التعاطي مع الانتخابات البلدية التي انتهت فعالياتها الأسبوع الماضي، يختلف كثيراً عن التعاطي مع (بيئة) الخيمة وما يتبعها من عادات وتقاليد، باعتبار (ملامح) الخيمة وإن بدت مثيرة لنا بنارها ودلالها وبنها إلا أنها شيء آخر بالكلية في سياق نشاط الانتخابات. كذلك الحال مع قصور الأفراح التي طال بخورها المنازل المجاورة، هي في الحقيقة معطى آخر لا يعني أن المرشحين الذين بدوا مؤطّرين بعادات الخيمة وابرستيج قصور الأفراح قد فهموا لعبة الانتخابات التي تتطلب حراكاً منظماً أكثر مما يوفِّره فنجان قهوة وصحن رز. التجربة الانتخابية الأولى بكل أخطائها ونجاحاتها قد أعطت الجميع دروساً غالية الثمن للذين دفعوا الكثير (مالاً وجهداً) من أجل صورة صحفية أو إعلان جماهيري، وقالت لنا إن العقاريين بأموالهم لا يفوزون بالضرورة لأن (اللعبة) الانتخابية تسير بخط آخر غير خط الصورة والفلوس والإعلان والمخططات. الانتخابات فرصة حضارية، ولكنها لا تكون فرصة أبداً عندما يلعب الناخب ببطاقة (النسق)، أياً كان نوعه وشكله وطعمه، لأن (النسق) لا يعترف بالصور ولا بالفلوس ولا بالكفاءة.
|