* بغداد - سامراء - الوكالات: فاز ائتلاف شيعي بأول انتخابات تجرى في العراق منذ الإطاحة بصدام حسين ليجسد الصعود السياسي لنجم الأغلبية التي تعرضت طويلاً للقمع ويزيد من تهميش الأقلية من العرب السنّة. وفي واشنطن هنأ الرئيس الأمريكي جورج بوش الفائزين في الانتخابات العراقية والناخبين لتحديهم تهديدات المسلحين والإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات تجرى بالعراق منذ أن أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بحكومة صدام حسين عام 2003م. وقالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أمس الأول: إن القائمة الشيعية المعروفة باسم الائتلاف العراقي الموحد حصلت على نحو 48 في المئة من الأصوات ولكن هذه النسبة أقل مما كان الائتلاف يتوقعه وأقل بستة أو سبعة مقاعد عن تحقيق الأغلبية في البرلمان. وحصل تحالف كردي قوي يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين على 25 في المئة من الأصوات بينما حلت كتلة يتزعمها رئيس الوزراء إياد علاوي في المركز الثالث وحصلت على نحو 14 في المئة. وشارك قلة من العرب السنّة في الانتخابات التي أدت فعلياً إلى تهميش الأقلية السنية التي حكمت العراق الحديث وكان لها مركز متميز تحت حكم صدام الذي ينتمي لهذه الطائفة. وقالت مفوضية الانتخابات: إن 8.5 ملايين عراقي وهو ما يمثل 58 في المئة من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات التي أجريت في 30 يناير كانون الثاني وهي أول انتخابات متعددة الأحزاب منذ نحو نصف قرن. وبلغت نسبة الأصوات الصحيحة نحو 8.45 مليون. وقال بوش في بيان: ( أهنئ الشعب العراقي لتحديه التهديدات الإرهابية ووضع بلاده على طريق الديمقراطية والحرية.. وأهنئ كل مرشح خاض الانتخابات وأولئك الذين سيتولون مناصبهم فور التصديق على النتائج). وأضاف بوش قبل أسبوعين تحدى أكثر من ثمانية ملايين عراقي الإرهابيين وذهبوا إلى صناديق الاقتراع. شاهد العالم طوابير طويلة من الرجال والنساء العراقيين وهو يدلون بأصواتهم في انتخابات حرة ونزيهة للمرة الأولى في حياتهم. وبإمكان الولايات المتحدة وجميع شركائنا في التحالف ان نفتخر بدورنا في جعل ذلك اليوم العظيم ممكناً. وكان إقبال العرب السنّة على هذه الانتخابات متدنياً. وأظهرت النتائج أن اثنين في المئة فقط من الناخبين العراقيين في محافظة الأنبار التي يهيمن عليها العرب السنّة هم الذين شاركوا في التصويت بينما شارك 29 في المئة فقط في محافظة صلاح الدين ذات الغالبية السنية. وسوف يتضاءل تمثيل السنّة الذين يشكلون نحو 20 في المئة من عدد سكان العراق البالغ 27 مليون نسمة في البرلمان القادم الذي سيتشكل قريباً. كما سيكون لهم تأثير سياسي محدود. ومن المحتمل أن تكون الكتلة التي يتزعمها الرئيس غازي الياور هي الكتلة السنية العربية الرئيسية في البرلمان رغم الحصول على نحو خمسة مقاعد فقط.. أما الحزب العلماني الذي يتزعمه السياسي السني المخضرم عدنان الباجه جي فمن غير المحتمل أن يحصل على أي مقاعد. وقال الباجه جي إن من الواضح أن صورة العراق التي ترسمها هذه النتائج ليست حقيقية. وقد يفاقم ذلك من التوتر الطائفي بالعراق ويشعل التمرد الذي يشنّه مسلحون أغلبهم من العرب السنّة يريدون طرد القوات التي تقودها الولايات المتحدة والإطاحة بالحكومة العراقية التي تحظى بدعم أمريكي. وفي علامة أخرى على التوتر المتوقع مستقبلاً خرجت حشود الأكراد بمدينة كركوك المتعددة الأعراق للاحتفال بالمركز المتقدم الذي حققوه في الانتخابات وهو ما قد يثير غضب العرب والتركمان بالمدينة. ومع عدم حصول أي كتلة على ثلثي المقاعد تجري الآن محاولات محمومة للتوصل إلى اتفاقات من أجل تشكيل تحالفات. ويصر الائتلاف العراقي الموحد على أن يعين أحد مرشحيه وعلى الأرجح وزير المالية الحالي عادل عبد المهدي أو نائب الرئيس إبراهيم الجعفري رئيساً للوزراء في الحكومة العراقية المقبلة. ويريد الأكراد أن يكون مرشحهم جلال الطالباني اما الرئيس أو رئيس الوزراء في الحكومة العراقية المقبلة. ويحتمل أن تتوصل الكتلتان لاتفاق بحصول مرشح شيعي على منصب رئيس الوزراء وأن يصبح الطالباني الرئيس المقبل للبلاد. ولكن علاوي الذي زار شمال العراق يوم السبت والتقى بالطالباني قد يحاول أيضا تشكيل تحالفات لتحسين فرصه.. وإذا تمكن من التوصل لاتفاق مع الأكراد واقنع عدداً من عناصر الائتلاف العراقي الموحد بالانشقاق عليه فقد يتمكن من الاحتفاظ بمنصبه. وحتى إذا استبعد السنّة من المشاركة في الحكومة العراقية القادمة فسيكون بإمكانهم الاعتراض على دستور جديد من المقرر صياغته هذا العام وهو ما قد يسبب أزمة سياسية. ومن المهام الرئيسية للبرلمان العراقي الإشراف على وضع دستور لا بد أن يطرح في استفتاء لإقراره. وقالت قناة العربية أمس الاثنين: إن أشخاصاً خطفوا زعيم حزب مسيحي في العراق ويطالبون بانسحاب القوات الأمريكية. ولم يذكر التلفزيون تفصيلات أخرى. وقال أحد العاملين بالقناة من خلال التليفون: إن عملية الخطف وقعت عندما كان هذا الزعيم الذي لم تذكر العربية اسمه متوجها إلى مقر حزبه في بغداد. ويشكل المسيحيون ما يصل إلى ثلاثة في المئة من سكان العراق البالغ عددهم 27 مليون نسمة. وتعرضت عدة كنائس مسيحية لهجمات خلال التمرد الحالي ضد الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة.. قتل ثلاثة عراقيين في حوادث متفرقة وقعت أمس الأول وأمس الاثنين شمال بغداد، حسبما أفادت مصادر في الشرطة العراقية. وقال الضابط أسد سداد من الكتيبة 203 التابعة للجيش العراقي: إن جندياً عراقياً قتل صباح أمس عندما اشتبكت دورية للجيش العراقي مع مسلحين مجهولين بالقرب من منطقة الدجيل 40 كم شمال بغداد. وأضاف أنه تم اعتقال شخص مشتبه في أعقاب الاشتباك. ومن جانب آخر قتل مقاول عراقي أمام منزله في منطقة الشرقاط (300 كلم شمال بغداد) حسبما أفاد المقدم فارس مهدي. ومن جهة أخرى أعلن الجيش الأمريكي أمس الاثنين أن جندياً أمريكياً قتل وأصيب آخر في هجوم على قاعدة عسكرية في العراق. وقال بيان للجيش: إن الهجوم وقع أمس الأول على قاعدة قرب سامراء الواقعة على بعد 100 كيلومتر شمالي بغداد. وقتل الجندي نتيجة نيران غير مباشرة ربما قذيفة مورتر. ويطلق مسلحون قذائف مورتر بين الحين والآخر على القواعد الأمريكية ولكنها لا تسبب بصفة عامة أضراراً تذكر. وبهذا يرتفع إلى 1112 عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في معارك في العراق منذ مارس آذار 2003م.
|