|
انت في
|
المشاعر والأحاسيس نعمة كبرى نتمتع بها ويشعر بها من حولنا إذا أغدقنا عليهم من نتاجها.. المشاعر هي إحساس قوي يربط بين الأزواج، بين الأصدقاء بين الزملاء في العمل بين الأهل بين طلاب وطالبات المدارس. المشاعر وأقصد هنا مشاعر الحب والمودة والألفة والرحمة. إن المشاعر في حياتنا على وجه الخصوص أو العموم لا تقدر بثمن لأنها لا تباع ولا تشترى فهي تنمو بين طرفين وتبقى على قدر حرصهما على نموها وتذهب بين عشية وضحاها.
فأثارت في نفس أمرين: أولهما: أن الإنسان لا يشعر بقيمة ما يملك إلا إذا فقده أو كان أمامه الشيء ويعجز عن الاستمتاع به كأن يكون مثلاً لديك أم ولا تعطيها حقها ثم تفاجأ بوفاتها أو تكون أمامك ولكنها لا تتحرك أو لا تتكلم. أو يكون لديك مالٌ وفيرٌ ولا تستطيع التمتع به لأنك مريض فتشعر أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء وليتك استمتعت بصحتك قبل مرضك. الحواس الخمس نعمة من الله نتمتع بها طوال الوقت ولا نشعر بوجودها أساساً في حياتنا إلا إذا فقدنا أياً منها. السرعة الجنونية التي يقوم بها بعض الشباب مما يفقدهم بعض حواسهم أو جميعها. أيضاً تكريم الإنسان بعد وفاته أليس من الأجدر تكريمه في حياته ليشعر بقيمة ما قدمه مثل تكريم الأدباء والعلماء الذين يتم تكريمهم بعد وفاتهم. قس على ذلك أمور الحياة المختلفة وبعدها ستكتشف عجائب وغرائب في حياتنا جميلة ولكن جمالها محجوب عنا بإرادتنا. الأمر الثاني: هو قوة الإنسان في التغلب على أحزانه أياً كانت رافضاً الاستسلام والقيام بدوره في الحياة على أكمل وجه. وأن لا يكون كثير الشكوى من آلامه أو جراحه بل يشارك الناس أفراحهم وأتراحهم لأن كثير الشكوى تنفض الناس من حوله ويبقى وحيداً يشكو ألم الوحدة والحسرة. جرب أن تسافر يوماً بقلبك وعقلك لا جسدك وتأمل كم من الأهل أنت تارك وكم من الأصدقاء أنت جارحٌ وكم من الأبناء أنت مقصر في حقهم.. كلما ارتفعت بقلبك عن الأرض وحلقت في سماء (الصفو والصفح) ستدرك كل هذا ثم عد إلى الأرض معطياً كل ذي حق حقه واجمع أحزانك لتمحو أسطرها من صفحات حياتك وأبدأ صفحة بيضاء مشرقة لتشرق أفعالك كالشمس في بزوغها مشاركاً الناس أمور حياتهم دون تأفف أو عناء وستشعر بالاستمتاع بما تملك قبل أن يأتي الندم بعد فوات الأوان. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |