* بيروت- (ا.ف. ب.): رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي استشهد أمس في انفجار في بيروت هو أبرز السياسيين في الطائفة السنية والوجوه المعارضة منذ استقالته من رئاسة الحكومة الخريف الماضي. والحريري البالغ من العمر 60 عاماً جمع ثروته في السعودية قبل أن يتملكه شغف الحياة السياسية ويشكل خمس حكومات اعتباراً من العام 1992م. وشغل الحريري منصب رئيس الوزراء في لبنان من 1992 إلى 1998ومن 2000 إلى 2004م. وقد استقال في تشرين الأول- أكتوبر 2004م وانتقل إلى صفوف المعارضة. وكان الفائز الأكبر مع حلفائه في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي شهدها لبنان العام 2000م حيث حصد نسبة كبيرة من المقاعد. والحريري الذي شكل خمس حكومات عرف كيف يتكيف نسبياً مع قواعد اللعبة التي تفرضها دمشق التي تمارس نفوذاً كبيراً جداً على جارها الصغير ولا تزال تنشر فيه أكثر من 14 ألف جندي. وولد الحريري الممتلىء الجسم الذي غزا الشيب شعره في صيدا (جنوب) من أبٍ يعمل في القطاع الزارعي.. وفي سن الثامنة عشرة انتقل إلى السعودية.. في بادئ الأمر، درس الرياضيات في إحدى ثانويات جدة على البحر الأحمر ثم عمل محاسباً لفترة قبل أن يخوض غمار العقارات مستفيداً من الطفرة التي لا سابق لها في هذه السوق على أثر الأزمة النفطية في العام1973م. وقد حالف الحظ هذا المقاول اللبناني عام 1977م عندما كلفه الملك خالد بن عبد العزيز بناء فندق في الطائف مؤتمر القمة الإسلامي، وقد وعد بتشييده في أقل من ستة أشهر. ونجح في ذلك وفاز تالياً بثقة ولي العهد في ذلك الحين الأمير فهد بن عبد العزيز.. وفي 1978حصل على الجنسية السعودية وهو أمر نادر جدا.. وتقدر ثروة الحريري بحوالى عشرة مليارات دولار. وقد استثمر كثيراً في القطاعات المصرفية والعقارية والصناعة ووسائل الاتصالات والإعلام، ويملك الحريري محطة تلفزيون خاصة (المستقبل) وصحيفة (المستقبل)، كما يملك (إذاعة الشرق) ومقرها باريس. وخلال الحكومات التي شكلها، عمد الحريري إلى وضع اتصالاته الشخصية في خدمة بلده. فإلى جانب الثقة التي تمتع بها في السعودية، يقيم الحريري علاقات شخصية مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يعتبره (صديقاً). وراح الحريري يجول في العالم لنيل ثقة المستثمرين الأجانب واللبنانيين المهاجرين يحضهم على العودة إلى لبنان بعد الحرب (1975م-1990م )، وذلك رغم استمرار النزاع في الشرق الأوسط.. وفي الوقت ذاته، قاد عملية إعادة إعمار مؤسسات الدولة والبنى التحتية في وقت شغلت فيه جرافاته العاصمة اللبنانية التي أوكلت إلى شركة (سوليدير) الخاصة التي أاسسها وباتت أسهمها مطروحة في بورصة بيروت. وفي تشرين الثاني- نوفمبر 2002م، حصل على موافقة المجتمع الدولي خلال لقاء في باريس لنجدة لبنان الذي كان على شفير الاختناق المالي في مقابل إصلاحات اقتصادية تشمل خصخصة عدة قطاعات من الاقتصاد.. لكن خلافاته مع رئيس الجمهورية اللبناني أميل لحود أدت إلى شلل السلطة التنفيذية ومنعت تطبيق الإصلاحات.. ويرزح لبنان اليوم تحت عبء دين يقارب الخمسة والثلاثين مليار دولار، أي حوالي ضعفي إجمالي ناتجه الداخلي. وتزوج الحريري مرتين وله خمسة أولاد.. وقبل أسابيع من وفاته حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام نتيجة لما تقدمه مؤسسة الحريري الخيرية لخدمة الطلبة المحتاجين في لبنان.
|