Wednesday 9th February,200511822العددالاربعاء 30 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

البوارحالبوارح
الأم والسلوك الإرهابي
د. دلال بنت مخلد الحربي

أصبح الإرهاب قضية عالمية، تعاني منه الدول الصناعية الكبرى، كما تعاني الدول الصغيرة التي تصنف في خانة الدول المتخلفة، أو تلك التي تحبو نحو النمو.. ولم يعد هدف الارهاب تقيداً بأمور دينية، أو سياسية أو اقتصادية، فقد تداخلت أهدافه وإن كان القتل من أجل القتل هو الهدف الواضح، وما يؤدي إليه من نشر الموت والخراب.
فأينما ننظر سنجد أن الأعمال الإرهابية تطال جماعة في أغلب الأحيان لا علاقة لها بما تدعيه المنظمات الإرهابية، أو زعامات الإرهاب، فهي جماعة مدنية ليس لها علاقة بأي حدث نتج عن صدام بين هذه الجماعات والحكومات التي تناوئها.
فعندما يُقتل طفل أو طفلة في حديقة منزل، أو تصاب امرأة في شارع، أو رجل تحت نفق.. فلا نعرف ما علاقة ذلك المصاب بالركائز العقائدية أو السياسية التي تنطلق منها المنظمات الإرهابية!!.
وعندما يعمّ الخراب في منطقة كانت هدفاً من أهدافهم لا ندري لمصلحة مَنْ تم ذلك العمل التخريبي، وكيف سمحت لهم أنفسهم بالاقدام على ذلك العمل الاجرامي دون وازع انساني، ولم أقل ديني؛ لأن مَنْ يقدمون على مثل هذه الأعمال أبعد ما يكونون عن الدين الحق؛ إذ أن كثيراً من الذين شاركوا في الأعمال الارهابية، وأقدموا على القتل والتدمير كانوا ضحايا شعارات رنانة فيها تحفيز على ارتكاب أعمال مخلة بالقيم الانسانية باسم الدين، وجاء قبولهم وحصلت الاستجابة منهم لما هم فيه من جهل وعدم معرفة بأبسط مفاهيم الدين الاسلامي الذي يدعو إلى الخير أولاً، ويشدد على العدل، وينهى عن قتل النفس دون سبب شرعي يستوجب ذلك.
والمؤسف جداً أن تكون تغذية السلوك الإرهابي في كثير من الأحيان من أمهات لا يملكن المعرفة الشرعية الناضجة، ولا يفقهن من الدين إلا قشوره؛ فيرتكبن دون وعي منهن ما ينمي السلوك نحو التطرف.
إننا نحتاج إلى ان نشر الوعي بحقائق الاسلام وموقفه الواضح والصحيح من الإرهاب الذي يتمثل في القتل والتدمير بين كل أفراد الأسرة، خاصة الامهات؛ لأن الأم هي المغذي، وهي المربي، وهي التي يمضي الطفل معها أغلب وقته؛ فيقتدي بسلوكها ويختزن ارشاداتها ونصائحها.
إننا نحتاج إلى توعية المرأة الأم بأخطار التطرف، وبالنتائج المدمرة التي يؤدي اليها، وأنها يجب أن تكون الحاجز الأول بين الطفل والسلوك العدواني، وأنها في حاجة الى أن تغرس قيم التسامح والعدل والحوار في الطفل، وأن تنبهه عندما يكبر إلى خطر الانسياق وراء الشعارات الزائفة والادعاءات الكاذبة التي يستخدمها المروجون للتطرف.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved