بلا تردد
ورود على الرصيف
هدى بنت فهد المعجل

أضحى الرصيف المحيط بمصلى العيد في حي غرناطة بالدمام مضماراً ومجالاً لممارسة رياضة المشي للجنسين على حد سواء، بمختلف الفئات والأعمار، وبكافة الأوضاع الصحية والجسمية.
رياضة تؤدى حول المصلى في أوقات متفرقة، قبل الصلاة المفروضة وبعدها.
وأصبحنا لا نستغرب منظرنا ومنظر الطواف حوله في ظل غياب مقر دائم مخصص لممارسة تلك الرياضة ورياضات أخرى بحرية وبعيداً عن أنظار المتلصصين والفضوليين ممن يتلذذون وهم يضايقون طالبي الصحة والنشاط وانشراح الصدر.
ولا أظن الوضع غائباً عن أعين المسؤولين ورجال الأعمال حتى نناشدهم بإنشاء المقر المطلوب.. لذا أرى التسليم بالوضع الحالي ربما تكشف لنا الأيام عن وجه حضاري نرتقبه - على مضض - ونصطبر.
ونستمر في الدوران والطواف حول المصلى ممعنين النظر في ساحة المصلى الفسيحة بعد اغتسالها ولأيام بمطر دائم الهطول بفضل من الخالق -سبحانه-.
ساحة أشبه بالصحراء، حيث الأفضل أن تقام صلاة العيد في الصحراء تأسياً بالمصطفى - صلى الله عليه وسلم - وباحة المصلى الفسيحة شبيهة بالصحراء.
لكنها هذا العام ارتدت حلة قشيبة، ولباساً أخضر منح رياضة المشي حول المصلى بعداً نفسياً وصحياً آخر.. وإشراقة صباحية نهارية في جنح الظلام.
رأينا الورود البرية الصفراء أصابع خللت لحية الأرض المخضرة ثم تفرقت فوق الرصيف من بين شقوق تفصح عن تدني مستوى رصف الطريق المحيط.
الورود الصفراء والنباتات الخضر جبرت عزاءنا في تردي الرصف.
قاومت صلابة بلاطات إسمنتية وبدت من خلالها بتمرد معلن وخروج عن السائد المألوف.
الأشجار حينما يمتد بها العمر وتكبر أو تصعد للأعلى يتضخم ساقها بعد تمدد الجذور وتفرعها وتشعبها فتقتلع أصعب بلاط رصف به الرصيف. والحل من أجل حماية سور المنزل اقتلاع الشجرة من جذورها واجتثاثها عن بكرة أبيها. وهذه النباتات الخضراء والورود الصفراء تتبعت الفتحات والشقوق وظهرت على السطح تتنفس الهواء، وتسر الناظرين الغادين، والرائحين. وكأني بها تجبر عزاءنا في حرماننا من مضمار أو مركز اجتماعي وصحي نسترد فيه لياقتنا البدنية ونكسر روتين الجلسات المتكررة المملة والتي نبدأها ونختمها بتناول المأكولات والمشروبات ويتخللها تناول مأكولات ومشروبات تساهم في تراكم الشحوم في دهاليز جسدنا وطرقاته وحواريه.