|
انت في "مقـالات" |
|
الملاحظ لمواقع القرى وحتى المدن في المناطق التي لا تقع على بحار أنها تقع على حفاف أودية، وذلك لأن أجدادنا كانوا أصحاب ذكاء طبيعي، فهم يختارون منعطف الوادي ويقيمون قراهم، فيحفرون الآبار على منعطفات الأودية التي تحتجز الماء، لكن القرى الآن صارت تتسع ولم تعد كما كانت محصورة في مسيل الوادي، فصار الماء يمر بها سريعاً ويتجه إلى النقطة المنخفضة حولها، كالفياض والرياض والنفود ونحو ذلك، أي أن المردود على الآبار التي يزرعون ويسقون منها في القرى ضئيل جداً، ومن هنا جاءت الحاجة ملحة إلى حجز تلك المياه بواسطة السدود المائية، وهي سدود لن تكلف الكثير، خاصة تلك القرى التي تقع على حفاف أودية جبلية، أي أنها لا تحتاج سوى التوصيل بخرسانة ما بين الجبلين القائمين لحجز الماء قبيل القرية لتستفيد منه، ولعل أقرب مثال على ذلك هو معظم قرى سدير والقويعية ومزعل وقرى الحمادة بالوشم وعالية نجد والقرى في الحجاز وكذا القرى في المنطقة الجنوبية، وبتلك الطريقة نوفر مياه الشرب الشحيحة للقرى ونوفر لهم أرضاً زراعية خصبة بفعل السدود التي تكتنز الماء تحت مستوى قريب، فتمتلئ الآبار وتتغير حال الناس، ويستفاد من الكميات الهائلة التي تشربها النفود أو الأودية السحيقة دون مردود على البشر. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |