Wednesday 9th February,200511822العددالاربعاء 30 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

مركازمركاز
انتخبوني!
حسين علي حسين

غدا الخميس 1 - 1 - 1426هـ سوف أستيقظ مبكراً، على غير عادة المتقاعد من أمثالي، لأدلي بصوتي لسبعة أشخاص اخترتهم بعناية، لأنني في هذه المساهمة أحرص أن أكون عادلاً، ولن أستثني من عدلي الأصدقاء وبعضهم رشح نفسه وأبرز مؤهلاته الرؤية الصائبة ورضا الله والوالدين فلا مال عنده يهديه ولا جمل وقد أعطاني أحدهم برشوراً يائس الشكل لكن مضمونه كان جيداً فسألته: أين ملايينك يا صديق! فقال ببراءة إن رأسماله الأصدقاء وسوف يستفيد منهم قدر طاقته فوعدته خيراً وهناك أناس بجانبه لديهم الملايين وقد أحسوا أن وقتها قد جاء فربما ضربت معهم كما يضرب الحظ مع مرتادي صالات الأسهم وإن لم تضرب فقد عاشوا أياماً هنيئة صورهم في الصحف ولوحات الشوارع والإنترنت وعشاق الكبسة والقهوة والربابة يدخلون ويخرجون من مخيماتهم وبعد ذلك يبقى - كما يقولون في اللهجة - المصرية الله جاب.. الله أخذ.. الله عليه العوض!!.. ومع ذلك فقد قررت أن أحلف كل واحد أدلي له بصوتي ليلتزم بتحقيق بعض من آمالي فيهم ومن هذه الآمال أن يجعلوا في كل حي حديقةً ومكتبةً وملعباً وتصريفاً للمجاري وأشجاراً مفيدة وغير مستهلكة للماء.. وما زاد عن هذه الآمال سوف أعذرهم فيه (خصوصاً توفير بيئة نقية وسكن ميسر) لأني سأدخره للدورة القادمة من انتخابات المجلس البلدي!
إن قلبي - والله - مع الذين لن يحالفهم الحظ، في الفوز بمقعد من المقاعد السبعة، فهؤلاء الخاسرون سوف يواجهون أياماً صعبة، تشبه تلك التي تواجه تلميذ سقط في الاختبار، وفوقها فاتورة باهظة، دفعت للصحف ووكالات الدعاية والإعلان، وأصحاب المطابخ، والمفروشات، والمشروبات.. كل هؤلاء فائدتهم مؤكدة إلا المرشح فهو أولاً تحت رحمة الله مقدر القدرات وثانياً وثالثاً تحت رحمة الناخبين وبعد أو قصر نظرهم تجاه من تفنن وأبدع في الدعاية لنفسه حتى يتبوأ له مجلساً رفيعاً تحت القبة، قبة الشوارع والنظافة والضوضاء والحدائق والملاعب والتجاوزات المعمارية والأراضي البيضاء وقبل ذلك كله وبعده، المناقصات ومواعيد تسليم وتسلم وجدوى المشاريع البلدية!
ولم أستغربُ شيئاً في هذه الانتخابات، قدر استغرابي لدخول أناس هم بالنسبة لنا الخصم والحكم، وأبرز هؤلاء أباطرة الأراضي والعقارات، وشركات المقاولات، وكبار الموظفين في الإدارات الخدمية، لأن بعض هؤلاء سبب بلوتنا، ومع ذلك فإن أحدهم يبشرنا بأنه سيسعى لاستخدامات أمثل للأراضي البيضاء، وبعضهم رفع شعار المسكن الميسر لذوي الدخل المحدود وهناك من يبشر الشباب بأنه سوف يسعى لوجود وحدات سكنية رخيصة وجميلة لهم أين؟ الله وحده يعلم، مثل هؤلاء مازلت أتمنى فوزهم لهدف واحد أن أرى ماذا هم فاعلون بما قالوه في الصحف وشنفوا آذاننا به في مخيماتهم وإعلاناتهم هل سيسعى واحد من هؤلاء لجعل المتر بمائة ريال - مثلاً - في البر وليس في البحر؟ هل سيسعى هؤلاء في إيجاد حل عملي وسريع لمئات الأراضي الخالية في أحياء مدينة الرياض إما بتسويرها وإما بفرض رسوم على أصحابها بدلاً من أن تكون مقلباً للنفايات أو مصيدة يستغلها معتادو الإجرام، وقبل ذلك فإن تصريف أو تحريك هذه الأراضي، سوف يساهم ولو بنسبة ضئيلة في تخفيض أسعارها أما القضية الأخرى فهي مساهمة البلديات في حل مشكلة الشباب بتخصيص أراضٍ في أماكن قريبة أو بعيدة وتجهيزها بكل الخدمات، وبعد ذلك يفتح المجال للبنوك، أو الشركات المتخصصة ببناء مجمعات سكنية تباع بالتقسيط على الشباب وذوي الدخل المحدود، وإلا فمن هو الشاب الذي يستطيع دفع ثلاثمائة ألف ريال لشراء قطعة أرض ومثل هذا المبلغ لبنائها ومن هو الشاب الذي يستطيع شراء فيلا لا تتجاوز مساحتها الـ 350م2 بـ 800 ألف ريال بالتقسيط، وللأسف الكثير من باعة هذه الأراضي والفلل، يطلون علينا مبتسمين في لوحات الشوارع والصحف طالبين منا العون والمساعدة لترشيحهم للمجلس البلدي، ولابد أنهم يقولون في سرهم المهم الفوز.. وبعدين قابلونا!!
ويبقى بعد ذلك أن نتساءل ماذا سنستفيد من قوافل المفكرين والشعراء والأكاديميين وعازفي الربابة، الذين جلبهم كل قادر لمخيمه للحديث عن الفكر والأدب.. مع أننا نعرف والناخبون يعرفون أن جاهية العشيرة والأصدقاء قد تقطع الطريق حتى على الذين يملكون رؤية صائبة للمساهمة في الخدمات البلدية من الأكاديميين وموظفي البلديات السابقين والصحفيين، الذين يعتمدون على هذه الرؤية في التوجه للناخب.. وأرجو ألا يكون المجد للعشيرة والأصدقاء والربابة والقصيدة ومعها المال والوجاهة في وصول من سوف يصل إلى المجلس البلدي!
هذه الخطوة بحد ذاتها مهمة ومطلوبة وسوف يترتب عليها مستقبلاً العديد من الفوائد في مناحي الحياة كافة، وليس بعيداً أن يكون رؤساء البلديات أنفسهم رؤساء بالانتخاب ومثلهم أرباب المهن العمالية والصناعية والصحفية والأكاديمية.. المهم أولاً وأخيراً أن يترسخ في الأذهان أن الصوت أمانة.. وليس فزعة!!

فاكس 014533173

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved