بعد إجازة الحج مباشرة.. كنا على موعد مع نشاطات كبيرة شهدها مجتمعنا الذي يعايش الرُّقي والتحضر والتقدم.. ويسابق الزمن.. بل يسبقه.. ويسعى لأن يكون له مكان السبق في هذا العالم. ** نعايش بعد إجازة العيد.. ثلاثة أحداث هامة كبرى.. ** الأول.. المؤتمر الدولي للإرهاب.. ذلك المؤتمر الذي حضره وتفاعل معه.. حوالي السبعين.. ما بين دولة ومؤسسة وهيئة دولية كبرى.. ذلك المؤتمر الذي جعل العالم كل العالم (ساسةً.. وخبراءً.. ومثقفينَ وإعلاميينَ) يتفاعل معه.. وينقل عنه.. ويتحدث ويتحاور معه.. ويؤمن بأهميته ويسعى بكل ما يملك لإنجاحه.. وقد نجح بالفعل.. وحقق الآمال والتطلعات.. لأنه يحمل أهدافاً ساميةً. ** الحدث الثاني.. هو الانتخابات البلدية.. وهي انتخابات لمقاعد بلدية.. تحوَّلت إلى أعراس ثقافية وحوارات اجتماعية.. وشعرنا معها.. بالكثير من الحيوية والنشاط وأحيت فينا.. أشياء كثيرة.. ** إذ لم تكن العملية مجرد انتخابات أعضاء للمجلس البلدي.. بل استطاع المرشحون أن يُحوِّلوها إلى أعراس ثقافية وفكرية ومنتديات ولقاءات.. واستطاعوا استقطاب العلماء والدعاة والمثقفين والمفكرين والشعراء والنقاد.. وصرنا تجاهها ما بين نجاحين.. ** الأول.. نجاح هذه الجولات الانتخابية والوصول إلى الغايات المنشودة.. وتقديم مجلس بلدي منتخب.. يحمل طموحات كثيرة.. ويريد أن يثبت نفسه.. ولا شك أنه سينعكس إيجاباً على العمل والعطاء والآراء.. ** الثاني.. ظفرنا بموسم ثقافي جيد.. امتلأ عطاءً وفكراً وحواراً وثقافةً.. ** الثالث.. هو المهرجان الوطني للتراث.. والثقافة.. ذلك المهرجان الدولي الكبير.. الذي يستقطب آلاف البشر من كل مكان.. ويُحوِّل أيام وليالي الرياض إلى إبداع وعطاء في كل ميدان.. ذلك المهرجان السنوي.. الذي ننتظره بشغف ونتفاعل معه بكل ما نملك.. حتى ولو بالحضور والتشجيع. ** إنها مناسبات ثلاث.. أو أحداث ثلاثة كبرى.. تعيشها عاصمتنا الجميلة الرياض.. وتتفاعل وتتعاطى معها.. وتماري عواصم العالم كله.. بهذه النجاحات. ** هناك عواصم مشغولة بمهرجانات تسوُّق.. أو مهرجانات أغانٍ وطرب.. أو مهرجانات سينماء وممثلات.. أو مهرجانات راقصات.. أو مهرجانات زهور (!!) أو ما شاكل ذلك.. لكننا.. مشغولون بهموم أمتنا وبقضايا هامة ورئيسية وخطيرة. ** نحن مشغولون بهموم عظيمة تفيد العالم.. وتنفع كل إنسان.. أَوَليست قضية الإرهاب.. هي أم القضايا وأكثرها خطورة؟ ** الرياض... بملايينها الخمسة.. تُقدم للعالم كله.. مواقف مشهودة.. وتُثري الفكر والإبداع.. وتعلن عن حضور يليق بهذه المدينة المحترمة. ** إن العالم.. لا ينتظر من الرياض أن تُقدم أفضل مهرجان أغنية.. ولا أن تُقدم له (أحسن راقصة) ولا أن تُقدم له أكبر كعكة.. بل ينتظر من هذه العاصمة العظيمة.. عطاءات في مستوى قيمتها ومكانتها وحضورها الدولي.. وهو ما حصل بالفعل. ** بالأمس.. كان لدينا حوالي (60) دولة.. وعشرات المنظمات.. تناقش قضية العصر (الإرهاب)! ** وغداً.. في المهرجان الوطني للتراث والثقافة.. سيكون لدينا.. عشرات المثقفين وأهل الفكر والعلم.. ليملأوا ليل الرياض ونهاره.. إبداعاً وتفوقاً.. ** هذه.. هي الرياض.. ولا يُنتظر منها غير ذلك.
|