* مكة المكرمة - أحمد الأحمدي: أكد الحوار الذي نظمه (نادي مكة الثقافي الأدبي) ضمن مشاركته في (حملة التضامن الوطني ضد الإرهاب) أن (الإرهاب) خطر كبير يهدد وطننا وأمتنا والعالم بأسره، ويحتاج إلى تصدٍ حقيقي تتضافر فيه جهود مختلف دول العالم، وان مؤتمر الرياض جسد هذه الضرورة.. وكانت دعوة سمو ولي العهد لإنشاء (مركز دولي لمكافحة الإرهاب) فكرة موفقة، وخطوة صائبة تؤكد عزم المملكة العربية السعودية على اجتثاث هذا الداء بمختلف أشكاله. المشاركون
وقد تناول هذا الحوار دوافع الإرهاب، وبحث عن علاجه، بمشاركة الدكتور محمد عبدالله آل زلفة عضو مجلس الشورى، والدكتور محمد بن علي العقلا وكيل (جامعة أم القرى) للدراسات العليا، والدكتور محمود حسن زيني عضو مجلس إدارة (نادي مكة الثقافي) الذي أدار الحوار. مشكلة
وقد أوضح الدكتور آل زلفة في بداية حديثه أن الإرهاب يتعارض مع قيم هذه البلاد وقيم هذا المجتمع، واننا أمام مشكلة كبيرة يجب مواجهتها وعلاجها.. واستعرض بعض آثار الإرهاب على المملكة وأبنائها، وأن بلادنا بعد أن كانت موئلاً للأمن والأمان، أضحت بفعل هذه الفئة الضالة معرضة للقلق والذعر.. وان السعودي الذي كانت تفتح له كل البلاد أبوابها، أضحى مشتبهاً به بخطيئة أفراد حملوا مشاعر العداء حتى لأبناء جلدتهم، وشقوا عصا الطاعة على ولاة أمرهم، واستخدموا الإسلام وسيلة للانخراط بهذا المسلك المشين.. كما تسبب الإرهاب في تولد مشاعر سيئة ضد الإسلام، لتفوت الفرصة علينا بنشر الإسلام، بروح المحبة والتسامح، كما كان يفعل أجدادنا، وكما كنا نفعل إلى عهد قريب. ودعا الدكتور آل زلفة إلى العمل لتطهير المجتمع من فكر الغلو والتطرف وإقصاء الآخر؛ لتحسين صورتنا على مختلف المستويات. كما دعا إلى مراجعة مناهجنا وأساليبنا في التدريس التي تقوم على حشد المعلومات، وعدم فتح المجال للحوار.. رغم أن الحوار يولد النور. دوافع
أما الدكتور محمد العقلا فقد تحدث عن دوافع الإرهاب، مشيرا إلى أن بعضها دوافع داخلية، وبعضها الآخر خارجية. ومن الداخلية الفجوة بين العلماء والشباب، التي استغلها بعض أدعياء العلم الشرعي.. ومنها هشاشة البرامج الإعلامية، وعدم قيامها بدورها في تنمية الحس الوطني، والارتباط بالوطن والأرض.. كذلك فإن للقنوات الفضائية دورا في تدمير شبابنا وقيمهم ومبادئهم وانحرافهم عن الحق بعد أن سيطرت ثقافة الفيديو كليب، وتعلّق شبابنا بالتوافه، وتركنا أبناءنا لقوى الشر. وأشار الدكتور العقلا إلى شعور الشاب بالظلم نتيجة وجود المحسوبيات والواسطات وانتشار البطالة.. كما تحدث عن ضيق مساحة الحرية في التعبير عن الرأي، والحجر على الآخر، حتى من قبل المشايخ والعلماء.. وحذر من كثرة الدعاوى المضللة التي تبثها الصهيونية العالمية على (الإنترنت). وأوضح ضرورة أن يأخذ الإصلاح مسار التطوير.. وأن يكون نابعاً من الداخل، وأن يتم بالتحاور والتشاور. كذلك تناول الدكتور العقلا في مشاركته الدوافع الخارجية للإرهاب ومنها شراسة الحملة الإعلامية ضد الإسلام والمسلمين، وإلصاق كل إرهاب بالمسلمين، والكيل بمكيالين.. ودعا إلى إقناع الدول الغربية بالكف عن الطعن بالإسلام، والتطاول على أسس العقيدة، وخاتم الأنبياء. كما دعا الدكتور العقلا إلى اقتراب المشايخ والعلماء من الشباب، والى استماع وجهة نظر الطرف الآخر.. واستمرار الحوار الوطني بين جميع أفراد المجتمع في كافة أطيافه. التعقيب
وقد شارك في التعقيب على هذا الحوار عدد من أساتذة الجامعات، حيث وجد الدكتور مصطفى عبدالواحد أن الإرهاب، في بعض صوره، أحد إفرازات مرحلة الجهاد الأفغاني، وأن علاجه في محورين: محور فكري، ومحور أمني. بينما رأى الدكتور محمد مريسي الحارثي أن الإرهاب الذي رميت به الأمة الإسلامية ابتزاز أمريكي لتحجيمنا، وأن الإرهابيين طلاب دنيا وليسوا طلاب دين.. وطالب بوضع فقه للجهاد، وأن نتصدى لما نعاني منه من مصادرة. ودعا الدكتور عايض الروقي في مداخلته إلى استقراء التاريخ، وإلى محاكمة أشرطة أسامة بن لادن ومناقشتها، وكشف ما فيها من ثغرات للشباب. وأشار الدكتور ردة الطلحي في تعقيبه إلى أن الإرهاب يقوم به تنظيم منحرف، يتخذ الخطاب الإسلامي للوصول إلى هدفه.. وأن (الوطن) من مكتسباتنا الغالية التي يجب الحفاظ عليها.
|