* قراءة - منصور عثمان: (المطر يهطل من السماء إلى الأرض) هذه حقيقة وليس بوسع أي كان أن يفعل شيئاً ضد هطول المطر نحو الأسفل. ولكن هذه الحقيقة - تعرفها حتى الأشجار.. لذا فإن قولها - لا يثير في السامع شيئاً جديداً.. الحقائق الكبيرة - صعبة وتحتاج لجرأة قولها - لأنها تضطهد في كثيرٍ من بقاع العالم، ولذكاءٍ خاص للتعرف عليها لأنها تخفى في كل مكان - ولفن استخدامها كسلاح ضد الأكاذيب - ومن صعوبات قول الحقيقة أيضاً، كيف يكون قائلها قادراً على الحكم باختياره أولئك الذين تصبح الحقيقة في أيديهم فعّالة.. وأن يمتلك أيضاً (كريزما) خاصة لنشرها بينهم.. من هنا - يجيء سلطان بن عبدالعزيز - قولاً وعملاً حاملاً نور الحقيقة في خطاب أضاء كثيراً من (مكامن - العتمة) مقترحاً (عناصر قول الحقيقة - وزمانها - ومكانها - وناسها.. معتبراً نفسه جندياً مهمته قول وفعل كل ما يبعد عن (الإنسان السعودي الضرر والألم مخاطباً أبناء الوطن بقوله (ما يسركم يسرني وما يضركم يضرني - مريضكم أنا مريض بداله). أليست هذه الحقيقة الأولى التي ارتكز عليها بناء وتنمية الإنسان السعودي في أعظم فكرة توحيدية انجزت منذ القرن الماضي -، الحقيقة الثانية - هو التسامي عن الأذى اللفظي - والترفع عن مقابلة (الهراء) والأوهام بكلام يماثله، فالعقل هو (البوصلة) والحكمة - تمنح (الكبار التعالي على صغائر) الأمور. متمثلاً بمواقف المليك وولي عهده - بالدعوة الحسنة الإسلامية - والتي تؤكد - أن الخطاب لا يحسن ولا يصح إلا مع من يمتلك المعرفة والعلم) أما الجاهل - فتجاهل - خطابه - بالإعراض عنه والعمل على ردعه بقول (وبث) الصالح والحقيقي الذي ينفع الناس والأوطان.. الحقيقة الثالثة - ان ثقل ومركز وقوة (المملكة) جعلها محل تقدير العالم - عربياً وإسلامياً ودولياً، فهي محاطة بالاحترام فحراكها السياسي ينطلق من مكوناتها - الأخلاقية التي هي الوعاء لكل نشاط ثقافي واقتصادي واجتماعي - وتطويري.. لذا يقول سلطان (لا منّة لأحدٍ علينا ولا فضل إلا لله سبحانه). وهذا يعني - أن قرار بلادنا - حرّ وغير قابلٍ للمساومة - وكذلك غير قابلٍ للمزايدة، فالمملكة - ليست مرتهنة لأي إملاءٍ خارجي - لأن استقلاليتها وحريتها - تشكل قرارها - بما يخدم مواطنيها - ويفيد الإنسانية في كل جزءٍ من العالم. الحقيقة الرابعة: الاعتراف بأن بلادنا جزءٌ من الخريطة الدولية - ويعتريها بعض ما يعتري الدول الكبرى والنامية - من نسبٍ للبطالة - بل تكاد تكون الأقل تبعاً لعدد السكان ونسب المواليد - والفئات العمرية القادرة على العمل - وزيادات عدد السكان.. ثم يجيء القول - بعد العمل، حيث قال الأمير سلطان: (إذا قارنا أنفسنا بالعالم الآخر نجد أننا أحسن منهم بكثير) ثم ينبه - قارعاً جرس الحقيقة.. (هذا لا يعني أن نتساهل أو نتكل على ما يقال عن التطور النظري.. ويجب أن نعمل بجدية). أليست الأرقام حقائق غير قابلة.. للادعاءات فأكثر من 22 معهداً استحدث وأكثر من 32 كلية قرر إنشاءها - وأكثر من 65 ألف شاب انخرطوا في المعاهد المهنية، أليست المليارات من الريالات التي استهدفت استيعاب طاقات الشباب حقائق على الأرض. الحقيقة الخامسة - وبحكمة القائد والمواطن الجاد والمتخصص - الذي يتلمس الأسئلة التي تدور في أفواه الناس لتكون الأجوبة صريحة - وصادقة، ليحمد الله - على ما أعطى هذه البلاد من الخير - في باطن أرضها - فزيادة دخل الدولة من (زيادة في أسعار النفط) تم استثماره لثلاثة - استحقاقات ملحة وجذرية، فالدين الداخلي - إبّان حرب الخليج - الذي شكل ما يعادل 25 مليار ريال من أصل 600 مليار.. سيتم صرفه خلال ثلاث سنوات. ثم - حاجة المواطن لصحته وعافيته التي تشكل عافية الوطن.. وذلك من خلال - تعليم وتخريج أكثر من 43 ألف طبيب ليحلوا مكان.. الأطباء غير السعوديين. أليس الاكتفاء من الأطباء يدخل في تقوية وصلاح عافية البلاد ثم - يكون الاستحقاق الثالث للتنمية الشاملة - والشأن الاجتماعي وللطرقات وسكك الحديد والطيران. الحقيقة السادسة: يلفت سمو الأمير - إلى أن كل تلك المبالغ - وخطط وعناصر العمل التنموي - سيتم من خلال لجان مختارة للصرف على كل استحقاق، وسيكون هناك محاسبة لكل واحدٍ على كل خطوة يخطوها ويعملها - ليؤكد مجدداً - أن المحاسبة والجدية في متابعة إنجاز المهام الوطنية عملٌ غير قابلٍ ل(المجاملة) أو ترك الأمور - بشكلٍ ارتجالي- بل - عاد ليؤكد أن القيادة ممثلة في سمو ولي العهد - ستشرف على أين تصرف هذه الأموال.. الحقيقة السابعة - ان حماية ثغور الوطن من أهم الواجبات وأكثرها فخراً ومجداً للمواطنين - وهذه الحقيقة ترتسم في بنى وجاهزية القوات المسلحة - لذا فإن التسليح وتقنية تطوير - السلاح - للدفاع والحماية.. يشكل الطموح الذي حمى هذه الوحدة من أية أطماع - فالوطن القوي - القادر على ردع أية تعديات خارجية - هو الباني للسلام الداخلي وتطور المجتمع بأمانٍ وراحة.. يقول الأمير سلطان: نحن نعمل مع الدول الكبرى سواء أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا - بأن يطوروا سلاحنا مثلما يطورون سلاحهم. الحقيقة الثامنة - ان العمل على تهيئة المناخ لرفعة المواطن وشأنه وما يطور قدراته - حقيقة ملموسة في كل قطاعات القوات المسلحة. وهذا مما جعله - متفوقاً بعلم ومعرفة داخل البلاد وخارجها - وذلك من خلال مثابرة أكدت أن نسيج هذا المجتمع عسكرياً ومدنياً - قيادةً وشعباً متين وغير قابلٍ.. للتمزيق.. يشكر الله ويحمده الأمير دائماً ويردف قائلاً: جميعنا متعاونون متعاضدون لما فيه خدمة أمتنا وشعبنا الكريم وتحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وقيادة سمو سيدي ولي العهد الذي أتمنى أن نكون عند حسن ظنهم. الحقيقة التاسعة - ان إفشاء مؤسسات المجتمع المدني تحد من (الثرثرات) خارج منظومة العمل الوطني - ومن هذا اليقين بأن شكل الدولة الحديث يتطلب الجهد في التحديث والاستمرار بإعطاء أدوار إضافية للمواطن لتحمل مسؤولياته تجاه دينه ووطنه.. لذا فإن إعلان حقيقة - هذا التطوير في التجربة الشورية جاء ليؤكد - العزم على المضي في الإصلاح والتحديث - وتمثيل المواطن في كل هذه الخطط - يحبط كل محاولات التشكيك في هذا الارتباط الوثيق - بين ولاة الأمر والمواطن والوطن - للبناء والتعمير وصيانة مكتسبات الأرض والإنسان، يقول الأمير سلطان: نحن مقبلون على تطوير مجلس الشورى ليتسع لـ150 عضواً وسنختار من كل الطبقات . لن تبقى منطقة لن تبقى قبيلة لن تبقى قرية إلا وهي ممثلة في مجلس الشورى وستزداد صلاحياته، ليضيف - معنى جديداً - وحقيقة أكيدة يدركها العالم فيما يسمى ديمقراطية (الـ99%) التي روج لها في العالم الثالث. ليؤكد سموه أن الديموقراطية الحقيقية - هي العين الساهرة على خدمة المواطن). الحقيقة العاشرة - ليست هناك فواصل أو حواجز بين ولاة الأمر - والناس فمن طرق باباً فتح له، ومن طرق قلباً فتح له - ومن أحب وأخلص لبلاده أحبته البلاد، ومن تتبع الحقائق يجدها، ومن تكلم سُمع له.. إنما سياسة العقل والقلب والباب المفتوح التي ركزت صلات الناس بولاة أمرها - هذه حقيقة - يعيشها الإنسان السعودي يومياً في كل منطقة والمجالس المفتوحة للقيادة ولأمراء المناطق - والتي تُرى يومياً على شاشة التلفزيون خير دليل على أن هناك من يسمع ويعالج - ويحل الإشكالات ويحمي حق الإنسان في حياة كريمة وشريفة، هذه الحقيقة العاشرة التي تحدث عنها سمو الأمير سلطان بكلام عذب ينبع من نهر.. الحقائق التي تعيشها بلادنا.. يقول سموه: لا توجد بين ولاة الأمر وبين الشعب أي فواصل أو أي إقفال مقفلة إطلاقاً - والإنسان أقرب ماله شعبه واقرب من عياله وذويه.. فسياسة القلب المفتوح والباب المفتوح هي نهج ولاة الأمر. وهكذا يبرر سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز بحقائقه وقدره - قولها وتوقيتها كل الأوهام والتأويل غير العارف والمجافي لمعنى الحقيقة.. نعم للحقائق أيها الأمير برغم صعوبتها ولكن - هي - الوجه المشرق الذي يعبر عنا كقيادة وكشعب ليس لديه ما يخافه أو يرتهن له.
|