وزير الحج بعد انتهاء الموسم المثالي يتحدث لـ «الجزيرة»:
هدفنا الاستراتيجي القادم.. لا متخلفي عمرة.. لا افتراش

* متابعة:محمد العيدروس - عبيد الله الحازمي:
وعد وزير الحج الأستاذ إياد مدني بالقضاء تماماً على متخلفي العمرة أو إنقاصها في أسوأ الأحوال لتصل ل5% فقط في موسم حج العام القادم.وقال في حديث ل(الجزيرة): لقد وضعنا هدفاً استراتيجياً أمامنا وسنحققه.
وبيّن الوزير مدني أن الافتراش في المشاعر المقدسة هو ناتج عملية التخلف والتسرب من حجاج الداخل.وقال: إنه قد تم حسم ومنع الافتراش في جسر الجمرات هذا العام، وأُخِذت أي أمتعة وحقائب حملها معهم الحجيج خلال رمي الجمرات.وأكد وزير الحج ان المملكة أصبحت بيت الخبرة في إدارة شؤون الحج وتضافر الجهود جميعاً أخرج للعالم الإسلامي أجمع موسماً مثالياً آمناً.
الى نص الحديث:
* هل تمخضت لكم سلبيات ما بعد هذه النجاحات؟
- كل سلبية حدثت نأخذها في الاعتبار في المخططات التي تتم لموسم الحج القادم.
تعلم أن خططنا عديدة، فهناك ما هي خاصة للموسم القادم وهناك خطط على المدى المتوسط والمدى البعيد، وبالتالي فجميع الأحداث والملاحظات نأخذها بكل أهمية.
* معالي الوزير موسم حج هذا العام نجح وبشهادة الجميع بكل اقتدار. في اعتقادكم ما هي الأسباب؟
- الحقيقة أنك لو عدت لكل موسم حج مضى، يتضح انه في كل موسم يتم هناك تطوير وتحديث، سواء على البعد الإنشائي أو التجهيزات أو أسلوب تنظيم الخدمات.وكل نجاح نشهده في كل موسم حج هو بفضل الله تعالى أولاً ثم بما توليه المملكة من اهتمام وعناية بخدمة ضيوف الرحمن وهو ما نص عليه النظام الأساسي في الحكم، والتوجيهات تقضي بتوفير أقصى التسهيلات وتسخيرها لإنجاح كل موسم. جميع الجهود تضافرت وتكاملت، وفهم كل جهاز لمسؤولياته وتنسيقه مع الأجهزة الأخرى، حتى لا تتكرر الجهود وانما تتكامل وتتراكم، ويكفينا فخراً ان المملكة هي بيت الخبرة فيما يخص الحج وتولينا هذه المهمة بكل اعتزاز منذ عقود طويلة، وهذه الخبرة وفرت علينا أسلوباً في التعامل مع الحشود وإدارتها وأنظمة النقل، وتقديم خدمات الاسكان والتغذية والرعاية الصحية والاتصالات.
ويكفي أن المشاعر المقدسة تتحول الى مدن كاملة يسكنها نحو ثلاثة ملايين نسمة بكل ما تحتاجه مقومات المدينة من تجهيزات.
توفيق الله أولاً، ثم تضافر الجهود وتراكم الخبرات السابقة هي أهم أسباب نجاح الموسم.
* وعدتم بالقضاء على كل سلبية في الموسم القادم. دعني أسألك ما هي هذه السلبيات وما هي أهم مشروعات الموسم القادم؟
- سؤالك يضيع علينا نشوة الاحتفاء بنجاح الموسم عموماً.. أهم الأمور التي سنركز عليها في العام القادم هم متخلفو العمرة.
ونسعى في وزارة الحج جاهدين أن يكون هناك توجه جاد ومركز مع الدول التي رصدنا عليها تخلفاً كبيراً في أعداد المعتمرين وهو تخلف حج (بصورة أدق) وليس بغرض الاستقرار أو البحث عن فرص عمل. نحن في وزارة الحج وضعنا لأنفسنا هدفاً استراتيجياً وهو القضاء على متخلفي العمرة او ان لا تزيد نسبة متخلفي العمرة عن 5% من اجمالي عدد المعتمرين في العام القادم بإذن الله.
* وهل رصدتم ملاحظات او مخالفات بحق عدد من مؤسسات الحج أو مؤسسات الداخل أو المؤسسات الوهمية؟
- ما رصدناه أن الغالبية العظمى من المؤسسات وشركات حجاج الداخل ومجموعة الخدمة المدنية في مؤسسات الطوافة أدت عملها بشكل جيد وكفاءة، وأوفت بالتزاماتها تجاه حجاجها ونظمت برامج التفويج في مواعيدها المحددة وتعاملت مع الظروف المناخية بشكل فاعل، ونقلت حجيجها الى مكة او تغيير مخيماتهم والتهدئة من روعهم والتصقت بالدفاع المدني.
تعلم ان الامر لا يخلو أحياناً في كل موسم من مخالفة هنا وأخرى هناك، ولكن عدد الشكاوى هذا العام نقص بنسبة ملحوظة عن كل الأعوام الماضية وهذا دلالة على تقديم أفضل الخدمات.
ولكن أي رصد لقصور سيأخذ بعده النظامي فيما بعد، نحن نحرص أولاً على المشكلة وحلها فوراً، فالحاج يهمه أساساً ان تحل مشكلته أولاً ثم تأخذ العضوية بعداً آخراً فيما بعد.
* إلى متى يستمر الافتراش - معالي الوزير - وحمل الحقائب من قبل الحجيج؟
- في هذا العام لم يحدث أي افتراش على جسر الجمرات ويتم أخذ الامتعة من الحجاج أولاً بأول عند بداية دخولهم لمنطقة الجمرات.
وقد ضبطنا الوضع بحمد الله، وأغلبية من يحمل امتعة هم من الحجاج المفترشين، لان الحاج النظامي يقيم في خيمة وبها متاعه وأغراضه بها.
أما قضية الافتراش.. فهي تأتي من مصدرين: الأول من متخلفي العمرة والمتسربين للمشاعر المقدسة. والثاني من الحجاج الذين يفضلون الافتراش. نحن في الوزارة معنيون بالافتراش القادم من متخلفي العمرة والمتسربين بصورة غير نظامية من المواطنين والمقيمين.
ونحن أيضاً مسؤولون عن العمرة وتنظيمها وقدوم المعتمرين، وبالتالي فهي مسؤولة عن متخلفي العمرة.
وقد اتخذت عدة اجراءات مهمة خلال العام الماضي وإجراءات هذا العام، ومستقبلاً سنحسم ذلك بكل حزم.
وعلى يقين في الوزارة أن الأجهزة المعنية وبإحكامها عملية دخول المواطنين الى مكة والمشاعر ستدخل جملة إجراءات. فإن تم تحجيم مصادر الافتراش من المتخلفين والمتسربين ستجد في الموسم القادم ان عدد المفترشين أقل بكثير .