* الرياض- فهد الغريري - سعود الشيباني: اختتمت بالرياض أمس أعمال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب. وقد استمرت أعمال المؤتمر أربعة أيام بمشاركة أكثر من50 دولة إلى جانب عدد من المنظمات الدولية والإقليمية والعربية عقدت خلالها جلسات وورش عمل تناولت أربعة محاور هى (جذور الإرهاب وثقافته وفكره) و(العلاقة بين الإرهاب وغسل الأموال وتجارة الأسلحة وتهريب المخدرات) و(الدروس المستفادة من تجارب الدول في مكافحة الإرهاب) و(التنظيمات الارهابية وتشكيلاتها). وقد تليت في مستهل الجلسة الختامية آيات من القرآن الكريم. ثم قرأ الأمين العام للمؤتمر صاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد آل سعود مدير عام الشؤون المالية والإدارية بوزارة الخارجية البيان الختامي للمؤتمر (إعلان الرياض) وفيما يلي نصه.. إن الدول المشاركة في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية في الفترة من 25 إلى 28 ذي الحجة 1425هـ الموافق 5 إلى 8 فبراير2005م وهى إثيوبيا والأرجنتين والمملكة الأردنية الهاشمية وأسبانيا واستراليا وأفغانستان وألمانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا وأوزبكستان وأوكرانيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية وإيطاليا والجمهورية الباكستانية الإسلامية ومملكة البحرين والبرازيل وبلجيكا وتركيا وتنزانيا وتونس والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وجنوب أفريقيا والدنمارك والاتحاد الروسي وسريلانكا والمملكة العربية السعودية وسنغافورة والسودان والجمهورية العربية السورية والصين وطاجيكستان والعراق وسلطنة عمان وفرنسا والفلبين ودولة قطر وكازاخستان وكندا ودولة الكويت وكينيا والجمهورية اللبنانية وماليزيا وجمهورية مصر العربية والمملكة المغربية والمملكة المتحدة والهند وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان والجمهورية اليمنية واليونان والمنظمات الدولية والإقليمية والمتخصصة التي حضرت المؤتمر وهي: الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية الانتربول ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومجلس وزراء الداخلية العرب ورابطة العالم الإسلامي تعرب عن بالغ تقديرها للمملكة العربية السعودية لدعوتها واستضافتها هذا المؤتمر الذي انعقد تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني. تؤكد على أن أي جهد دولي سيكون قاصراً عن التصدي الفعال لظاهرة الإرهاب إذا افتقد العمل الجماعي والمنظور الاستراتيجي الشامل في التعامل معها، وفي هذا الإطار فإنها تدعم وتتبنى اقتراح صاحب السمو الملكي ولي عهد المملكة العربية السعودية الوارد في خطاب سموه في جلسة افتتاح المؤتمر، بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب وقد شكلت فريق عمل لبلورة هذا المقترح. تشيد بروح التفاهم والتعاون التي سادت المؤتمر وظهور توافق في الرؤى والمواقف حول خطورة ظاهرة الإرهاب وحتمية التصدي لها عبر جهد دولي موحد ومنظم ودائم يحترم مبادئ الشرعية الدولية خاصة حقوق الإنسان واللاجئين والقانون الإنساني، ويرسخ الدور المركزي والشامل للأمم المتحدة ويتبنى معالجة شمولية متعددة الجوانب. تؤكد على أن الإرهاب يمثل تهديدا مستمرا للسلام والأمن والاستقرار ولا يوجد مبرر أو مسوغ لأفعال الإرهابيين فهو مدان دائما مهما كانت الظروف أو الدوافع المزعومة. تدعو إلى أهمية ترسيخ قيم التفاهم والتسامح والحوار والتعددية والتعارف بين الشعوب والتقارب بين الثقافات ورفض منطق صراع الحضارات ومحاربة كل أيديولوجية تدعو للكراهية وتحرض على العنف وتسوغ الجرائم الإرهابية التي لا يمكن قبولها في أي دين أو قانون. تشدد على أن الإرهاب ليس له دين معين أو جنس أو جنسية أو منطقة جغرافية محددة وفي هذا السياق ينبغي التأكيد على أن أية محاولة لربط الإرهاب بأي دين سيساعد في حقيقة الأمر الإرهابيين ومن ثم الحاجة إلى منع عدم التسامح حيال أي دين وإلى تهيئة جو من التفاهم والتعاون المشترك يستند إلى القيم المشتركة بين الدول المنتمية إلى عقائد مختلفة. تؤكد على التزامها بالقرارات الدولية الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة ذات الصلة بمكافحة الإرهاب التي تدعو المجتمع الدولي إلى إدانة الإرهاب ومكافحته بكافة السبل والتصدي له بجميع الوسائل وفقا لميثاق الأمم المتحدة نظرا لما تسببه الأعمال الإرهابية من تهديد للسلام والأمن الدوليين، كما تؤكد على أن الأمم المتحدة هي المنبر الأساسي لتعزيز التعاون الدولي ضد الإرهاب وتشكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة أساسا متينا وشاملا لمحاربة الإرهاب على المستوى العالمي وينبغي على كل الدول الامتثال الكامل لأحكام تلك القرارات. وتدعو جميع الدول للانضمام والمصادقة وتنفيذ المعاهدات الدولية الاثنتي عشرة الأساسية لمحاربة الإرهاب. تدعو إلى تشجيع الجهود الذاتية بهدف توسيع المشاركة السياسية وتحقيق التنمية المستدامة وتلبية متطلبات التوازن الاجتماعي وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني للتصدي للظروف المساعدة على انتشار العنف والفكر المتطرف، تؤكد على أهمية دور وسائل الإعلام والمؤسسات المدنية ونظم التعليم في بلورة استراتيجيات للتصدي لمزاعم الإرهابيين وتشجيع وسائل الإعلام لوضع قواعد إرشادية للتقارير الإعلامية والصحفية بما يحول دون استفادة الإرهابيين منها في الاتصال أو التجنيد أو غير ذلك. تطلب من الأمم المتحدة تطوير معايير لمساعدة قيام الهيئات الخيرية والإنسانية غير الربحية بدورها في تنظيم أعمالها الإغاثة والإنسانية ولمنع استغلالها في أنشطة غير مشروعة . تدعو إلى زيادة التعاون على المستوى الوطني والثنائي والإقليمي للتنسيق بين الأجهزة المختصة بمكافحة الإرهاب وغسل الأموال والاتجار بالأسلحة والمتفجرات وتهريب المخدرات لتبادل الخبرات والتجارب، بما في ذلك التدريب لضمان الفعالية في محاربة الإرهابيين وصلاتهم بالجريمة المنظمة. تشدد على الحاجة إلى تقوية الإجراءات الدولية الرامية إلى منع الإرهابيين من امتلاك أسلحة الدمار الشامل لدعم دور الأمم المتحدة في هذا المجال بما في ذلك التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم (1540). تدعو إلى دعم ومساعدة الدول التي تطلب ذلك في مجالات مكافحة الإرهاب خاصة عبر تقديم المعدات والتدريب والمساعدة في بناء القدرات. تدعو إلى تطوير التشريعات والإجراءات الوطنية الكفيلة بمنع الإرهابيين من استغلال قوانين اللجوء والهجرة للحصول على ملاذ آمن أو استخدام أراضى الدول كقواعد للتجنيد أو التدريب أو التخطيط أو التحريض أو الانطلاق منها لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الدول الأخرى. تؤكد على أهمية نشر القيم الإنسانية الفاضلة وإشاعة روح التسامح والتعايش وحث وسائل الإعلام على الامتناع عن نشر المواد الإعلامية الداعية للتطرف والعنف. عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس المؤتمر الكلمة التالية.. بسم الله الرحمن الرحيم أصحاب المعالي والسعادة رؤساء وأعضاء الوفود .. أيها السيدات والسادة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إنه لمن دواعي السعادة والسرور أن التقي بكم مرة أخرى في ختام هذا اللقاء الدولي التاريخي على أرض المملكة العربية السعودية وفي عاصمتها الرياض التي أسعدها أن تحتضن هذا المؤتمر المهم في غاياته وتطلعاته وتوقيته، الذي يأتي انعقاده في ظل مواجهة حاسمة مع جريمة بشعة لا يعرف مرتكبوها حرمة الدين أو الإنسان أو المكان. أيها الجمع الكريم.. إننا ونحن نختتم أعمال هذا المؤتمر الدولي الذي حظي بمشاركة هذا الجمع المبارك وعلى هذا المستوى من الحضور والتحاور والنقاش، لنشعر جميعا بأن نجاح مؤتمركم ليس قاصرا على ما يمكن التوصل إليه من نتائج وتوصيات فبمجرد انعقاد هذا اللقاء وعلى هذا النحو من التمثيل الدولي والروح الصادقة في مواجهة جريمة العصر التي تهدد سلامة الإنسان أيا كان وحيثما كان نكون عايشنا تجربة فريدة من التشاور والتحاور وسماع وجهات النظر والاطلاع على تجارب دولنا ومجتمعاتنا في مواجهة الإرهاب وهو ما سوف يكون له - بإذن الله تعالى - أبلغ الأثر في التأسيس لتعاون دولي فعال قوامه التضامن وتقاسم المسؤولية وتبادل المعلومات وتقوية أسس المواجهة الدولية للإرهاب بشكل رادع وحاسم، وهو ما نتطلع إليه في المملكة العربية السعودية ونعمل على تحقيقه انطلاقا من مبادئ ديننا الإسلامي وقيمنا الإنسانية الأصيلة التي غايتها المحافظة على الإنسان وتكريمه كما كرمه الله وفضله على سائر مخلوقاته وحرم قتله أو تخويفه أو الإساءة إليه. أيها الجمع الكريم.. إن اختتام أعمال هذا اللقاء التاريخي ليست نهاية المطاف بل هي بداية الانطلاقة العملية نحو بلوغ الأهداف والتي هي في مجملها سلامة إنسان هذا العصر من خطر جريمة الإرهاب والعنف والقتل وتدمير معالم الحياة وجمال الكون. والشكر لكم جميعا على حضوركم وتفاعلكم وإسهاماتكم في إنجاح أعمال هذا المؤتمر وإظهار توحدنا وتضامننا في حرب المواجهة مع الإرهاب.. والشكر موصول لمن عمل على تهيئة الظروف المناسبة لهذا اللقاء والإعداد له والمشاركة في أعماله وجلساته.. وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ونائب رئيس المؤتمر الذي بذل جهودا مقدرة خلال أعمال هذا المؤتمر.. متطلعين إلى مزيد من العمل المشترك الذي يعزز من آمالنا في تحرير الأرض والإنسان من خطر العنف الإرهابي لكي يشعر كل فرد ودولة ومجتمع بالأمن والأمان والسعادة والاطمئنان. شكرا لكم مرة أخرى.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وفى نهاية الجلسة الختامية ألقت كبيرة المنسقين بإدارة الجريمة والإرهاب الدوليين في وزارة الخارجية الكندية روث ارشيبولد كلمة الوفود المشاركة بالمؤتمر قالت فيها: (إن هذا المؤتمر يعتبر أول فرصة متعددة الأطراف التي تتاح لجميع الدول خارج الأمم المتحدة وللدبلوماسيين الذين جاءوا من خارج المملكة لكي يطلعوا على ما تعرضت له المملكة من عمليات إرهابية). وأكدت نجاح المؤتمر وأهمية ما اسفر عنه وقالت: (إن هذا الاجتماع كان مثمرا من حيث ما تمخض عنه من نتائج وتوصيات). وأعربت عن أملها باسم الوفود المشاركة بأن تتواصل الجهود المستمرة لمكافحة الإرهاب وعدت هذا المؤتمر من الأمور الأساسية لمواجهة داء هذا العصر (الإرهاب). حضر الجلسة الختامية أصحاب السمو الملكي الأمراء والوفود المشاركة وسفراء الدول العربية والإسلامية والأجنبية لدى المملكة وعدد من المسؤولين بالمنظمات العربية والإقليمية والدولية.
|