Wednesday 26th January,200511808العددالاربعاء 16 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

الجهل بحقيقة الإسلامالجهل بحقيقة الإسلام
حمد بن جار الله العرجاني / هجرة الخبي بالدلم

كان هناك نصحٌ واضحٌ، وكلمة {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا}، يقول دائما هذه الكلمات ويرددها سمو سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - أمير منطقة الرياض - حفظه الله -، ويؤلم سموه مثلما يؤلمنا جميعا ما حدث من تفجيرات إرهابية، والتي نُفذت في قرب من وزارة الداخلية بالرياض.. وهذه عصابة إرهابية دفعها للأسف الانحراف والجهل بحقيقة الإسلام إلى ارتكاب جرائم قتل للناس وترويع الآمنين وهدم المباني السكنية، وكذلك استهداف المباني والمصالح الحكومية.. ولقد روع المجرمون الآمنين بحوادث التفجير تحت أجنحة الليل المظلم، حيث أحدثوا بسياراتهم المفخخة بالمتفجرات الهائلة رعباً وهلعاً بين الناس، وهذا ليس من الإسلام (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً) رواه البخاري.لقد أقدم منفذو هذه الجرائم على قتل أنفسهم عمداً؛ إذ فجروا أنفسهم فألقوا بأيديهم إلى التهكلة التي حرم الله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، وقال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}{وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا}، وفي الحديث الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (مَنْ قتل نفسه بشيء عُذِّبَ به في نار جهنم)، وفي حديث آخر (مَنْ قتل نفسه بحديدة في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً) متفق عليه.وكل هذا من المحرمات القطعية في دين الله، ومما يدخل في الإفساد في الأرض، حيث تضمنت القتل والترويع والاذى وهدم المنشآت والخروج على طاعة ولي الأمر كما قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}الآية.. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من مات وليس في عنقه بيعة لإمام مات ميتة جاهلية) رواه مسلم. فالواجب طاعة ولي الأمر.. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} الآية.كما لا يجوز الاعتداء على الآمنين.. قال تعالى: {وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ}الآية.. وقد بيّن صلى الله عليه وسلم أن مبايعة الإمام واجبة.وإنَّ من المؤسف حقا ما نراه من بعض الشباب المستعجل من إثارة الفتن، وعدم اتباع ورجوع لأقوال وفتاوى العلماء والكبار، ولكن قاموا باتباع أهل الهوى والأفكار المنحرفة، وبعضهم بعد كل هذا يلجأ إلى الفرار عن البلاد واتخاذ بلاد الكفار مأوى لهم، ويقومون بتحريض الناس للخروج على إمامهم والعياذ بالله.. لقد اتبعوا سبيل الغاوين ولم يتبعوا سبيل المؤمنين.أسأل الله تعالى أن يوفقنا في ديننا، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يهدي ضال المسلمين، وأن يحمي هذه البلاد من كيد الأشرار.. إنه سميعٌ مجيبُ الدعوات.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved