** الذي كُتب له أن يزور لبنان في أواسط التسعينيات يدرك أن بيروت كانت تحارب وتعارك كي تنتشل نفسها من الخرائب والأنقاض وتدخل حرباً جديدة مع الحياة.. وبحثاً عن الحياة.. كان رفيق الحريري حديث الناس هناك.. وأحلامه وأفكاره ووعوده ببيروت الجميلة التي ستعيد السائحين إلى مقاهي المدينة وبحرها الجميل. ** والذي وقف على بيروت بعد الألفين يعرف كيف تحققت الوعود والأحلام وكيف عاد وسط بيروت مزاراً جميلاً للسائحين. وهذا إنجاز عظيم لدولة تعد السياحة عماد اقتصادها.. ** اغتالوا الحريري لأنه يكره الحرب.. ويكره الخراب.. لأنه كثير الأحلام.. ولأنه شجاع وجريء في مواجهة خصومه بسلاح واحد هو الحب للأرض وللوحدة اللبنانية واحترام الاختلاف ونبذ إعلاء روح الطائفية على حساب الوطن. لو لم يكن لرفيق الحريري من نجاحات سوى نجاحه في مؤتمر الطائف أو رعايته المادية لثلاثين ألف طالب من كافة الطوائف والصرف على تعليمهم لا يريد من ذلك إلا أن يعودوا ويشاركوا في نهضة لبنان لكفى... رجل مثل رفيق الحريري يجيد استثمار ثروته في مصلحة وطنه.. يُغدر به وتُزرع له في الطريق عبوة ناسفة تبعثر دمه الأحمر في الرابع عشر من فبراير حيث يحتفل العالم بنشر الورد الأحمر في الفضاء.. في السماء.. في الحياة.. ** مات الحريري.. قتلوه فحق أن يكون ذلك اليوم يوم الكراهية الذي نريد له أن لا يعود!
فاطمة العتيبي |