ترسخ في عقول وتفكير الكثير من الناس واعتقادهم أن الأندية الرياضية التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب هي أندية رياضية همها تربية الأجسام فقط، ولا تمارس أي نشاطات أخرى، وهذا يتعارض من وجهة نظري مع الواقع من أمور: الأول: أن الرئاسة من اسمها تهدف إلى رعاية الشباب، وهذه الرعاية لا تكون في المجال الرياضي فقط بل في شتى المجالات، ولذا فإن أي نادٍ مكتوب عليه نادي (....) الرياضي - الثقافي- الاجتماعي، وتنص المادة (2) من لوائح وأنظمة الأندية الرياضية على أن النادي مؤسسة تربوية رياضية ثقافية اجتماعية ذات شخصية اعتبارية ترعاها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وتهدف إلى المساهمة في إعداد المواطن الصالح من خلال النشاطات والبرامج المناسبة بما يتلاءم مع العقيدة الإسلامية والأهداف التابعة للدولة. فلم تحدد المادة طريقة إعداد المواطن بالنشاطات الرياضية فقط، بل من خلال أي نشاطات أو برامج مناسبة تتلاءم مع العقيدة الإسلامية والأهداف العامة للدولة. الثاني: إن هناك العديد من الأنشطة والبرامج التربوية التي تعتمدها الرئاسة ضمن الأنشطة الثقافية والاجتماعية، ومن هذه البرامج برامج المسابقات في القرآن الكريم التي تهدف إلى: 1 - الاهتمام بكتاب الله الكريم والعناية به. 2 - حث الشباب على تلاوة وحفظ القرآن الكريم وتدبر أحكامه وإذكاء روح التنافس الشريف بين الشباب في هذا المجال الكريم. 3 - استثمار أوقات الفراغ لدى الشباب في هذا النشاط. 4 - توطيد أواصر الأخوة بين الشباب في مختلف المناطق. وبرامج المعارض العلمية التي تهدف إلى: 1 - رعاية المواهب العلمية وتنميتها. 2 - تشجيع الشباب على الإبداع والابتكار لما يسهم في خدمة المجتمع. 3 - تبادل الخبرات بين الشباب بالأندية والمراكز العلمية وتوثيق أواصر التعاون والأخوة فيما بينهم. وبرامج المسابقات الأدبية في الشعر والمقال والقصة القصيرة التي تهدف إلى: 1 - اكتشاف ورعاية المواهب الشابة وتنمية قدراتهم. 2 - تنمية ملكة الإبداع والوعي الثقافي بين الشباب. 3 - رفع مستوى التذوق الأدبي والفني. وبرامج المسابقات الثقافية التي تهدف إلى: 1 - تعميق المفاهيم الإسلامية في نفوس الشباب. 2 - العمل على تنمية الشباب ثقافياً وزيادة معارفهم وخبراتهم من خلال اللقاءات وتزويدهم بكل ما هو جديد من المعلومات. 3 - تشجيع الشباب على البحث والإطلاع والتثقيف الذاتي والتحصيل العلمي. وبرامج المحاضرات والندوات الثقافية والتربوية التي تهدف إلى تربية الشباب ورعايتهم وتثقيفهم بأمور دينهم ودنياهم. وبرامج اجتماعية مختلفة مثل: مشاركة لاعبي الأندية في معسكرات خدمة الحجاج، والرحلات المختلفة داخل أنحاء البلاد والمعسكرات الاجتماعية، والمشاركة في الأسابيع والحملات الوطنية خلال العام وغيرها. الثالث: التعاميم الواردة من الرئاسة التي تؤكد على: - تشجيع وتكثيف البرامج الثقافية التي تركز على تعميق صلة الشباب بالأخلاق الإسلامية. - زيادة المسابقات التي تشجع على حفظ القرآن الكريم والقراءة والاستماع إلى المواد النافعة التي تفيد في تعميق صلة الشباب بالأخلاق الإسلامية. - التعاميم الواردة من الرئاسة التي تؤكد على أن تقام المباراة بعد أداء الصلاة بوقت كاف في المدينة التي تقام بها المباراة بناء على توقيت الصلاة فيها، وأن لا تقام أي مباراة رياضية اثناء الصلاة. - التعاميم الواردة من الرئاسة التي تؤكد على أهمية تقيد اللاعبين بالأخلاق العالية أثناء اللعب، وتوقع عقوبة الحرمان من اللعب أو الايقاف لمن تبدر منه أي سلوكيات مخلة بالأدب. هذا جزء بسيط من الجوانب الإيجابية لواقع اللوائح والأنظمة والبرامج والتعاميم والأندية الرياضية ثقافياً واجتماعياً وتربوياً في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والمثالية والكمال عزيزان، ولكن السعي لهما مطلب الناجحين والطموحين، والقصور والأخطاء واردة ولا معصوم إلا من عصمه الله، والتعديل والبناء وتصحيح القصور والأخطاء التي تقع هو طريقنا لتحقيق تلك الأهداف الرائعة للرئاسة. هذا واقع الأندية الرياضية تربوياً وثقافياً واجتماعياً - اكتبه من ميدان عملي داخل النادي - أما طموحاتنا فهي: 1- زيادة اهتمام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالأنشطة الثقافية والاجتماعية، وتكثيفها لما لها من دور فاعل في رعاية الشباب وتخلقهم بالأخلاق الإسلامية العالية. 2- أن تحرص مجالس إدارة الأندية الرياضية على اختيار المشرفين الثقافيين والاجتماعيين الأكفاء، وأن يكونوا مؤهلين تربوياً، أو على الأقل تعقد لهم الرئاسة دورات في هذا المجال، حتى يقوموا بأداء رسالتهم على الوجه المطلوب. 3- أن تحرص مجالس إدارة الأندية الرياضية عند اختيار المدربين الرياضيين أن يكونوا من المعلمين البارزين في مدارسهم أو مؤهلين تربوياً أو على الأقل يكون ذلك من عناصر المفاضلة، فمن خلال التجارب والملاحظة ظهرت الآثار الإيجابية للمدربين التربويين على اللاعبين. 4- أن ينضم التربويون والمهتمون بأمور الشباب إلى مجالس إدارة الأندية الرياضية، ويكونوا أعضاء فاعلين في تلك المجالس، وخصوصاً أن نسبة عالية من لاعبي الأندية هم من طلاب المدارس في التعليم العام. 5- أن تتعاون الرئاسة مع وزارة التربية والتعليم ومع القطاعات الأخرى التي تهتم بأمور الشباب في تنفيذ البرامج التربوية المختلفة، كما تتعاون كذلك الأندية الرياضية مع المدارس. 6- أن تكثف الأندية الرياضية من برامجها الثقافية والاجتماعية العامة التي يستفيد منها جميع أفراد المجتمع لما لها من دور في ربط النادي بالمجتمع وان يخصص لها جزء مناسب من ميزانية النادي. 7- أن تكلف الإدارات العامة للنشاطات الثقافية والاجتماعية في اللجان السنوية لتقويم الأنشطة الثقافية والاجتماعية بالأندية من تراه جديراً بتقييم وتقويم تلك الأنشطة، وتوجيه المشرفين، والإجابة عن استفساراتهم والمساعدة في حلول مشكلاتهم، لما فيه صالح تلك الأنشطة والبرامج. 8- أن تبرز الرئاسة إعلامياً الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتربوية التي تنفذها الإدارة العامة للنشاطات الثقافية والإدارة العامة للنشاطات الاجتماعية والتي تنفذها كذلك الأندية، في جميع وسائل الإعلام المختلفة (المقروءة والمسموعة والمشاهدة). 9- أن يكون من ضمن صفحات الجرائد الرياضية والملاحق الرياضية في الجرائد صفحات أو زوايا تتعلق بالأنشطة الثقافية والاجتماعية والتربوية المختلفة التي تقوم بها الرئاسة ومكاتبها والأندية. 10- أن يكون من ضمن البرامج الثقافية السنوية لكل نادٍ محاضرة أو ندوة تربوية تقام لأفراد النادي ويدعى لها جميع أفراد المجتمع. 11- أن يكون هناك كأس اللاعب المثالي خُلقاً في كل دورة رياضية مثلما أن هناك كأساً لأحسن لاعب، وكأساً لأحسن حارس.. الخ. 12- أن تهتم الإدارات العامة للنشاطات الثقافية والاجتماعية بإقامة الدورات المتنوعة لأفراد النادي، مثل: دورات الحاسب الآلي، ودورات الحوار، ودورات فن التعامل، ودروس تقوية للطلاب اللاعبين في النادي. وأخيراً: ليس هذا كل واقعنا التربوي الجميل في الأندية فقط بل هو جزء منه وليست هذه طموحاتنا فقط بل لا تزال طموحاتنا وآمالنا أكبر.
|