار العربي في مجال السياحة وطالبوني آنذاك بتقديم أدلة ومعلومات لإشباع فضولهم الصحفي في هذا المجال وقد تهيأت لي معلومات قد تكون غير متكاملة عن الاستثمارات الفندقية والترفيهية لرأس المال الشجاع الذي سخره سمو الأمير الوليد في مجال الاستثمارات الخاصة للشركات الفندقية والسياحية والمنتشرة في معظم الدول العربية ومنها على سبيل الذكر لا الحصر فنادق الموفمبيك التي تساهم في تنمية الصناعة الفندقية في الكويت وسوريا ومصر ولبنان والأردن ودبي. ومثلها أيضاً هناك سلسلة من فنادق الفور سيزن ذات التقييم العالي العالمي والتي لا تفي مع خدماتها الراقية ذات النجوم الخمسة الممتازة، بل هي أعلى من التصنيف العالمي للفنادق الممتازة وقد يكون الاستثمار الكبير في المشروع الترفيهي (دبي لاند) من المشاريع العملاقة المؤثرة على تنمية السياحة الداخلية بين دول مجلس التعاون العربي وتأثير هذه المشاريع العملاقة على نمو السياحة العربية الواضح، حيث وفرت مجموعة هذه الفنادق أكثر من (عشرة آلاف) غرفة إضافية إلى سوق الفندقة في الوطن العربي أي ما يعادل (عشرين ألف ليلة) أشغال يومياً ولكونها جميعاً من الفئة الممتازة فحققت أكثر من (عشرة آلاف) فرصة عمل مختلفة لشباب الدول العربية الذين يقدمون خدماتها لسياحها الوطنيين والأجانب.
وتضيف نتائج ميزانيات هذه المشاريع الفندقية تدفقات مالية ضخمة تنصب في مجموع الدخل القومي لتلك الدول علاوة على عائد جيد لاستثمار رأس المال فيها يصل إلى معدل 20% سنوياً من أصل رأس المال المستثمر وللميزة الاقتصادية المحاسبية للاستثمار الفندقي والسياحي عودة الربحية الصافية كاملة بعد استهلاك قيمة الاستثمار خلال مدة طويلة تقدر بثلاثين عاماً محاسبياً والمتبقي من عمر هذا الاستثمار كبناء متجدد يصل إلى أكثر من مائة عام حتى يرمم مرة أخرى ويوصف بأنه استثمار عائلي طويل الأمد وكضمان استثماري بعائد سنوي جيد من هذا الاستثمار الاقتصادي. وأنوه بكل تقدير وتأييد للدعوة الكريمة التي أعلنها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام حيث ترأس سموه - حفظه الله - مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة، حيث وجه سموه قائلاً: (إن الميدان فسيح أمام رجال الأعمال الوطنيين والأجانب للاستثمار في المشاريع السياحية في المملكة العربية السعودية والدولة والمسؤولون في الهيئة العليا للسياحة على أتم استعداد لتقديم كافة التسهيلات الممكنة وتهيئة سبل تشغيل المشروع السياحي كاملة بمده بالطاقة الكهربائية وتمهيد الطرق الموصلة إليه وتقديم الدعم الكامل له، أما الدولة والهيئة العليا للسياحة ليس مجالها الدخول في الاستثمارات الخاصة في مجال السياحة).
إن المجالات الاستثمارية واسعة في الصناعة السياحية في بلادنا الغالية فالمصايف الجنوبية تتميز بالجبال الشاهقة والخضرة الدائمة والهواء المعتدل صيفاً وشتاء والسياحة الصحراوية الشتوية في المنطقة الوسطى والشرقية تنتظر خططاً حديثة لتنميتها وكذلك حبا الله جمال السواحل البحرية والمحيطة بجهات بلادنا الثلاث مناخاً مهيئاً لسياحة بحرية مميزة وهناك السياحة العلاجية والرياضية وغيرها.. وغيرها من صنوف السياحة حسب مجالها. هذه الاستثمارات الكبيرة تنتظر رأس المال الشجاع فقط!

* عضو جمعية الاقتصاد السعودية

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved