* جدة - عبيد الله الحازمي: أقامت وزارة الحج مساء أمس الأول حفلها السنوي الكبير لرؤساء وأعضاء بعثات الحج لموسم حج هذا العام بحضور معالي وزير الحج اياد مدني وعدد كبير من المسؤولين ورؤساء البعثات. بدأ الحفل بكلمة دول افريقيا غير الناطقة بالعربية وألقاها رئيس بعثة حج تشاد السفير المتجول الشيخ محمد عيسى ادريس وقال فيها: نحمد الله الذي مَنّ علينا جميعاً وعلى حجاح بيته الحرام بأداء فريضة الحج، هذا الركن العظيم، بكل يسر وسهولة، متمتعين بموفور الصحة وتمام العافية، وسهولة أداء المناسك، مما سهل عليهم أداء هذه الفريضة. وكل ذلك لم يأت إلا بالجهد الكبير والقدر الذي بزلته حكومة خادم الحرمين الشريفين والقائمون على هذا العمل من وزارة الحج. كما أخص بالشكر إخواني رؤساء بعثات الحج للدول الافريقية غير العربية الذين شرفوني بتولي إلقاء هذه الكلمة نيابة عنهم. ثم خاطب الوزير اياد مدني قائلاً: نتيجة لتنفيذكم توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -رعاهم الله بحفظه- فقد تكلل هذا الموسم بنجاح مميز حيث تمت جميع خدمات الحجاج وخاصة مراحل تفويج الحجاج بين المشاعر المقدسة بيسر وسهولة وحققت نجاحات باهرة آخرها نجاح خطة رمي الجمرات لهذا العام. عقب ذلك ألقيت كلمة الدول العربية وألقاها وزير الشؤون الدينية بالجزائر الدكتور ابو عبد الله غلام الله جاء فيها: حج المسلمون هذا العام كما فعلوا في الأعوام السابقة، وقد وجدوا في البقاع المقدسة ما لم يجدوه في الأعوام الفارطة من اجتهاد معتبر، وتطوير مستمر في تهيئة الشروط لتمكين المسلمين من أداء مناسك حجهم في أيسر ما يمكن من الظروف. إننا ما نزال نتابع بإعجاب وتقدير واحترام ما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين من جهود عظيمة ومساع مشكورة لتهيئة وتسهيل أعمال الحج، فبعد التوسعة التاريخية للمسجد الحرام بمكة المكرمة، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بإشراف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- شاهدنا هذه السنة التجديد الذي أحدث في الجمرات، هذا النسك الذي ظل يخشاه الناس ويقرؤون له الحساب بعد الحساب حتى أصبح الناس في أصقاع الدنيا لا يتكلمون عن الحج إلا أشاروا إليه، وحتى أصبحوا يكادون يحصرون مشاق الحج ومخاوفه في هذا النسك، شاهدناه هذه السنة وقد تغير وأصبح رمي الجمرات من السهولة واليسر بحيث يمكن أن يؤديه حتى كبار السن والعجزة من الحجاج دون حاجة إلى التوكيل. إنه لإنجاز عظيم لا يقاس بما أنفق فيه من أموال، وإنما يقاس بما حفظ فيه من نفوس مسلمة كانت تذهب ضحية التدافع والانسياق مع الانفعالات الجياشة التي لا تزن الأمور بالشرع الذي حرم قتل النفس بغير حق. ان طريقة رمي الجمرات تعد أهم تجديد في تطوير نظام الحج هذه السنة وإنه يجب على كل حاج أن يتوجه لخادم الحرمين الشريفين بالشكر الجزيل له ولحكومته وجميع من ساهم في حفظ أرواح الحجاج. ومن الأكيد أنه يضاف إلى هذا الإنجاز العظيم ما طرأ على تنظيم الحج من التأكيد على بعثات الحج أن تضمن لحجاجها إقامة لائقة في البقاع المقدسة بالاتفاق مع المتعهدين، مضافاً إلى ذلك توفير وسائل الإقامة والحياة لما يربو عن مليونين من الحجاج، واستحداث نظام التفويج وتوزيعه على زمن الإقامة بمنى، بغير تمديد. بعد ذلك ألقيت كلمة جنوب شرق آسيا وألقاها أمير الحج الاندونيسي معالي السيد طلحة بن حسن وجاء فيها: يسرني أن أبدأ هذه الكلمة برفع أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان إلى حكومة المملكة العربية السعودية، وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- وسمو النائب الثاني، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- على الرعاية والاهتمام التي توليه المملكة لحجاج بيت الله الحرام، وعلى الخدمات والتسهيلات التي تقدمها لهم، وبصفة أخص لحجاج جنوب شرق آسيا، حتى أدوا مناسكهم في يسر وأمن وطمأنينة. ويسرني أن أشكر جميع الذين قدموا مجهوداتهم بكل تفانٍ وإخلاص لخدمة ضيوف الرحمن. وأخص بالذكر معالي وزير الحج، الأستاذ إياد بن أمين مدني، وجميع العاملين في وزارة الحج وفروعها، وفي مقدمتهم: سعادة الأستاذ حاتم بن حسن قاضي، وكيل وزارة الحج، وسعادة الدكتور سهل بن عبد الله الصبان، وكيل الوزارة لشؤون المشاعر، وسعادة الدكتور أمين بن ياسين فطاني، مدير عام فرع الوزارة بمكة المكرمة، وسعادة الأستاذ حسن بن حامد البكري، مدير عام فرع الوزارة بالمدينة المنورة، وسعادة الأستاذ عبد الله بن محمد مرغلاني، مدير عام فرع الوزارة بمحافظة جدة. وكذلك جميع المؤسسات الحكومية والأهلية والأمنية والصحية والتعليمية والإدارية والميدانية، الذين شاركوا في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وأخص من بينهم: المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا، وفي مقدمتها سعادة الشيخ علي ياسين بن عبد المجيد. والمؤسسة الأهلية للأدلاء، وعلى رأسها سعادة الشيخ عبد الوهاب بن إبراهيم فقيه. ومكتب الوكلاء الموحد، وفي مقدمته سعادة الأستاذ فاروق بن صالح أبو زيد والنقابة العامة للسيارات، برئاسة سعادة اللواء محمد زكريا جوهرجي. وإدارة مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، برئاسة سعادة المهندس سامي بن سليمان مقبول. وإدارة مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة، برئاسة سعادة المهندس عبد الفتاح عطا. وأصحاب السعادة مديري الشؤون الصحية والمستشفيات بمكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة. وغيرهم الذين لا يسعني ذكرهم لكثرتهم ولضيق الوقت. فجزاكم الله تعالى عن الحجاج خير الجزاء، وجعل كل ما قدمتموه في سجل حسناتكم وضاعف لكم المثوبة، وحفظ للمملكة خيرها وأمنها وبارك لها في قيادتها وشعبها. فقد أديتم الواجب وقمتم بخدمة حجاج بيت الله الحرام خير قيام. ثم ألقيت كلمة الجمهوريات الإسلامية وألقاها نيابة عنهم وزير الشؤون الإسلامية بجمهورية طاجيكستان الدكتور مراد الله مولتون وقال فيها: أنني أحمد الله عز وجل ان جمعنا في هذه البقعة الطاهرة من الأرض في بلد الله الحرام، أم القرى، مكة المكرمة، وأسمحوا لي بأن أبدأ كلماتي بأن أسأل الله عز وجل أن يتقبل حجي وحجكم، وكما أدعو الله بأن يوفق كل من ساهم في تسهيل وتيسير الحج لنا جميعاً في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وإخوته ومن يساعدهم في خدمة بيت الله العتيق. أيها السادة الأعزاء لقد مر خلق الإنسان منذ استخلاف الله عز وجل لآدم في الأرض بمراحل مختلفة، فمن ظلام دامس الى نور ساطع. وهكذا توالت الأجيال، فمنهم من هداه الله إلى الطريق المستقيم ومنهم من أضلهم سوء عملهم، حتى أتى سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى أم القرى ليسكن ذريته بها وفرض الحج علينا بأمر الله تعالى وبنى بيت الله العتيق. وما أريد توضيحه مما ذكرته سلفاً من أن الإنسان منذ أن خلقه الله تعالى وحتى الآن فهو يمر بمراحل التغيير، فهناك من غَيَّرَ نفسه إتباعاً لما أنزل الله على الرسل، ومنهم من أشرك بالله فأصبح يحارب من يسير على الطريق المستقيم، وذلك بإتباع البدع وخلق الفتن. وللأسف الشديد فإن الأمة الإسلامية تواجه في هذا العصر تيارات مختلفة لإغواء المسلمين وإبعادهم عن دينهم بكل السبل والوسائل، بالإضافة إلى سعيهم الحثيث لتشويه صورتنا أمام شعوبهم بوصفنا بما يحلو لهم من الصفات. ولذا وجب علينا نحن المسلمين أن نتفكر ونتحاور بما جاء في الكتاب والسنة حتى نكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاًَ. وقد يسر الله عز وجل لنا فرصاً كثيرة للاجتماع والالتقاء في مجالس روحانية تحفها الملائكة بالرحمة والسكينة، ولعل من أعظمها وأجلها حج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً، فجعله ميدانا للتسابق في عمل الخير والوحدة الإسلامية، فهو يمثل أكبر تجمع ديني وروحاني يخرج المسلم منه كيوم ولدته أمه.
|