Tuesday 15th February,200511828العددالثلاثاء 6 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

لما هو آتلما هو آت
درب التَّضامن
خيرية إبراهيم السَّقاف

العربة تتَّجه من الدَّمام إلى الأحساء، زمن مضى قبل أن أنسى تلك الأوجه النَّاطقة باستلهام المكنون، واستشراف الآتي...، عقدان من الزَّمن مرَّا يتراكض فيها مؤشرا السَّاعة، ما الذي أتوقَّعه في هناك حيث أتّجه ذلك المساء خرجت نساء الأحساء لا لتسمع موضوعاً، وإنَّما لتلقي قلماً عرفته وأرادت أن تتعرَّف صاحبته...
وجئت كانت بعض الوجوه هي ذاتها أطيافها التي تحملها، قابلتني ببشاشة الذي يقول: عشنا فالتقينا من جديد، وهنا أعين تطلُّ إليَّ من وجوه شابها رهق السَّاعة ومؤشراها يتلاحقان: أتذكريننا؟
هيّا، هلمّي أعين جميلة بأسماء لا أحسب أن ذاكرة تكثَّفت بما فيها قادرة على الاستنطاق، تلك حصة، نعيمة، و.... و.... يا لله كيف لم أذكر، فقلن لي نذكِّركِ بما كنتِ تدرسيننا...
لم ننس ما تحدثتِ به عن قرية نشأ فيها طه حسين، ولم يغادر العقَّاد بمفاتيح شخوص عبقرياته أذهاننا، كل شيء هنا، هنا في ذواكرنا...
وفوق المنصَّة حين قابل وجهي أعيناً في رؤوس كثيرة لم تكن جميعها قادمة للقيا طيفٍ، ولا لمعرفة قلمٍ، فتلك أمور أصبحت مندرجة ضمن خبرات ليست تأخذ جلَّ الاهتمام، تبدَّل الاهتمام، الموضوع وحده كان مرتكز القدوم، وهدف الإصغاء، مديرات المدارس بتلميذاتهن، طالبة وقفت تقول: نحن نتضامن الآن من أجل الوطن، كيف ننمي الشُّعور بالأمن الدَّاخلي، أين نجد القدوة وكلّ الذي تفعله في البيوت وفي المدارس والجامعات معلِّماتنا، تذوِّبه جلسات صاحباتنا وهنَّ لا همَّ لهنَّ إلاَّ الحديث عن: سوبرستار، وستار أكاديمي، وعارضات الفضائيات، وكاشفات ستر المرأة في القنوات المختلفة!!
أنتم الحضور، من عميدات، مديرات، موجِّهات، باحثات أستاذات من جامعات، ليكون القول واحداً، التَّضافر من أجل الوطن هو تضافر من أجل الفرد هو تضافر من أجل الجماعة هو بناء جديد لإنسان قادر على التَّعايش المسالم في مجتمع إنساني يحترق بنار هذه التَّداخلات الفكرية - السُّلوكية - التَّوجيهية...
وحين عودتي من الأحساء، كان الطَّريق يحمل بصمات ابتسامة خفيَّة يلهج أثرها في داخلي دعاءً عريضاً بأن يحفظ الله إنسان هذا الوطن، ويحفظ هذا الوطن بما قدِّر له من هذا الحبِّ الذي تجتمع له الطُّيوف كلُّها.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved