مؤتمر الرياض.. إضافة متقدمة في الحرب ضد الإرهاب

من جديد تؤكد الأسرة الدولية وتظهر تصحيحاً قوياً وجدياً في مواصلة حربها ضد الإرهاب، إذ أظهر المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي اختتم في الرياض أمس -من خلال القرارات التي أصدرها-، وقبلها روح الجدية والمسؤولية التي اتسمت بها مدلولات المؤتمر والتفهم والتعاون والتوافق في الآراء حيال الموضوعات المطروحة في جلسات البحث وورش العمل التي حفلت بها الأيام الأربعة لانعقاد المؤتمر، والتي أجمعت على تهديد ظاهرة الإرهاب لكافة المجتمعات الإنسانية وحتمية التصدي لها في كافة جوانبها عبر بلورة جهود دولية مشتركة باعتبارها ظاهرة عالمية تتجاوز حدود الدول والمعتقدات والجنسيات والأعراق.
والتميز الذي جسده مؤتمر الرياض من خلال التركيز على السمات التي أوردناها جعله مؤتمراً منتجاً وإيجابياً وهذا ما مكن المشاركين من الخبراء والمختصين من التوصل إلى تقديم توصيات تحولت إلى قرارات مهمة تشكل في مجموعها استراتيجية لآليات عمل للأسرة الدولية بمختلف مجتمعاتها للتعامل مع آفة الإرهاب التي باتت تهدد مظاهر الحياة ووجود الإنسان وحرمة الممتلكات والوطن.
والقرارات التي أصدرها المؤتمر جسدت وترجمت الرؤية الدولية والفهم المشترك من قبل أفضل خبراء مكافحة الإرهاب مما يفتح آفاقاً واسعة تفعّل الجهد الدولي الهادف إلى درء الخطر الإرهابي عن مجتمعاتنا المسالمة، وتصون حق الأجيال القادمة في عيش كريم، وعالم أكثر أمناً تسوده العدالة ويحف به السلام.
وبالإضافة إلى أهمية القرارات التي أصدرها المؤتمر -التي تعبر عن ضمير العالم أجمع في نبذه للإرهاب وترجمتها لأفكار المختصين-، فإن المؤتمر شكل إضافة نوعية متقدمة؛ بالموافقة على إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب لتبادل المعلومات والوقاية من الأعمال الإرهابية.
كما أن المؤتمر شكل فرصة طيبة في توثيق العلاقات الشخصية بين الخبراء والمختصين الذين نذروا أنفسهم لمحاربة الإرهاب، ولا شك في أن هذه العلاقات ستوظف ضمن الجهود المبذولة للتصدي لهذه الآفة التي يعاني منها الجميع.