* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة: أكدت مصادر طبية فلسطينية ل(الجزيرة): أنّ قوات الاحتلال أبلغت الارتباط الفلسطيني نيّتها تسليم الجانب الفلسطيني جثث خمسة عشر شهيداً فلسطينيّاً تحتجزها قوات الاحتلال منذ أكثر من عام . . وكان هؤلاء الفلسطينيين قد استشهدوا في عمليات فدائية، أو خلال اقتحام مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن جاهزّيتها واستعدادها الكامل لتسلّم جثامين الشهداء الخمسة عشر. وقال مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحّة الفلسطينية، الدكتور معاوية حسنين، في تصريحٍ صحافي وصل مكتب الجزيرة في فلسطين : إنّ وزارته أُبلغت عن طريق الارتباط الفلسطيني، بأنّ الجانب الإسرائيليّ قرّر الإفراج عن جثامين الشهداء الخمسة عشر، وجميعهم من محافظات قطاع غزة، وذلك يومي الاثنين والثلاثاء (14-15- 2- 2005). وأوضح حسنين أنّ الإدارة العامة للإسعاف والطوارئ، قامت بالإعداد والتحضير للطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، التي سوف تقوم باستلام الجثامين من معهد أبو كبير للطبّ الشرعيّ في تل أبيب، ونقلهم عن طريق معبر بيت حانون شمال قطاع غزة إلى مستشفى دار الشفاء، ليتمّ بعدها تسليمهم إلى ذويهم بعد استكمال جميع الإجراءات اللازمة. وكُشف النقاب في وزارة الصحة الفلسطينية عن أنّ الجانب الإسرائيلي طلب قبل الانتخابات الرئاسية، من وزارة الصحة الفلسطينية، إرسال عيّنات دمٍ خاصة لهؤلاء الشهداء، وبصمة الأحماض الأمينية (DNA)، وإرسالها للمختبرات الإسرائيلية حتى يتمّ التأكّد من هوية كلّ شهيد والتعرّف عليه. وأشارت مصادرنا إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية أرسلت في التاسع من شهر كانون الثاني الماضي إلى الجانب الإسرائيلي عينات من الحمض النووي الوراثي لعائلة كل شهيد على حدة، مرفقة بكشوفات وتقارير خاصة، للتأكد من هويات الشهداء، حيث إن النتائج جاءت متطابقة. وأوضح مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحّة الفلسطينية، الدكتور معاوية حسنين، أنّه كان من المقرّر استلام هذه الجثامين قبل شهرين تقريباً، إلاّ أنّ الجانب الإسرائيلي الذي يتبع دوماً سياسة المماطلة والتسويف والحرب النفسية ضدّ أبناء الشعب الفلسطينيّ أجّل موعد التسليم دون مبرّرٍ كما جرت العادة . . وأعرب الدكتور معاوية عن أمله في أن يلتزم الجانب الإسرائيلي بإحضار الجثامين وتسليمها لذويها من أجل مواراتها الثرى. وتعرض هنا الجزيرة أسماء الشهداء الخمسة عشر التي تعتزم دولة الاحتلال الصهيوني الإفراج عن جثامينهم، حيث أفادت مصادر طبية فلسطينية مراسل الجزيرة : أن قوات الاحتلال وافقت على تسليم السلطة الفلسطينية جثامين خمسة عشر شهيداً من منفذي العمليات الفدائية في المستوطنات اليهودية الجاثمة على أرض قطاع غزة. وقالت تلك المصادر انه سيتم تسليم جثامين الشهداء مساء يوم الاثنين المقبل (14-2- 2005) أو صباح الثلاثاء ( 15 - 2 - 2005 ) إلى وزارة الصحة عبر معبر بيت حانون شمال القطاع. وكانت وزارة الصحة قد أرسلت عدة عينات من الدم تعود لوالدي الشهداء إلى قوات الاحتلال حيث تم فحص عينات الدم في مختبرات الاحتلال للتأكد من هويات الشهداء الذين سيتم تسليمهم . . وبحسب مصادرنا الخاصة فإن الشهداء الأسود هم: (( الشهيد يوسف عبد الله محمد عمر، الشهيد عماد عطوة عودة أبو سمهدانة، الشهيد محمد زهير العزازي، الشهيد مصعب محمد فريجة، الشهيد حسام عمر غبن، الشهيد أسامة محمد البرش، الشهيد عبد الحي يوسف النجار، الشهيد ياسر مصطفى دحلان، الشهيد محمد موسى الشامي، الشهيد عماد محمد المنسي، الشهيد عبد المنعم احسان أبو بكر، الشهيد سعيد جمال المجدلاوي، الشهيد إياد فايز أبو العطا، الشهيد رامي عبد الرحمن محيسن، والشهيد علي خالد دياب الجرو)) إلى رحمة الله. وفي هذا السياق، اعتبر مركز الميزان لحقوق الإنسان أسلوب المساومة الذي تتبعه الدولة العبرية مع الفلسطينيين في تسليمهم لجثامين شهدائهم بأنّه مخالفٌ للأعراف والتقاليد الدولية والسماوية، مؤكّداً أنّ هذا الأمر وهو قضية إنسانية كفلتها كافة الأعراف والشرائع الدولية. وجاء في بيان المركز الحقوقي: لا يجب أن تتعامل الدولة العبرية مع هذه القضية كمساومة سياسية وأن تتعامل معها كقضيّةٍ إنسانية بحتة، وكشف مركز الميزان أنه تقدم قبل ثمانية أشهر بقضية لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية من أجل استجلاب جثامين 13 شهيداً سقطوا في قطاع غزة، وتحتجز قوات الاحتلال جثامينهم، ولكن المحكمة ماطلت كثيراً ولم نتلقّ منها رداً على ذلك . . وأضاف: على ما يبدو أنّ الدولة العبرية أبقت أمر هذه القضية معلّقاً لحين ما تسلّم الجاثمين في إطار صفقة سياسية، وهو ما ترفضه الأعراف الدولية .
|