بعد تسجيله ناخباً في محافظة جدة
الأمير عبد المجيد يؤكد حقيقة بداية الانتخابات منذ عهد الملك المؤسس
سموه ينفي توقيتها الراهن بإملاءات خارجية ويدعو لوطنية فاعلة في هذا المشروع الحضاري

* جدة - عبد الرحمن إدريس:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة أن الانتخابات البلدية خطوة حضارية رائدة تمثل هذا الوطن والإنسان فيه؛ وهي مجال لدور إيجابي للمواطن مشاركاً عن قرب ومباشرة في المسؤولية من خلال التدخل بالرأي الصائب لدى الجهات التنفيذية في كل ما يحقق تطلعاته ويسعى إليه الجميع نحو الأفضل.
جاء ذلك لدى تسجيل سموه اسمه ناخباً مساء أمس الأول في قيد الناخبين في المركز الانتخابي في بلدية جدة الجديدة، مشيراً إلى أهمية العملية الانتخابية ومردودها بانعكاسات إيجابية في هذه المرحلة.
ووجه سموه نداءً للمواطنين بالتفاعل والإقبال على التسجيل موضحاً علاقة ذلك بالوطنية والحصول على فرصة الترشيح بالانتخاب؛ الأمر الذي يدعو الجميع إلى هذه المشاركة وما ينتظر منها من نتائج جيدة بإذن الله.
وفي توضيح لسمو الأمير عبد المجيد أمير منطقة مكة المكرمة عند زيارته الموقع الانتخابي رقم 473 وتسلمه بطاقة ناخب قال: إن قرار الانتخابات الحالية تم اتخاذه منذ سنوات ولا علاقة له بتدخل يفرض من الخارج. وجاء في حديث سموه عن هذا الجانب تأكيد على الخطوات والبرامج الخاصة بالإصلاح فقال: إن لدينا قرارا وطنيا لا يمليه أحد والمثال في هذا أنها مراحل ترتبط بظروف زمنية وحسب احتياجاتها فقد بدأ الإصلاح منذ عقود وبالتالي فإن هذه الانتخابات البلدية مشروع وطني منذ عهد الملك عبد العزيز ولم تكن الحاجة في مرحلة سابقة إليها والآن وجدت الظروف الداعية إلى عودتها بما تقتضيه حاجة الوطن والمواطن فكان القرار الحكيم من القيادة بتفعيل هذا الدور وفقاً للبرنامج المعد والمتابعة لما يتم من تنظيم ليظهر المستوى الرائع لهذه الإجراءات مع وجود إرادة صادقة للوصول إلى أفضل النتائج باختيار البداية من حيث انتهى الآخرون في تجارب مماثلة وهو الهدف الذي نعمل على الوصول إليه لكل ما فيه مصلحة بلدنا.
وكان سموه الأمير عبد المجيد في تصريحات صحفية متحدثاً عن الانتخابات وهو يعلن الثقة في التجاوب القادم خلال الفترة المتبقية للتسجيل معتبراً ذلك واجباً ومساهمة سيشارك بها المواطن في صنع القرار البلدي.
كما أعرب عن أمله في التزام المرشحين للمجالس البلدية في المرحلة القادمة بالمنطقية وعدم اللجوء للمبالغة في الوعود عند طرح برامجهم الدعائية من أجل كسب المنتخبين فهو مجال يحتاج إلى المواطن الذي يخاف الله سبحانه المخلص لله ثم الوطن، وهذا هو المأمول في المرشح الذي يستحق اختياره من الناخبين خاصة بتوافر الثقة - بإذن الله - في كونه سيقوم بالعمل الذي يفيدهم.
ونفى سموه من جانب آخر أن يكون هنالك تدخل من الإمارة في متابعة برامج المرشحين؛ فقال: إن ذلك يأتي بكل حرية في اختيار المواطن الناخب فهو صاحب القرار.
وجاءت دعوة الأمير عبد المجيد للمواطنين بترجمة الشعور الوطني إلى فعل ملموس من خلال هذه المشاركة في الانتخابات في الوقت الذي بلغت فيه أعداد المسجلين في محافظة جدة نحو عشرة آلاف ناخب حتى أمس الأول فأبدى سموه ملاحظته حيالها بأنه إقبال ليس إلى الدرجة المقبولة في جدة أو بقية محافظات منطقة مكة المكرمة والأمل - إن شاء الله - في الاستجابة وعدم التكاسل عن القيام بهذا العمل الوطني.
وشهد مساء أمس الأول في المركز الانتخابي رقم 473 حضوراً كبيراً من المسؤولين حيث كانت القدوة في سمو الأمير عبد المجيد حافزاً لتفعيل نشاط التسجيل للناخبين الذين جاء في مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد المجيد وكان حضور أمين محافظة جدة ومسؤولي بعض المراكز الانتخابية مناسبة للأخذ بتوجيهات سمو أمير المنطقة وملاحظاته في كيفية تقديم الثقافة الانتخابية والتوعية التي تساند العملية الانتخابية بأشكال مختلفة وبالتعريف بهذا الدور وأهميته.
تجدر الإشارة إلى أن المراكز الانتخابية في محافظة جدة قد شهدت إقبالاً منذ اليوم الأول من أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء ومديري الجامعات والأعيان وكبار رجال الأعمال، والذي كان - بحسب مسؤولي المراكز - إحساساً وطنياً بقيمة هذه المشاركة وبشكل خاص في تقديم واجهة القدوة للمواطنين للسير في هذه الخطوات بدافع الوطنية الصادقة والشعور بضرورة المبادرة إلى تحقيق المصالح العامة بالرؤية الشورية.
ومع التطلع إلى زيادة الإقبال وتوقعات الوصول خلال فترة قصيرة إلى مضاعفة أعداد الناخبين فإن هدوء التسجيل في المراكز ارتبط حتى يوم أمس بشكل لافت بالانصراف إلى زحمة الاكتتاب في بنك البلاد حيث شهدت هذه العملية اندفاعاً كبيراً لشراء الأسهم. وحول ذلك يرى الكثيرون أنه جانب يستحق الاهتمام التوعوي في ترتيب الأولويات لدى الناس بما يؤدي إلى تكريس المفهوم الأجدى والواجب كدور وطني مع الانتخابات في الوقت الذي توزعت عشرات المراكز لاستقبال الناخبين وتسهيل إجراءات عضويتهم مقارنة بما يحدث بالتدافع على اكتتاب الأسهم وهو متاح، على أن يؤخذ كاهتمامات شخصية في الدرجة التالية في الأولويات، وهو ما تحدث به عدد من المسؤولين عن هذا الموضوع.
معالي المهندس عبد الله المعلمي أمين جدة ورئيس لجنة الإشراف على مراكز الانتخاب ثمن دور صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة في هذا الاهتمام الكبير بالانتخابات البلدية وإعطاء القدوة في الحضور للتسجيل ناخباً، وقال المعلمي: إن تطلع سموه لزيادة الإقبال جاء دعوة مخلصة للاستفادة من الفرصة المتاحة للمواطنين في هذه النقلة المرحلية للمشاركة في الأدوار التنفيذية بلدياً برؤية تنسجم مع آمال وطموحات كل مواطن فهي مسؤوليته، ولا بد - كما قال سمو الأمير عبد المجيد - من الإحساس بالقيمة الكبرى لهذا الدور كواجب وطني.
وأضاف المعلمي أن لجنة الإشراف المحلية للانتخابات البلدية وضعت كل الاستعدادات وفقاً إلى خطة متكاملة من حيث توزيع المراكز وتنظيم أعمالها منذ وقت مبكر إلى جانب القيام بأدوار في التوعية بهذا المجال حيث يتم مساء اليوم ضمن هذا البرنامج اللقاء المفتوح في الغرفة التجارية الصناعية في جدة بمشاركة متخصصين، ويتضمن محاضرة عن الانتخابات وتفاصيلها وتقديم عرض مصور عن مجهودات اللجنة واستعدادها للمراحل المقبلة، ثم يتاح المجال للإجابة عن أسئلة الحضور من خلال النقاش وتداول الآراء.