العثور على جثة ضابط فلسطيني في غزة
قريع يقدم إلى البرلمان تشكيلة معدلة لوزارته وكتائب الأقصى تطالب بعدم إقرارها

* رام الله - غزة - بروكسل - بلال أبو دقة - الوكالات:
يقدم رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع إلى البرلمان حكومة جديدة بعد أن ادخل تعديلات جذرية على التشكيلة السابقة التي رفضها المجلس التشريعي الفلسطيني يوم الاثنين.
وقالت مصادر فلسطينية: إن أعضاء الوزارة التي ستكون حكومة تكنوقراط، من خارج المجلس التشريعي باستثناء اثنين فقط سيكونان نائبين، مقابل 13 في اللائحة السابقة التي عرضت للمجلس الاثنين.
والتشكيلة الجديدة توفيقية بين قريع وحركة فتح التي أجبرته على سحب التشكيلة التي قدمها بالأمس بعدما اشتكى الأعضاء من أنها لا تنطوي على أي تغييرات تذكر عن الحكومات السابقة.
وتابع المسؤولون أن كتلة فتح ستدرس الحكومة الجديدة وستعرض على المجلس التشريعي اليوم الأربعاء. وقال وزير الدولة في الحكومة المنتهية ولايتها قدورة فارس لوكالة فرانس برس: إن عضوين فقط في الحكومة ينتميان إلى المجلس التشريعي.
وأضاف أن المجلس التشريعي سيدعى للانعقاد اعتباراً من مساء الثلاثاء (أمس) للتصويت على الثقة في الحكومة الجديدة.. لكن عباس زكي النائب وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح أكد أن هذا الاجتماع سيعقد اليوم الأربعاء.
وأكد زكي لفرانس برس أن (حكومة مختلفة تماماً ستقدم لنا.. إنها حكومة تكنوقراط تضم نائبين فقط).
وأضاف أن (اللجنة المركزية لحركة فتح قررت أن حكومة كهذه ضرورية لتلبية احتياجات الإصلاحات على كل المستويات).
ولم يوضح زكي أسماء الوزراء الذين استبعدوا من اللائحة الأولى التي كانت تضم 24 وزيراً وانتقدها المجلس بشدة، مما أدى إلى إرجاء التصويت عليها الذي كان يفترض أن يتم الاثنين.
هذا وقد طالبت كتائب (شهداء الأقصى) المنبثقة عن حركة فتح أمس الثلاثاء المجلس التشريعي الفلسطيني بعدم إعطاء الثقة لحكومة أحمد قريع متهمة إياها بتكريس (الفساد).
وقال متحدث باسم كتائب الأقصى في مؤتمر صحفي عقده أمام مقر المجلس التشريعي بغزة: (نطالب المجلس التشريعي بعدم إعطاء الثقة للحكومة لأنها تكريس للفساد والمفسدين والفوضى والتي آن الأوان لشعبنا الخلاص منها).
وبعد أن طالب بإقالة الحكومة الحالية، طالب الوزراء المكلفين السابقين والجدد عدم قبول التكليف وحل مجلس الوزراء للحكومة (وتشكيل حكومة جديدة نزيهة تحظى بثقة الشعب).
وشدد المتحدث الذي كان ملثماً واحيط بحوالي عشرين مسلحاً ملثماً من أعضاء كتائب الأقصى على ضرورة تشكيل حكومة وطنية موحدة معتبراً الفساد والاحتلال وجهين لعملة واحدة.
وأعلن رفض أي حكومة تكرس الفساد وتتحمل مسؤولياتها.. وأكد: سنساهم في بناء المؤسسة وتابع نريد حكومة تكرس بناء المؤسسات وتحفظ حقوق المواطن وحقوق الإنسان وتجتث الفساد والمفسدين.
وفيما يتصل بالتطورات الميدانية قالت مصادر أمنية فلسطينية: إنه تم العثور على جثة ضابط فلسطيني بحي الشيخ رضوان بمدينة غزة أمس (الثلاثاء) مشيرة إلى أن هذا الضابط كان قد تم اختطافه الليلة قبل الماضية بواسطة مجهولين في شمال مدينة غزة.
وصرح مصدر طبي فلسطيني في مستشفى الشفاء بغزة الذي نقل إليه جثمان القتيل بأن الضابط وصل إلى المستشفى جثة هامدة حيث أصيب بطلق ناري في الجبهة ونفذ من الرأس، وهو ما يؤكد أن إطلاق النار تم من مسافة قريبة للغاية (مسافة صفر).
وأشارت المصادر الأمنية الفلسطينية إلى أن القتيل يعمل ضابطاً في الاستخبارات العسكرية الفلسطينية ويدعى ديب محمد حمتو (33 عاماً) وهو من حي الشيخ رضوان شمال غزة.
وأوضحت المصادر أن الشرطة الفلسطينية بدأت التحقيق في الحادث لكشف ملابساته.
ومن جانب آخر أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس الثلاثاء في بروكسل أنه يرى كل الفرص الآن متاحة للتوصل إلى تسوية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال بلير للصحافيين بعد فطور عمل مع الرئيس الأمريكي: إن جورج بوش رسم بشكل واضح جداً طريقاً لإحراز تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط، بحزم وتفاؤل متجددين.
وأضاف أعتقد أن لدينا كل الفرص الآن لمحاولة التوصل إلى تسوية ستقدم الكثير للعلاقات الدولية في العالم بأسره.
وكان الرئيس الأمريكي حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس على طرح استراتيجية للإصلاح الفلسطيني في مؤتمر سيعقد في لندن الشهر القادم من أجل الحصول على الدعم المالي الدولي.