* بغداد - (أ. ف.ب.): رحبت الصحف العراقية صباح أمس الاثنين بنتائج أول انتخابات ديموقراطية تشهدها البلاد، متسائلة عن مرحلة ما بعد الانتخابات والتحالفات السياسية التي ستشهدها الجمعية الوطنية العراقية المقبلة. وقالت صحيفة (بغداد) الصادرة عن حزب الوفاق الوطني العراقي الذي يتزعمه رئيس الوزراء إياد علاوي إن ظروف العراق الصعبة والأوضاع الحرجة فيه تحتمان حكماً قوياً من شروطه حاكم جريء تنفتح رؤيته على فكر إستراتيجي رصين وتتسلح إرادته بعزيمة لا تلين لوضع العراق في طريق التقدم والاستقرار. من جانبها، كتبت صحيفة (المشرق) المستقلة: مهما كانت نتيجة الانتخابات فإن الخوف ليس من عدد المقاعد التي تحتلها هذه القائمة أو تلك لكن الخوف كل الخوف أن تختل الموازنات وتتخلخل المعادلات ويطبق قانون الإزاحة بأبشع أشكاله ليس بالماء هذه المرة، بل على الأرض العراقية. وأضافت كم هي جميلة كلمة التوافق ولكن كم هي صعبة التحقيق، ودعت الصحيفة العراقيين إلى الاتفاق. وقالت اتفقوا وتوافقوا واتركوا جانباً عمليات الضرب والطرح والجمع والقسمة فالعراق لا يقبل القسمة حتى على نفسه. أما صحيفة (الصباح) القريبة من الحكومة العراقية، فقد كتبت أنه سيكون على هذه القوائم أن تتخذ قرارات جذرية. وأوضحت أنه سيكون أمامها عدة خيارات فإما أن تعتزل العمل السياسي إذا لاحظت حجم التأييد الشعبي لها ضئيل جداً وإما أن تبحث عن حلفاء لها من بين الأطراف التي لم تربح الانتخابات وتشكِّل فيما بينها كياناً سياسياً أكبر يكون أقدر على خوض المعركة الانتخابية المقبلة واستقطاب تأييد شعبي أكبر. وأوضحت الصحيفة أن أمام هذه الكيانات تسعة أشهر أو أقل بقليل قبل أن تقرر ماذا تريد بالضبط. من جهتها، أكَّدت صحيفة (الاتحاد) الناطقة باسم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال طالباني إن مطلب الأكراد بالأمس أن يكون الرئيس كردياً كان أمنية وكأنها ضرب من الأحلام عديمة التحقيق نظراً لاستحالتها. وأضافت لكن اليوم وبعد الانتصار الكبير الذي حققه الشعب العراقي (في الانتخابات) برز اسم جلال طالباني كأقوى الشخصيات المرشحة لتولي منصب رئيس جمهورية العراق. وأوضحت الصحيفة أن هذا المطلب لم يصبح متداولاً بين النخب السياسية الليبرالية منها بشكل خاص فحسب، بل أمسى أحد أهم الأمنيات التي يتداولها بسطاء الناس وخاصة في الجنوب.
|