لفت نظري وربما نظر أغلب المتابعين الرياضيين ما تناقلته وكالات الأنباء وتلقفته متون الصفحات الرياضية فيما يتعلق بخبر قيام الحكم الإنجليزي أندي وين (25 سنة) - لم أجد اسمه ضمن الحكام الدوليين للاتحاد الإنجليزي لقائمة 2005م المعتمدة من الاتحاد الدولي (فيفا) - بمنح (نفسه) بطاقة حمراء بعد مرور 18 دقيقة من بداية الشوط الثاني لمباراة بين فريقين ضمن دوري الهواة في إنجلترا طبقاً لما نقلته صحيفة (ذي صن).. وبهذا العقاب أو الطرد (الشخصي!!) أوقف الحكم المباراة منسحباً من تحكيمها!! معللاً هذا التصرف والأسباب الكامنة وراء القرار غير الموفق بدخوله في مشادة كلامية مع حارس مرمى أحد الفريقين لاعتراضه على تسجيل هدف!!
وقد عزا الحكم (أندي) الذي يعمل سائق شاحنة سوء مزاجه وسرعة غضبه إلى وفاة والد زوجته في اليوم السابق وإصابة زوجته بالسرطان - حمانا الله وإياكم منه - وطرق سمعه قبيل سويعات من المباراة خبر وفاة صديقه؛ مما جعله تحت الإعياء النفسي!!
من هذه الحادثة نستخلص مجموعة من العبر والفوائد ففي الوقت الذي يُسجل للحكم شجاعته في الاعتراف بالخطأ إلا أنها شجاعة غير محمودة التوقيت في إيقاف المباراة حيث إنه ارتكب خطأ أكبر في تصرف لا يملك حق التصرف فيه بإيقاف المباراة، وكان عليه أن يسمح للحكم الرابع سابقاً الحكم الثاني بالنزول وتكملة المباراة بدلاً منه، وإذا كان لا يوجد حكم ثانٍ يبحث عن بديل طالما أن حالته النفسية لا تساعده على الاستمرار. أما العبرة المهمة من هذه الحادثة على الحكم والإنسان بصفة عامة إذا كانت لديه ظروف مثل تلك الظروف أن يعتذر عن العمل المكلف به إذا كانت حالته لا تسمح له بأدائها على الوجه الأحسن والأكمل .. وهذه هي الشجاعة الحقيقية التي يستفيد منها كل الأطراف.. أما بالنسبة للحكام فإن من أهم الدروس المستقاة من هذه الحادثة عدم الدخول في نقاش ربما يتحول إلى مشادة بسبب أي قرار، ويكون الغضب الفتيل الذي يشعل المشكلة ويزيدها اتساعاً. والقاضي بالذات منهي عن الحكم وهو تحت تأثير الغضب والانفعال. واذكر بهذه المناسبة أثناء رئاسة الأستاذ عبد الرحمن بن دهام للجنة الحكام أنني كنت جالساً إلى جانبه نشاهد مباراة في ملعب الملز سابقاً وكانت هناك في ملعب جدة مباراة منقولة تلفزيونياً بين الأهلي والنصر وأثناء خروج اللاعبين بين الشوطين قام باسم أبو داود بحديث مع الدولي الحكم (...) فاستشاط الحكم غضباً ورمى بالكرة على الأرض وحاول الدخول معه في مشادة لولا تدخل زملاء الحكم واللاعب فما كان من ابن دهام إلا أن طلب غرفة الحكام في ملعب جدة وتحدث مع المراقب خالد سمان وطلب منه الحكم ونقل للحكم ما نصه (إما أن تضع أعصابك في ثلاجة وإما تسلم الصافرة لأحد زملائك لقيادة الشوط الثاني) لنشاهد الحكم في الشوط الثاني في أحسن حالاته وهدوئه!! وطالما تطرقت للجنة الدهام التي تعتبر من أفضل لجان التحكيم على مستوى العالم العربي والتفاهم بين بن دهام وسمان عجيب حيث إن السمان من أفضل الفنيين في مجال متابعة الحكام بعيداً عن وتر الوطنية الممقوت.
المرشحون وثقافة الملايين والملاليم!!
** تلقيت استفسارين من شخصين عزيزين كلاهما مِن مَن رشح نفسه للانتخابات البلدية، وكما هو متوقع أن تكون ثقافتهما الانتخابية ممتازة وعلى اطلاع بالشروط والتعليمات المتعلقة بذلك إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث حيث فوجئت بأن المرشح الأول يسأل: ما هو المقصود بمصادر أموال المرشح؟ وأن جميع أمواله مصادرها من تجارة العقارات والمساهمات والأسهم، وقد رصدت (عشرة ملايين للحملة) قاطعته قائلاً: لا تعدد المصادر؛ الله يزيد ويبارك لكن سؤالي: هل تكاليف حملتك الانتخابية من أموالك الخاصة؟ قال: نعم، قلت: لست في حاجة إلى ذكر مصادرها إنما إذا كانت هناك مصادر دعم مختلفة من أشخاص أو هيئات على شكل هبات أو تبرعات لدعم حملة انتخابية فيجب تحديدها من قبل المرشح. أما الاستفسار الثاني من المرشح الآخر فكان يستفسر: هل أنا من المرشحين!! وإذا لم أكن مرشحاً فإنه يخطب صوتي رغم أنه يعرف موقعي الوظيفي وأنه لا يسمح لمن هو مثلي بالدخول مرشحاً بمقتضى نظام الانتخابات ولكنه الجهل المعلوماتي، هذان المثالان يكشفان ضعف الثقافة الانتخابية وان (جُل) المرشحين معلوماتهم وأهدافهم وإمكانياتهم (مع الخيل يا شقراء) وهذا ما يزيد من مسؤولية (المصوتين!!) في البحث عن الأكفأ والأحسن من المرشحين كواجب وطني بعيداً عن الدعايات المضللة والإعلانات والمخيمات.. ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
تناتيف
** أحداث المفرقعات التي وقعت في مباراة الهلال والأهلي وقبلها دخول مشجع هلالي في مباراة الاتحاد ودخول مشجع نصراوي في مباراة الأنصار يجب أن يتخذ الاتحاد السعودي لكرة القدم أشد العقوبات على الأندية المستضيفة فيما يتعلق بالألعاب النارية التي عواقبها وخيمة وبالذات على المستوى الدولي ولا سيما ونحن مقبلون على تصفيات كأس العالم، والتحايل من قبل لاعبي المنتخبات في مثل هذه الحالة وارد جداً!!
** تُثبت لجنة الحكام للمرة الألف أنها لا تحسن اختيار الحكم المناسب في الوقت المناسب للمباراة المناسبة فها هي تقحم الدولي (الجروان) مع الطائي عقب مباراتهم أمام النصر وما صاحبتها من احتجاجات وأحداث طائية، وتزج بالدولي (أبو زندة) وهو يعيش ردود أفعال عربية.. وتغامر بالواعد (ياسر مدني) في مباراة جماهيرية إعلامية دون تدرّج وقلة أدوات الخبرة!! إنه سوء التخطيط والإعداد الفني والنفسي!!
** إذا كان حمد الصنيع يقصد بالبودي جارد bodygaurd في نعته الحكم معجب الدوسري أنه حارس مرافق أثناء خروج سامي الجابر للتبديل فهذه ميزة تسجل لمصلحة الحكم في حرصه على سرعة خروجه والمحافظة على وقت المباراة. وبالمناسبة فإنني أقترح على لجنة الحكام أن يقوم الكابتن في حال استبداله بتسليم (شارة) القيادة إلى اللاعب البديل الذي بدوره يقلدها للاعب المحدد.
** تلقيت اتصالاً من عضو شرف (فاعل) من نادي الرائد يصحح لي معلومة بأنه وراء تسجيل اللاعب (معوض) للرائد وأن الأستاذ خالد البلطان بذل جهوداً كبيرة في سبيل الظفر به ولم ينسحب أو يتنازل عنه كما كتبت الأسبوع الماضي؛ لذا لزم التنويه مع سعادتي وأمنيتي بأن يكون التنافس بين أعضاء الشرف بهذا الشكل في كل الأندية.
** الوقت المستوفي أصبح يشكل زيادة عبء على الحكام.. لا بد من وجود ميقاتي يخفف الضغوط النفسية عن الحكم، وهذا اقتراح قدمته للاتحاد الدولي على أمل أن يعتمد وسبق أن نشر في (الجزيرة).
** هدف النصر الثالث في الأنصار جاء خارج الوقت المحتسب من الحكم وهدف الأهلي في الهلال جاء من خارج ربع الدائرة الركنية ورغم ذلك فإن الهدفين تقديريان للحكم تثبت بهما النتيجة بينما يبقى الحكم تحت طائلة العقاب.
** بدلاً من أن يتبرع عضو شرف ب (600) تذكرة للجماهير في مباراة دورية عليه أن يتبرع بقيمتها لناد أو مكافأة للاعبين.
** غداً الأربعاء وأمام المنتخب الأوزباكستاني خالص الدعاء لمنتخبنا الوطني في أن يستهل مشواره الشاق إلى كأس العالم بالفوز والعودة إلى أرض الوطن بالنقاط.
| 
"الريـاضيـة"