Wednesday 9th February,200511822العددالاربعاء 30 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

من أجل إستراتيجية دولية فعالة لمكافحة الإرهابمن أجل إستراتيجية دولية فعالة لمكافحة الإرهاب
عبد الإله بن سعود السعدون(*)

تضمنت الكلمة السامية التي تفضل بإلقائها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني مفتتحاً المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب إستراتيجية دولية وقائية حديثة لإنهاء خطر الإرهاب على العالم بأسره، وذلك بتفعيل التعاون الدولي لمجابهة الجرم الإرهابي محلياً وإقليمياً ودولياً والذي يهدد أمن المجتمع الدولي، فلابد من استخدام آليات دولية حديثة لصيانة شعوب العالم من خطر المنظمات الإرهابية واجتثاث عروقها أين ما كانت وبأي صفة عرضت نفسها، فلا غطاء ولا قناع يحمي الجرم الإرهابي ولا بد لملاقحة هذه المنظمات الدولية المختصة بالإرهاب والتي ترتبط بعصابات بيع الأسلحة وغسل أموال المخدرات من العمل على تجميد تمويلها المالي واللوجستي ليفقدها سرعة الحركة والتنفيذ، معتمدة بذلك على إستراتيجية شاملة تنبثق عنها خطط وسياسات واضحة من تبادل المعلومات الاستخبارية وتنشيط الاتصالات الحديثة بتكنولوجيا عالية للسيطرة على نشاطها ورصد حركة هذه المنظمات التخريبية التي لها جذور إقليمية ودولية لمحاصرتها والعمل بجد على إبقائها دون بلوغها لأغراضها الإرهابية. وقد جاءت الدعوة الكريمة التي تفضل بعرضها سمو ولي العهد -حفظه الله- على المؤتمرين وذلك (بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب) لتقديم دراسات إقليمية ومحلية عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي قد تؤدي مجتمعة أو منفردة لتهيئة المناخ المناسب لتكاثر الخلايا الإرهابية والتي تعيش دوماً في اختلال عائلي غير مسؤول وغير منظم، ابتداء من عدم تكامل وتكافل العائلة وبعدها المجتمع الذي يفرخ الإرهاب المتذمر على بيته أولاً، ومجتمعه ثانياً لضياعه اجتماعيا وحقده اقتصادياً وعرض دراسات نفسية لتسليط الضوء على المسببات التي توصل الإرهبي إلى حالة من التيه النفسي والتي تؤدي إلى حالة مرضية من اليأس والانهيار وتهيئته بصورة سهلة إلى عملية (غسيل مخ) ليوجه بعدها إلى ما يطلب منه من عمل إجرامي دون الشعور بتبعات وخطورة ذلك العمل الذي يؤدي دائماً إلى ضياع حياته دون إدراك أو مناقشة لما ينفذه من إعمال إرهابية إجرامية تؤذي المواطن والمجتمع قبل الحكومة التي تدافع عن حقوقه الإنسانية من اعتداء هذه الفئة الإجرامية مثل هذه الحالات الخاصة المسببة والمساعدة للإرهاب يدركها أساتذة الطب النفسي الوقائي والمتخصصون بعلم الأنثربولوجيا (علم الإنسان والمجتمع)، ليتولوا مناقشة تلك الحالات ووضع الحلول الوقائية لها. وإني على ثقة تامة بأن هناك أوراق عمل ناقشها المؤتمرون تشمل دراسات شاملة حول بعد الإسلام الحنيف عن أي علاقة بالفئات الضالة وفكرها الشاذ والتي ارتدت قناع الإسلام المتطرف وجعلته مظلة لكل حركاتها الإرهابية من الإفتاء السياسي المغرض بقتل المسلمين وتكفيرهم، وإسلامنا الوسطي دين الأخوة والمحبة والعدالة براء من كل هذه النزعات الإجرامية محلية كانت أم دولية، والفئات المجرمة الضالة قلة خارجة عن الدين والأخلاق والنظام العام ولا تدرك نبع السلام والأمن للجميع في عقيدتنا الحنيفة.
وجاء عقد هذا المؤتمر الدولي في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية دليلاً على أن بلادنا الغالية تنبذ الإرهاب وتكافحه وتطارد كل الفئات الضالة وقائياً وأمنياً ويحمل هذا التجمع المبارك رسالة نداء لكافة أنحاء العالم بأن هذه البلاد الآمنة المؤمنة تحمل على عاتقها واجباً إنسانياً عظيماً لوقاية العالم من شرور هذا الوباء الفتاك لأمن واستقرار عالمنا المعاصر. ولابد من تكامل وتكاتف دولي للحد من خطرها وبالتالي القضاء على خطرها وإيقاف مدها واندحاره للأبد، ليعيش كل إنسان على كوكبنا هذا في أمن واستقرار ولا يخشى أي طارىء غادر يعكر صفو أمنه وأمانه أينما كان في البر والبحر والجو وأن نعلن شعاراً جديداً ونعمل مجتمعين في عالمنا هذا على تحقيقه (عالماً جديداً خالياً من وباء الإرهاب)!!.
ومن النتائج الإيجابية الكثيرة لمؤتمر الرياض الدولي لمكافحة الإرهاب انطلاق النداء لفكرة سامية قوية لوضع إستراتيجية جديدة فعّالة لوقف تيار الإرهاب عند حده وبصورة إنسانية متمدنة وحضارية تعتمد على الفكر المعاصر والعلم النظري الإيجابي بتنفيذ النداء السامي الذي أعلنه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والذي دعا حفظه الله الى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب يعتمد على مناقشة الأفكار الدولية وإعداد البحوث والدراسات المتخصصة في مكافحة الإرهاب وفتح التعاون الدولي على مصراعيه في مجال تبادل الآراء والمعلومات ومحاصرة الإرهاب فكراً وتنفيذاً بتطبيق هذه الإستراتيجية الدولية الوقائية لصون العالم من خطر الإرهاب، وقد جاء تبني الاقتراح السامي فوراً ومباشرة من لدن الدكتور عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية دليلاً على قوة وأهمية هذا النداء السامي من أجل تحقيق الأمن القومي العربي والإسلامي والعالمي. وقد حظي هذا الاقتراح الإنساني العلمي المبارك بتأييد الرأي العام العالمي وأبرزته وباهتمام بالغ وسائل الإعلام كافة محللة أبعاده وتأثيره المباشر في حصد وتجفيف الإرهاب نهائياً عن عالمنا المعاصر.
وقد بين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية ورئيس المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب تاريخ الحركات الإرهابية وخطرها الدائم على المجتمعات الإقليمية والعالمية، وعرض سموه -حفظه الله- ضرورة التعاون الدولي لحصد خطر هذا الداء العالمي والعمل بجد على مواجهة خلاياه الظاهرة منه والباطنة، وتجميد كل الروافد التي تغذي تمويله وبقاءه زاحفاً ليبث خطره وسمومه دون أن تحصر نشاطه الحدود الإقليمية والدولية ولا يحترم القواعد الأخلاقية والتنظيمية الدولية، فلا يدين بدين يقيده بتعاليمه ولا وطن يحترم وجوده بانتمائه لترابه، وقد ركز سموه الكريم بتبيان ذلك بكلمته القيمة للمؤتمرين حين تفضل قائلاً: (أيها الجمع الكريم.. إن المملكة العربية السعودية بدعوتها لانعقاد هذا المؤتمر العالمي تنطلق من إدراكها لخطورة الإرهاب ووجوب مواجهته.. ذلك أن الإرهاب أمسى ظاهرة عالمية لا ترتبط بدين أو مجتمع أو ثقافة، والمملكة هي من الدول التي استهدفها الإرهاب وعانى مجتمعها من تبعاته. ولهذا كانت المملكة في مقدمة الدول التي حاربت الإرهاب بدافع من عقيدتها الإسلامية وقيمها العربية الأصيلة).
اللهم احفظ قيادتنا الوطنية وانصرها من أجل تثبيت قواعد الأمن والأمان في بلادنا الغالية.. وتحية إعجاب وعرفان لقوى الأمن الوطنية بكل صنوفها، ودعاء صادق أن يشمل الله سبحانه بالمغفرة والرحمة أرواح شهداء الواجب الرجال الأبطال الذين افتدوا أمن هذا الوطن الغالي بأرواحهم الطاهرة ودحروا الإرهاب الغادر بكل قوة وشجاعة.
وقد لمس المؤتمرون المستوى العالي لإدارة الجلسات وشهد أكثر من خمسين ممثلاً للدول المشاركة في هذا المؤتمر نجاح الدبلوماسية السعودية المشرفة على تنظيم حركة العمل من داخل المؤتمر وتقديم كافة التسهيلات التقنية من قبل منسوبي وزارة الثقافة والإعلام لكافة الوفود الإعلامية التي جاءت بأعداد كبيرة ممثلة لأشهر فضائيات العالم ودور الصحافة الدولية لتغطية فعاليات هذا المؤتمر الدولي الذي حظي باهتمام عالمي على المستويين الشعبي والرسمي.

(*) محلل إعلامي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved