تعقيباً على ما نشر في جريدتنا الغراء من مقالات تتحدث عن المرأة وحقوقها وحيث إنني اطلعت على أغلب ما كتب وخصوصا مقال الأخ عبدالله الحجي في العدد 11797 حاولت أن أدلي بدلوي حول هذا الموضوع المثير فأقول: إننا مهما تحدثنا عن المرأة وعن حقوقها فإننا لن نستطيع تجاهل المرأة أو تهميشها في أي مجال نتحدث عنه فالمرأة هي نصف المجتمع الذي لن يكتمل إلا بها.. ولكن للأسف أن السبب في ضياع كثير من حقوق المرأة هو قلة الوعي الثقافي لدى كثير من الذكور حول حقوق المرأة التي أقرها ديننا وتؤكد عليها الفطرة البشرية.. فكثير من الرجال وللأسف يسيئون فهم ولاية الرجل على المرأة ويفسرون هذه الولاية بأنها سيطرة وتحكم وتسلط وشتم وضرب.. حيث نجد كثيراً من الرجال يمارسون هذه الولاية ممارسة سلبية تجعل من المرأة مجرد آلة يتم التحكم بها وتسييرها حسب الأهواء والرغبات ومن خلال هذا الفهم الخاطئ لدى كثير من الرجال لمفهوم ولاية الرجل على المرأة يتم التعامل مع المرأة بمبدأ التبعية المطلقة وهذه التبعية المطلقة تفرض على المرأة عدم المشاركة في إبداء الرأي حتى في أبسط شؤون البيت وأنه يجب عليها أن تستمع للأوامر بإنصات وان تنفذ ما يطلب منها بدون أي مناقشة. وهذا للأسف ما جعل بيئتنا بيئة خصبة لمن أراد زراعة الفتنة في مجتمعنا من أهل التيارات المعادية التي تشكك في حقوق المرأة لدينا.. ونحن ولله الحمد مجتمع مسلم وديننا الاسلامي حفظ حقوق كل فرد وأعطى للمرأة حقوقها وصان كرامتها ولكن للأسف وكما ذكرت أن قلة الوعي لدى كثير من الرجال بحقوق المرأة جعل كثيراً من هذه الحقوق تضيع. ونحن نعلم كل العلم حاجة المجتمع القوية للمرأة فالمجتمع بحاجة للمرأة.. ولكن كيف نطلب من المرأة أن تقوم بتخريج أجيال صالحة نافعة تبني المجتمع وهي في نفس الوقت تتعرض لهضم حقوقها من قبل من أساء فهم ولاية الرجل على المرأة؟ كيف نطلب من المرأة أن تصلح أبناءها وأن تحل لهم مشاكلهم وهي أساساً تحتاج لمن يحل لها مشاكلها ويرد لها بعض حقوقها المسلوبة؟ كيف نتأمل من المرأة أن تساعد الرجل في بناء المجتمع في حين أن كثيراً من الرجال لا يعترف بالمرأة أساساً ولا يجدها كفوءاً للمشاركة أو تجعل المسؤولية.. إذن المسألة تكمن في مدى وعي الرجل بحقوق المرأة المشروعة التي فرضها ديننا. وهنا أؤكد أنه لو تم تثقيف الرجل بمدى حاجة المجتمع للمرأة من جهة واعطاء المرأة الثقة الكافية بالنفس من جهة أخرى فمن خلال ذلك سنرى دور المرأة في المجتمع وستشارك بفاعلية لبناء المجتمع. فالمجتمع بحاجة ماسة لتشغيل نصف المجتمع المتعطل أو بالأصح المُعطل وهنا أقصد (المرأة) وختاماً أشكر جريدتنا المحبوبة.
فايز بن ظاهر الشراري /طبرجل |