Wednesday 9th February,200511822العددالاربعاء 30 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "متابعة "

وصايا للمرشحينوصايا للمرشحين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فإنني اوصي نفسي واخواني المرشحين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن بأن يجعلوا بينهم وبين غضب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيه، فإن هذا هو معنى التقوى التي أوصى الله بها الأولين والآخرين في قوله تعالى{وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ}، وقال - صلى الله عليه وسلم - :( أوصيكم ونفسي بتقوى الله..) وقال - صلى الله عليه وسلم - :( اتق الله حيثما كنت..)، كما أوصي إخواني المرشحين بالالتزام بالأخلاق الفاضلة الحميدة فإنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن تسعونهم بأخلاقكم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - :( الا انبئكم بأحبكم إليّ واقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون) وقال - صلى الله عليه وسلم :( المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف) وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - :( إن المؤمن ليبلغ درجة الصائم القائم بحسن خلقه).
وقد مدح الله سبحانه وتعالى رسولنا محمداً - صلى الله عليه وسلم - بحسن الخلق في قوله سبحانه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يتخلق بالأخلاق الكريمة التي حث الله عليها في كتابه كما قالت عائشة رضي الله عنها:( كان خلقه - صلى الله عليه وسلم - القرآن).
فعلينا أن نتخلق بأخلاق القرآن الكريم ومن ذلك التواضع وحب الايثار وترك الحسد والنميمة والغيبة والابتعاد عن الكبر والخيلاء والفخر فما تواضع أحد لله سبحانه الإ رفعه الله، وحق على الله ما ارتفع شيء من الدنيا إلا وضعه وقد قال - صلى الله عليه وسلم -( إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يبغى أحد على أحد) فالبغي على الخلق واحتقارهم هو من الكبر كما قال - صلى الله عليه وسلم - : (الكبر بطر الحق وغمط الناس) أي: احتقارهم.
فلا تبغوا الفساد في الأرض وأحسنوا كما أحسن الله إليكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم وانظروا الى من هو أسفل منكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم.
إخواني المرشحين: أوصيكم ونفسي بالابتعاد عن تزكية النفس فإن الله سبحانه حرم هذا حيث قال:{فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}.
وقد ذم الله سبحانه اليهود لأنهم يزكون أنفسهم فقال سبحانه {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً}، فلا يجوز للمسلم أن يزكي نفسه وإنما يزكيه من يعرفه معرفةً تامةً ويقول في تزكيته: أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله احدا، كما وردت بذلك السنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وقد خرج مسلم في صحيحه باسناده عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله الا تستعملني، قال (إنك ضعيف، وإنها أمانة وانها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها)، وفي حديث أبي موسى رضي الله عنه (إنا لا نولي هذا من سأله ولا من حرص عليه)، وفي حديث أنس رضي الله عنه ( من طلب القضاء واستعان عليه بالشفعاء وكل إلى نفسه، ومن أكره عليه أنزل الله ملكاً يسدده)، فيا ويح من وكله الله إلى نفسه لأنها ضعيفة، وأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، ولهذا ينبغي أن يدعو الإنسان بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - (اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك) ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ويا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك).
فلا يجوز في ديننا أن يطلب أحد الولاية أو الإمارة لانها خزي وندامة يوم القيامة إلا إذا كلف بولاية او بمسؤولية من ولي الأمر من غير طلب منه فإنه يعان عليها، ولم يرخص علماؤنا في طلب الولاية إلا لمن وثق من نفسه تحمله للمسؤولية وخاف من أن يتولاها غير كفء، ففي هذه الحالة يباح طلبها كما قال يوسف عليه السلام لعزيز مصر { اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيم}.
إخواني المرشحين، اتقوا الله واحفظوا ألسنتكم من الكذب ومن قول الزور والبهتان، فإن الكذب من علامات النفاق وهو الإخبار بخلاف الواقع، فلا يجوز أن يقول المرشح سأفعل لكم كذا وكذا، وهذا كما هو معلوم كذب صريح، إذ أن عضو المجلس البلدي لا يملك ذلك، فيجب عليه أن لا يعد الناس بشيء لا يملكه، فليس له الا التصويت، وقد يوافقه غالبية أعضاء المجلس أو يخالفونه، فالأفضل أن يقول المرشح: سأبذل جهدي وسأجتهد ان شاء الله تعالى في تطوير هذا البلد، والحرص على حفظ المال العام، فلا ينفق منه شيء إلا في محله الصحيح الشرعي حسب استطاعتي وقدرتي، وأحاول أن اتبنى كل رأي او اقتراح فيه نفع لبلدي وادعمه بصوتي واعرضه على المسؤولين والتوفيق بيد الله عز وجل، فلو قال ذلك أو نحوه لكان خيراً له وأقوم، والقول لا يفيد إلا إذا صدقه العمل، كما قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }.
فمن وفقه الله سبحانه وفاز في الترشيح للمجلس البلدي، فعليه أن يحافظ على حضور جلسات المجلس في وقتها المحدد، وعليه أن يجتهد قبل كل جلسة لطرح كل ما هو مفيد ونافع للوطن والمواطن مما يتعلق بالخدمات البلدية، ويحاول تطوير ما يمكن تطويره من الخدمات المقدمة ويكون كل هدفه الصالح العام، فلا ينظر إلى الجاه والمنصب والمصالح الشخصية على حساب مصلحة الوطن والمواطن فإن في ذلك خيانة للأمانة التي كلف بها من قبل ولاة أمورنا - حفظهم الله تعالى - قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }، وقال سبحانه{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ} ، وقال سبحانه {وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ }، وقال - صلى الله عليه وسلم - ( أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك). وقد جاءت الشريعة الإسلامية مقررة الأمور المتعلقة بالخدمات البلدية مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان)، فجعل - صلى الله عليه وسلم - إماطة الأذى عن الطريق من الإيمان وهو يدخل في اختصاصات البلديات.
ومثل النهي عن البول في قارعة الطريق وتحت الظل النافع والشجر المثمر وموارد الناس كما نهى - صلى الله عليه وسلم - عن البول في الماء الدائم الذي لا يجري كالغدران وما أشبهها وقال - صلى الله عليه وسلم - ( لا يمنعن جار جاره أن يغرز خشبة في جداره) ونهى - صلى الله عليه وسلم - عن الجلوس في الطريق إلا إذا أعطى الطريق حقه. فلا بد لعضو المجلس البلدي أن يجعل نصب عينيه هذه الأحاديث النبوية وما أشبهها فلا يكون مغلاقاً للخير مفتاحاً للشر، بل لا بد أن يكون مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر لا سيما بين الجيران، عليه أن يحاول تطوير نظام بناء المنازل بحيث لا تحدث مشاكل بين الجيران مستقبلاً.
وفي الختام اسأل الله سبحانه أن يوفق ولاة امورنا لكل خير وأن يعزهم بالإسلام ويعز الإسلام بهم وأن يعين المرشحين على أداء الأمانة المناطة بهم على الوجه الأكمل، كما قال - صلى الله عليه وسلم -( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عايض بن فدغوش الحارثي
مرشح الدائرة السابعة
تلفون 0505386045

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved