* تغطية - علي العمري - صلاح الحارثي: استأنف منتدى جدة الاقتصادي لعام 2005م فعالياته أمس الأول وبدأت الجلسة الأولى لليوم الثالث من الفعاليات برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عمرو بن محمد الفيصل رئيس مجلس شركة الدليل لأنظمة المعلومات بالمملكة العربية السعودية. وتحدث خلال الجلسة التي عقدت بعنوان (المجتمع المنفتح.. رؤية بديلة للدور الأمريكي في العالم.. الأسلوب العلمي لإدارة التناقضات) المدير العام لمجموعة سوروز لإدارة التمويل ومؤسس معهد المجتمع المنفتح بالولايات المتحدة الأمريكية جورج سوروز. وحذر جورج سورس من انتهاج السياسات التي تعتمد على أخطاء مزورة، لأنها تؤدي إلى مشكلات وتعقيدات في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على النطاقين المحلي والإقليمي منوهاً أن العالم يعيش في الوقت الراهن مرحلة التفكير وأعمال العقل وأنه ينبغي أن تسود العلاقات لغة الحوار والتفاهم. وأشار سورس إلى أن الترويج للأخطاء المزورة لا تنحصر في السياسة بل تتعداها إلى الأسواق مما يؤدي إلى خلق مناخات يمكن تسميتها بالتعصب تجعل الأسواق تعيش حالة غير متوازنة. ورأى سورس أنه لا يوجد نظام اجتماعي وسياسي مثالي في العالم وسيكون من الخطأ أن نظاماً معيناً يمكن فرضه على العالم، مؤكداً في الوقت نفسه على حاجة الناس إلى نظام ومؤسسات تمكن الناس من التعايش في ظل آراء وقناعات متباينة. وقد تخلل الجلسة مناقشات تطرقت إلى العديد من القضايا الاقتصادية والمالية وأسواق الطاقة والتحديات التي تواجهها في المستقبل. كما تحدث وزير خارجية البرازيل السفير سلسلو إمورم مشيداً بالمكانة التي وصل إليها المنتدى حتى أصبح ملتقى لمناقشة الأمور الاقتصادية والاجتماعية ذات التأثير الإقليمي والدولي وفرصة لقياس إستراتيجيات النمو الاقتصادي. واستعرض ملامح الاقتصاد في بلاده مبيناً أنها كانت من عدة مجالات منها الضريبي والتأمين الاجتماعي، وتم استصدار قوانين تجيز الشراكة بين القطاع العام والخاص والإفلاس وبراءة الاختراع والابتكار.. وقال: آتت هذه السياسات ثمارها، فبعد سنين من الركود الاقتصادي نما الاقتصادي البرازيلي أكثر من 5% من العام الماضي وتم كبح جماح التضخم زادت الصادرات بنسبة 32% لتصل إلى 96 مليار دولار أمريكي وفائض في الميزان التجاري بلغ 33 مليار دولار وزاد الإنتاج الصناعي بأكثر من 8% لتلك الفترة في عام2003 كان الاستثمار الخارجي 10 مليار دولار وفي عام 2004 تجاوز المبلغ 18 مليار دولار وانخفضت نسبة البطالة من 12.9% إلى 9.6% وتم خلق 2 مليون وظيفة جديدة الدخل الحقيقي من القطاع الصناعي زاد 9% والأهم من ذلك (برنامجنا لتحويل الدخل) استفادت منه 6.5 ملايين عائلة أي 20 مليون فرد من نهاية 2004 نهدف للوصول إلى 8.7 ملايين عائلة ليستفيدوا من هذا البرنامج ونتوقع في عام 2006 أن يستفيد من هذا البرنامج جميع العوائل في البرازيل التي تعيش تحت مستوى الفقر أي 45 مليون شخص أو ربع عدد سكان البرازيل. وفي الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور فواز العلي مستشار وزير التجارة والصناعة للشؤون الفنية، أكد كبير وزراء سنغافورة جوه تشوك تونج أن سنغافورة ابتكرت رؤية خاصة لمواجهة التحديات الجديدة للاقتصاد العالمي استوعبت المتغيرات الآتية والمستقبلية مشيراً إلى إصلاح الاقتصاد يتم عبر تطوير الطاقات البشرية. جاء ذلك لدى مخاطبته الجلسة الصباحية لمنتدى جدة الاقتصادي السادس في يومه الختامي في الجلسة التي رأسها الدكتور فواز العلمي مستشار وزير التجارة والصناعة للشؤون الفنية. وعدد تونج مزايا التنوع الثقافي والعرقي في سنغافورة والذي كان مصدر قوة ووحدة في تنمية وتطوير سنغافورة، وأضاف أن ذلك جعلنا أكثر قدرة على استنهاض هذه الموارد البشرية لأننا ندرك حجم مواردنا الاقتصادية المتواضعة ولذا عملنا على تطوير الموارد البشرية وتعزيز القدرة على التعلم وتأكيد الحماية الاجتماعية بصورة معتدلة.. منوهاً إلى أن السياسات صممت على تغيير قدرة الأفراد والبيئة وتنشيط ودعم التناسق الاجتماعي والاعتراف بالثقافات المتعددة وإكساب المعارف والكفاءات وفق خطة طويلة المدى لتطوير مفهوم العمل.. واستطرد قائلاً: إن سنغافورة اعتمدت طريقة برغماتية لحل المشاكل وابتعدنا عن الصور النظرية. واستعرض رئيس وزراء سنغافورة تجربة سنغافورة في تحسين نظام التعليم والتأهيل للحصول على موارد بشرية قادرة على مواجهة المنافسة العالمية.. وذلك لتطوير البرامج المدرسية والتأهيلية إضافة إلى التأهيل الخاص بالمواد الدراسية التفضيلية الخاصة كالرياضيات والعلوم. مشيراً إلى أن التعليم الرسمي لا يكفي وحده، ولابد من التأهيل وتحسين الكفاءات بصورة مستمرة. وأشار تونج إلى تجربة سنغافورة في اعتماد نظام لتقييم في بناء القدرات منوهاً بأن الترقية تتم بناء على القدرات وتم تدعيم هذا التوجه بانشاء وكالة للتطوير العمالة وصندوق للتأهيل طويل المدى. منوهاً بما تحتله المرأة في سنغافورة من حيث الفرص حيث بلغت نسبة المشاركة النسائية 54% من قطاع الأعمال وأن أكثر من 10% من أعضاء البرلمان من النساء مما دفع سنغافورا إلى أن تتحول من اقتصاد مركزي إلى عالمي مفتوح مبني على المعارف وتنمية وتطوير الموارد البشرية. وأشار رئيس الوزراء السنغافوري إلى التجربة التاريخية الرائدة للشرق الأوسط من خلال الحضارة الإسلامية منوهاً إلى أن الفضل يرجع للحضارة الإسلامية في كل ما يشهده العالم من تطور منوهاً إلى قدرة الشرق الأوسط بقيادة العالم مرة أخرى إذا ما عزز قدراتهم المادية والبشرية بصورة عصرية.
|