التقت (الجزيرة) مع الشيخ عمر السعدون في حوار عن الانتخابات البلدية.. وفيما يلي نصه: * كيف تقيمون تجاوب المواطنين مع مسألة الانتخابات كونها تجربة حديثة؟ - فيما يخص تجاوب المواطنين مع مسألة الانتخابات، فلنترك الأرقام والإحصائيات الرسمية تتحدث عن نسبة المسجلين في قيد الناخبين لمدينة الرياض، علماً أن عدد سكان مدينة الرياض الذين تنطبق عليهم شروط حق الانتخاب ما يقارب تسعمائة ألف رجل، والمسجلين في قيد الناخبين ما يقارب خمسة وثمانين ألف ناخب، أي أن نسبة الإقبال والتجاوب لا تصل إلى 10%، وعلى هذا فإن التجاوب مع التسجيل كان ضعيفاً، بخلاف التجاوب عندما بدأت الحملات الانتخابية فإن التجاوب أصبح أكبر وهذا ما لمسته من الزيارات المتكررة لمقري الانتخابي، وندم الكثيرون على عدم التسجيل في قيد الناخبين. وهذا قد يكون مقبولاً إلى حد ما بما أنها التجربة الأولى. * هل تتوقعون أن تعطي تجربة الانتخابات البلدية النجاح المتوقع منها في دورتها الأولى؟ - أنا في نظري ومن منطلق الشعور بالمسؤوليات وبأهمية هذه الانتخابات ينبغي علينا جميعاً أن نسعى إلى إنجاح هذه التجربة الأولى ولن يتأتى نجاح جاد لهذه التجربة إلا بالمشاركة الفاعلة من قبل الناخبين والمرشحين من جهة وتمكين أعضاء المجلس البلدي من صلاحيات أوسع وأقوى وأن يكون هذا المجلس حقيقياً لا صورياً وهذا من جهة المسؤولين عن هذا المجلس وبدون هذا فإني لا أتوقع أن هناك نجاحاً وقوة لهذه الانتخابات ولهذا المجلس. * ما انعكاس تجربة الانتخابات البلدية على الوعي الوطني لدى المواطن؟ - جاءت الانتخابات البلدية في وقت أصبحت المشاركة الشعبية في صنع القرار من أهم المهمات والأولويات التي تراهن عليها الدول لتدعيم جبهاتها الداخلية ولهذا فإن الانتخابات كما أنها أعطت المواطن الحق بالمشاركة في صنع القرار والحرية في الاختيار والنقد والمناقشة فإن انعكاس ذلك على نفسيته سيزيد الإحساس بالمسؤولية وتخفيف الاحتقان وتدعيم روح المواطنة الصالحة وفتح منافذ جديدة للمطالبة والنقد بأسلوب حضاري مليء بالصدق والوضوح والشفافية والاشتراك بالمسؤولية. * هل يمكن أن ينظر المواطن بتفاؤل إلى تجارب المرشح مع متطلباته وهمومه؟ - بما أن هذه التجربة الأولى في المملكة العربية السعودية فإني أظن أنه من المتوقع أن ينظر بعض المواطنين بقليل من التفاؤل إلى هذه الانتخابات وإلى نتائجها وبالتالي سوف ينعكس هذا إلى ضعف التفاؤل من تجاوب المرشح مع متطلبات وهموم الناخبين والمواطنين، وقلة التفاؤل هذه منشأها ليس من عدم الثقة بهذا المرشح أو ذاك لأن الاختيار والترشيح بيده ولكن السبب هو عدم الثقة بالدور الذي سيؤديه المجلس البلدي، وينعكس هذا على المرشح والدور الذي سيقوم به لأنه يظن أنه لن يكون له سلطة وقرار، والصحيح أن هذه النظرة غير المتفائلة والتي تنبع من إحباط غير مبرر بحال من الأحوال بل على المسلم أن يبذل الأسباب ويسعى في اختيار الأصلح وليكن ديدنه التفاؤل وينبغي على كل ناخب أن يطالب مرشحه بوضع آليات للتواصل معه بعد ترشحه عضواً في المجلس البلدي، مثل مكتب سكرتارية ومواعيد دورية للقاء بالناس والنظر في احتياجاتهم ومشاكلهم والسعي في حلها. * ما هي أبرز العوائق التي تخشون الاصطدام بها من خلال هذه التجربة؟ - الحقيقة أنني متفائل بأن هذا المجلس سيحقق نتائج طيبة وهذا لا يعني أنه سيحقق كل ما نريده جملة واحدة بل الأمور تأتي تباعاً وما لا يدرك كله لا يترك كله، وفي الحقيقة إن أبرز عائق أخشى الاصطدام به أن يكون هذا المجلس صورياً لا سلطة له ولا قرار، وهذا يعني فشل هذه التجربة الأولى فشلاً ذريعاً وهذا الذي لا أتمناه أبداً. * ما هي المجالات التي ستسعون إلى التركيز عليها والاهتمام بها من خلال عملكم في المجلس البلدي إذا حالفكم الحظ بالفوز؟ - لقد أوضحت هذا في برنامجي الانتخابي، والتي أرجو من الله العلي القدير أن يعينني لتحقيقها وهي كالتالي: أولاً: تكامل الخدمات البلدية: إن الانتخابات البلدية تفتح مجالاً كبيراً أمام المشاركة الشعبية لتداول الرأي في صنع القرار، حيث إن عضو المجلس البلدي المنتخب إنما هو وكيل ناطق عن دائرته ومتحدث باسمهم وناقل لهمومهم وحال لمشاكلهم، ولهذا يجب أن يكون حريصاً على أن يكون فاعلاً في هذا المجلس بكل ما من شأنه خدمة دائرته ومدينته والسعي للرفاهية الممكنة لإغلاق منافذ النقص والتقصير في الخدمات المقدمة للمواطن بقدر ما يستطيع ذلك وصولاً إلى خدمات متكاملة، ومشاكل متناقصة بإذن الله. وتتلخص هذه المطالبات بالنقاط التالية: - تحسين وضع الخدمات وإزالة العوائق. - المطالبة بكل الخدمات التي تحتاجها الأحياء. - إحكام المراقبة على أداء البلدية والمتابعة الدقيقة على تنفيذ هذه الخدمات. ثانياً: مراكز الأحياء والعمل الاجتماعي: مركز الحي: هو ذلك المقر الاجتماعي الذي يحتضن طاقات الحي ويوظف قدرات أفراده ويوجه مشاركاتهم الإيجابية الهادفة في شتى المجالات الدينية والاجتماعية والتربوية والأمنية والاقتصادية ولكل فئات المجتمع. رسالة مراكز الأحياء هي: تكوين علاقة إيجابية بين الفرد ومحيطه الذي يعيش فيه، وتشجيع مشاركة السكان الفاعلة للمحافظة على المنجزات والمكتسبات وتطويرها. أهداف مراكز الأحياء: - تعزيز القيم والمبادئ الإسلامية وتنمية الوعي الاجتماعي والثقافي والأخلاقي بين أفراد الحي والمجتمع. - المساهمة في حل المشكلات الاجتماعية والظواهر السلبية في الأحياء. - توظيف الطاقات والقدرات في تطوير الحي وخدمة أفراده. - تنمية المهارات والعناية بالمواهب المختلفة لأفراد المجتمع. - استثمار أوقات الفراغ فيما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع. علاقة المجلس البلدي بمجالس الأحياء: ينص نظام البلديات والقرى الصادر بالمرسوم الملكي المبني على قرار مجلس الوزراء في المادة الخامسة الفقرة 6، والتي تذكر أنه من وظائف البلدية: تشجيع النشاط الثقافي والاجتماعي والرياضي والمساهمة فيه بالتعاون مع الجهات المعنية. وبناءً على هذه المادة فإن دور البلديات والمجالس البلدية بمراكز الأحياء وثيق للغاية، بل إن البلديات تشكل حجر الأساس لمراكز الأحياء في دعمها وتشجيعها والتنسيق والتعاون بين الجهات المعنية المختلفة. ثالثاً: دعم الشباب العاطل عن العمل: من خلال استثمار أملاك البلدية وتقديم عروض مغرية بشروط محددة وبأسعار مخفضة وطويلة الأجل ودعماً للشباب غير الموظف، ونكون بذلك استثمرنا الأملاك العامة للبلدية، وقمنا بدعم توظيف الشباب العاطل عن العمل. رابعاً: تسهيل الإجراءات الإدارية وتطويرها: من خلال استخدام تقنية (الإنترنت) في إصدار النماذج واستخراج الرخص نحو ذلك، وتسهيل مراجعة البلدية من خلال تخفيض الإجراءات واختصارها وتقليص الروتين المتبع. خامساً: المحافظة على الأموال العامة للبلدية من التعديات: إحكام الرقابة على الواردات والمصروفات، والاهتمام بالشفافية والوضوح بهذا الخصوص. سادساً: المحافظة على البيئة والصحة العامة:من خلال الاهتمام بنظافة البيئة وسلامتها من كل ما يلوثها سواء الحالة في الطرقات أو المنتزهات والاهتمام بالصحة العامة من خلال الإشراف والتأكد من نظافة المطاعم وسلامة المواد الاستهلاكية التموينية والمتابعة الدقيقة لذلك.
|