حطب التحريضات الإسرائيلية يشعل النيران الأمريكية

من جديد يعود الحديث عن الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط فبعد الضجة المفتعلة بوجود أو قدرة العراق على تصنيع هذه الأسلحة التي استندت إليها الإدارة الأمريكية في عهدها الأول على غزو واحتلال العراق التي ثبت فيما بعد عدم صحتها وأنها كانت مبررة لتنفيذ بند من بنود الأجندة الأمريكية التي وضعها المحافظون الجدد.
والآن تم تنفيذ المهمة في العراق وتحويله إلى بلد ممزق لايعلم إلا الله متى يتعافى مما أصابه جاء الدور على إيران بالإضافة إلى مناوشة بلد إسلامي ثالث هي مصر بتسريب معلومات عن قيامها إجراء تجارب نووية سرية.
إيران تعرضت لتكثيف الاتهامات لوجود عدة مفاعل نووية أقامتها إيران لاستغلال الطاقة النووية للأغراض السلمية والاتهامات الأمريكية دائماً مبنية على معلومات مصدرها إسرائيل، وواشنطن في هذه النقطة بالذات لا تراجع في أي معلومات تردها من تل أبيب لأنها دائماً في رأي الأمريكيين على حق..!!
على ضوء هذه المعلومات التي لم يجرِ تأكيدها سوى من قبل الإسرائيليين والأمريكيين رغم عمليات التفتيش التي أجراها مفتشو وكالة الطاقة الذرية الدولية إلا أن الإسرائيليين ما فتئوا يغذون نيران الأمريكان بحطب المعلومات التي يزعمون بأنها بحوزتهم عن تطور الأبحاث الإيرانية في مجال تصنيع الأسلحة النووية وآخر حطب التحريضات الإسرائيلية ما أعلنه مدير جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) الذي يزعم بإصرار على أن إيران ستصل في المستقبل القريب العاجل إلى إنتاج قنبلة ذرية دون الحاجة إلى مساعدة إضافية من دول أجنبية.
أقوال مدير الموساد هذه تزامنت في العاصمة الأمريكية والعواصم الأوروبية وحتى في طهران من تداول الحديث عن نوايا أمريكية عن استخدام القوة العسكرية ضد إيران لإيقاف برنامجها النووي.
هذه الأحاديث ومن كثرة تداولها وتكرارها أكثر من مرة جعلت الإيرانيين يأخذون الأمر بجدية كما أن الأوروبيين يتعاملون مع ما يصدر من تل أبيب وواشنطن عن هذا الأمر بقلق يعيد للأذهان ما كان يشعر به الأوروبيون إبان التهديدات الأمريكية التي وجهت للعراق قبل أن ينفذوا تهديداتهم ولهذا فقد نبه المستشار الألماني جيرهارد شرودر من مغبة أي عمل عسكري موجه ضد إيران وأنه يعارض استخدام القوة العسكرية بشأن برنامجها النووي، مفضلاً الإجراءات الدبلوماسية وليس العسكرية.
وهكذا مرة أخرى يصدح صوت العقل من أوروبا القديمة التي طالما خرجت الحكمة منها لإسكات طبول الحرب التي يحاول إشعالها (حطب التحريض الإسرائيلي).