سويلم.. حكم المستقبل يا لجنة الحكام!

* الدمام - سامي اليوسف:
رداً على حملة الانتقادات الصحية التي طالت التحكيم في مباراة الهلال والأهلي ثم الاتحاد والأهلي.. جاءت ردور أفعال مسؤولي لجنة الحكام الرئيسية لكرة القدم (انفعالية) وبعيدة عن المنطقية والواقعية نوعاً ما.. فقد بادرت إلى تسمية الحكم ياسر مدني الذي ارتكب أخطاء شنيعة في اللقاء الأول ب(حكم المستقبل).. وهدَّدت بأنها لن تكون حملاً وديعاً إزاء موجة الانتقادات، وفي ذلكم تأكيد (ضمني) على عزمها على شكوى بعض المنتقدين.. وقامت بالرد على البعض وسكتت عن البعض الآخر.. فهي لم تعقِّب على مطالبة الإدارة الأهلاوية - على سبيل المثال - بحل لجنة الحكام..!
أعود لتسمية (حكم المستقبل).. فمسؤولو اللجنة كابروا عبر إطلاق هذا الوصف (الفضفاض) على حكم مبتدئ ومحدود الإمكانيات مثل ياسر مدني بعدم الاعتراف بأخطائه الواضحة للعيان والمتعددة في نوعها وحجمها.. وكم كنت أتمنى أن يخرج مسؤول يعترف ويقر بهذه الأخطاء سواء لمدني أو الدولي ناصر الحمدان وقبلهما الدولي ظافر أبو زندة في لقاء النصر والأنصار.. وكم كنت أتمنى لو أن مسؤولاً خرج واعترف بأن اللجنة أخطأت في اختيارها لحكم مباراة مهمة.. وجماهيرية.. وتنافسية كالهلال والأهلي عندما أسندتها لحكم مغمور أو مبتدئ.. يحكم جميع مبارياته على وتيرة واحدة، أي أن أسلوبه في مباراة الاتفاق وأحد مثلاً هو ذاته دونما تغيير في مباراة الهلال والأهلي!!.. دون مراعاة لظروف وأهمية وحساسية المباراة.. بمعنى أدق أن هذا الحكم لا تتوفر لديه القرارات الجيدة قبل المباريات التي يحكمها إضافة إلى (اهتزازه) في الدقائق الحرجة والمهمة من اللقاء عندما يشتد فيها (الكر والفر) بين لاعبي الفريقين..!!
ولو فعلت اللجنة ما قلته آنفاً بخصوص الاعترافين.. لازدادت مساحة التقدير لمسؤوليها وصنَّاع القرار فيها والاحترام لهيبتها، لكن أن يخرج مسؤولوها يهددون ويتوعّدون.. ويغدقون الأوصاف (الفضفاضة) التي يخدعون بها حكامها.
ولعلنا نذكِّر مسؤولي اللجنة بأن النقد البنَّاء.. الذي يشخِّص الواقع.. ظاهرة صحية محمودة العواقب.. ترفض تكميم الأفواه وإغلاق العقول وتعليبها.. ويجب أن يقابل بصدر رحب يعشق التطوير ويرغب صادقاً في تحسين الأوضاع وتلافي الأخطار.
* بالمناسبة.. فقد لفت انتباهي الحكم سعيد سويلم الذي قاد مباراة الهلال والشباب الأخيرة.. بشخصيته داخل الملعب وصفاته الجسمانية ومقومات الحكم الناجح الذي تتوفر فيه.. من حيث اللياقة العالية والقرب من مواقع الكرة واللاعبين وزاوية الرؤية ومبدأ إتاحة الفرصة والتقدير الجيد للأخطاء وتعامله السليم مع البطاقات الملونة.. وهدوؤه غير المفتعل.. هذا الحكم يجب أن يلقى الدعم والتشجيع المعنوي والمبني على أسس ومنهجية علمية واضحة وليس على غرار (هذا حكم المستقبل)!!