تتحدث التقارير الاقتصادية هذه الأيام.. عن ضخ الأموال في المساهمات.. بمناسبة بدء الاكتتاب في البنك الجديد.. بنك البلاد. ** التقارير.. تحدثت.. عن أن هناك أكثر من (150) مليار ريال.. ضُخت في مساهمات جديدة خلال الأشهر الماضية فقط.. وأن أكثر من (200) مليار.. قد تكون ضُخَّت بالفعل.. مع نهاية الاكتتاب في بنك البلاد. ** وتقول التقارير.. إن الإقبال على الاكتتاب الأخير في البنك.. قد صحبه ازدحام عنيف أمام البنك.. وأن هذا الازدحام العنيف.. قد تمخض عنه اغماءات واختناقات وتعب وإعياء.. وخناقات.. وأن فروع البنك كلها.. قد تحولت إلى جباة لأموال المساهمين الجدد.. وأن أكثر من مليار.. سُلِّم في الساعات الأولى للاكتتاب.. وأنه لو كان بوسع البنوك استقبال أضعاف ذلك لتم تقديمه.. وأن أكثر من (50%) من المحتشدين.. عادوا أدراجهم بسبب الزحام أو إغلاق البنك قبل تسليمهم فلوسهم. ** وتقول التقارير الصحفية من اليوم الأول.. إن قوات الأمن.. كانت جاهزة وحاضرة.. وقد عاونت وساعدت الكثير.. وأنها ساهمت في التنظيم وتسيير الأمور في الاتجاه الصحيح.. وقد عمدت بعض البنوك إلى نصب خيام حول فروعها لامتصاص الأعداد المتزايدة من المكتتبين. ** هؤلاء المتدافعون الذين يضخون مائة مليار من أجل شراء (30) مليون سهم.. بقيمة (50) ريالا للسهم.. وبقيمة إجمالية.. قدرها (1.5) مليار ريال فقط.. أي أن الناس.. قد تدفع مائة مليار.. لتساهم في مليار ونصف المليار فقط.. ** هذه المائة مليار.. التي في جيوب الناس.. وهذا (الترليون) الذي هو القيمة السوقية لأسهمنا في شركاتنا.. ما لم يوظف توظيفاً صحيحاً.. وما لم توجد شركات جديدة.. وما لم توجد بنوك جديدة.. وما لم تُفتت الأسهم في الشركات.. قد تكون هذه المليارات عبئاً اقتصادياً.. ** لست محللاً اقتصادياً.. ولا أفهم في الساسة.. وليس لي سهم واحد.. ولا أنوي المساهمة في بنك البلاد أو غيره.. من أجل أن أحصل على سهمين أو ثلاثة بقيمة (150) ريال.. ولكنني.. أشاهد مئات الآلاف من البشر.. تحاول إيداع أكثر من مائة مليار.. في محاولة لاستثمارها.. ولا تجد من يساعدها.. أو يأخذ بيدها. ** لماذا لا يكون هناك بنك آخر سموه بنك (المتدافعون).. أو بنك (الطفارى) أو بنك (الفقارى) من أجل الأسهم.. ويكون مهمته امتصاص هذه المائة مليار.. من جيوب هؤلاء الناس لعل العائد يكون بحجم هذا الحماس؟
|