في مثل هذا اليوم من عام 1982م ارتفع عدد العاطلين عن العمل في بريطانيا إلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص للمرة الأولى منذ الثلاثينات. ووصل العدد الإجمالي الرسمي للعاطلين الذي جرى الإعلان عنه في ذلك اليوم إلى 3070621، أي أن واحداً من كل ثمانية أشخاص كان بدون عمل. وتباينت معدلات البطالة عبر البلاد. ففي ايرلندا الشمالية بلغت النسبة 20%، و15% أو 16% في الأجزاء الشمالية الشرقية والشمالية الغربية من اسكوتلندا أما في الأجزاء الجنوبية منها فقد بلغت النسبة 10% فقط. وواجهت رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر معارضةً صاخبة عندما حاولت الدفاع عن سجل حكومتها الخاص بالبطالة في مجلس العموم. وتعرضت تاتشر للمقاطعة عدة مرات عندما أصرت على وجود (علامات مشجعة) على تحسن الاقتصاد. واضطر رئيس المجلس إلى مطالبة الأعضاء بالحفاظ على الهدوء والنظام. وقال زعيم العمال مايكل فوت إن تاتشر عندما وصلت إلى الحكم كان هناك خمسة أشخاص يسعون وراء الوظيفة الواحدة وإن هذا الوضع كان سيئاً إلى حد ما، أما في عهدها فقد وصل عددهم إلى32 شخصاً بالنسبة لفرصة العمل الواحدة، ووصل هذا الرقم إلى الضعف في بعض أجزاء البلد. وكان هناك أكثر من750 ألف شخص يعانون من البطالة منذ فترة طويلة. ولم يقدم وزير العمل نورمان تيبت جديداً عندما قال إنهم يردون تدريجياً على منافسيهم في ظل شروط تنافسية، وإنهم عندما يستطيعون التوسع في اقتصادهم فسوف تكون هناك وظائف متوفرة في المستقبل. وكانت بريطانيا تحتل المركز الثاني في أوروبا بعد بلجيكا من حيث ارتفاع نسبة البطالة. وكان ارتفاع العدد الإجمالي للعاطلين عن العمل يعود إلى الركود الاقتصادي وإعادة تنظيم الصناعة. وقد كانت البطالة الشديدة سمة من السمات، وكان يطلق على الناس الذين بلا وظائف ملايين ماجي (نسبة إلى مارجريت تاتشر). وأصابت البطالة مجتمعات صناعية تقليدية كثيرة عندما شرعت الشركات في أداة تنظيم نفسها وتحديث عملها. وكان من المستحيل بالنسبة لكثير من الشباب العثور على عمل. ونشبت أعمال عنف منقطعة كالاضطرابات التي وقعت في توكستيز وليفربول في يوليو1981م، والتي شعر كثيرون بأنها تعود جزئياً إلى مستوى البطالة المرتفع في المنطقة.
|