تصريحات الفكاهي (ديودوني) بالجزائر تحدث ضجة سياسية في فرنسا

* محمود أبوبكر - الجزائر:
التصريح الصحفي الذي أدلى به الممثل الفكاهي الفرنسي (آبالا ديودوني) الأربعاء الماضي خلال زيارته الفنية للجزائر أثار زوبعة سياسية كبيرة في موطنه فرنسا وصلت إلى أعلى هرم السلطة الفرنسية، (ديودوني) الذي تحدث للصحافة الفنية الجزائرية في ندوة عقدت للحديث عن غرض زيارته للجزائر كان قد أكد أن هناك سيطرة واضحة للوبي الصهيوني في الحياة الثقافية والإعلامية والسياسة في فرنسا.. كما تحدث عن الاستغلال السياسي السيئ للمحرقة النازية.
ففي أول رد فعل سياسي لتصريحات الممثل هدد السكرتير الأول للحزب الاشتراكي الفرنسي فرانسو هولاند قائلاً: إن المتابعة القضائية لم تعد كافية للرد على ديودوني بل علينا اليوم مواجهته سياسياً.. وذهب فرانسو في تصريحه لإذاعة (اروب1) لمطالبة محبي الفنان بمقاطعة عروضه في المستقبل، بينما وصف الحزب الشيوعي الفرنسي تصريحات ديودوني ب(الفضائحية)، وقال إن حديثه عن المحرقة بهذا الشكل يدخل في إطار السب الحقير والمقيت.
وعلى غير العادة تقاطعت تصريحات ومواقف حزب الرئيس الفرنسي شيراك مع أحزاب المعارضة، حيث صرح الناطق الرسمي باسم الحكومة الفرنسية وأحد أقطاب حزب الرئيس، بأن ديودوني قد تجاوز حدود الممثل وصار متورطاً في مواقف وقضايا هابطة.
وعلى الصعيد الرسمي أمر وزير العدل الفرنسي دومنيك باربان- السبت- محكمة باريس بفتح تحقيق ابتدائي حول تصريحات ديودوني التي نقلت عنه في الجزائر خاصة فيما يتعلق بالمحرقة النازية، حيث سيواجه تهمة ب(التشكيك في الجرائم الإنسانية).. بينما تسعى جمعيات يهودية وأخرى تعنى بمكافحة العنصرية في فرنسا إلى رفع دعوى قضائية ضد الممثل بتهمة معاداة السامية وإصدار تصريحات عنصرية تبث الفرقة وتهدد الأمن بين الطوائف المشكلة للشعب الفرنسي.
وصرح ديودوني إثر الضجة الكبيرة التي أحدثتها تصريحاته بالجزائر أنه لم يعتبر المذبحة بمثابة (البغاء التاريخي)، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام الفرنسية إنما أدان محاولة استعمالها المشين لتحقيق أغراض سياسية كما هو حادث الآن، وأكد في تصريح للقناة الإخبارية الفرنسية (ال سي أي) أنه استعار اللفظ من الكاتبة الإسرائيلية المشهورة (ايديت زرتال) الذي ورد في كتابها (المحرقة واستعمالاتها السياسية في إسرائيل).
الجدير بالذكر أن الممثل (ديودوني مبالا) (كاميروني الأصل) كان قد أثار ضجة مماثلة في فرنسا بعد عرضه لمسرحية تناول فيها دور (حاخام يهودي) يمد يده على الطريقة النازية، ما أدى إلى إصدار أمر بمنع العرض بعد اعتراضات الجمعيات اليهودية، وهو ما أجبره على عرض المسرحية في الشارع، بعد أن فشل في اعتراضه على قرار المنع ورفعه دعوى بالمحاكم الفرنسية.
وتأتي زيارة الممثل الكوميدي للجزائر بدعوة من مؤسسة (فنون وثقافة) الجزائرية التي تعمل في الحقول الفنية والثقافية وتستضيف شخصيات فنية وغنائية عربية وأجنبية، وقد قدم عرضه الذي كان عبارة عمل منولوج تحت عنوان (اعتذاراتي) في قاعة (ابن خلدون) ليلتي (الأربعاء والخميس) الماضيتين بالعاصمة الجزائرية.