....تحليل سياسي
فوز حماس في الانتخابات البلدية يثير الذعر
من مصلحة القوات الإسرائيلية الانسحاب من غزة حتى لا تغرق

فوز حماس في الانتخابات البلدية الأخيرة بات أمراً مثيراً للقلق بصورة كبيرة خاصة في ظل التطورات البشعة التي ألمت بالمناطق الفلسطينية والتي أدت إلى فوز حركة حماس بها.
أحد أصدقائي أبلغني أن فوز حماس يثير التفاؤل رغم حالة الرعب المسيطرة علينا في إسرائيل إنه لا يجوز الذعر من حقيقة أن حماس فازت في الانتخابات البلدية في شمال القطاع ولكن على العكس يجب علينا أن نكون منشرحي الصدور لكون حماس تنافس الآن في العمل السياسي وتشارك في هذه الانتخابات وفي انتخابات المجلس التشريعي لأنها كحركة عسكرية باتت الآن تتحول إلى العمل السياسي وباتت الآن حماس جديدة غير حماس الدسائس التي تعيش منطوية على ذاتها وتهدف إلى تنفيذ العمليات العسكرية ضد إسرائيل فقط.
وأضاف هذا الصديق أن حماس في هذه الانتخابات باتت ترفع القناع وتعرض نفسها على رؤوس الأشهاد وتبدأ العمل في ضرورات أخرى تماما، وهكذا سيضطر رئيس بلدية من أفراد حماس إلى التحدث إلى الإدارة المدنية الإسرائيلية من أجل تحسين أوضاع السكان الذين يتولى أمورهم وبالتالي فإن فوز حماس في هذه الانتخابات سيفتح لها آفاق التعاون مع إسرائيل.
وعندما تدخل حماس الميدان الوطني والمجلس التشريعي، سيكون لها مستوى سياسي مهم تلعب به وستبعد تلقائياً عن العمل العسكري.
غير أن كلام هذا الصديق لم يخرجني من حالة القلق المسيطرة علي والتي زادت عقب مشاهدتي من خلال وسائل الإعلام لحالة التخبط الكبيرة في عمل جهاز الأمن الإسرائيلي مع انسحابه من غزة، وهو التخبط الذي دفع عدداً من كبار القادة العسكريين إلى الصراخ في وجه وزير الدفاع شاؤول موفاز مؤكدين له أن طريقة الانسحاب من قطاع غزة يجب أن تتغير من الآن لصالح إسرائيل، حيث إن طريقة هذا الانسحاب تخدم الفلسطينيين في الأساس وتضع المستوطنين البؤساء في قلب هدف القناصة الفلسطينيين القتلة.
عموماً أرى ضرورة توحيد الجهود من أجل الانسحاب من غزة لما هو به مصلحة لنا كإسرائيليين في الأساس ولتغرق المناطق الفلسطينية في الجحيم سواء جحيم أبو مازن وخلافاته الداخلية أو جحيم حماس والجهاد الإسلامي الذين يزيدون وضع الفلسطينيين تدهوراً، المهم أن نعمل لما به مصلحتنا كإسرائيليين.