Wednesday 26th January,200511808العددالاربعاء 16 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

يارايارا
وزارة الصحة
عبدالله بن بخيت

نصحهم الطبيب بأن أفضل علاج لمريضتكم تجدونه في أحد المراكز الطبية التالية: التخصصي أو العسكري أو مستشفى الحرس الوطني. كنت معهم ولم يكن الوقت مناسباً أن أسأله لماذا لا نجد علاجها في أي مستشفى من مستشفيات وزارة الصحة. لم يكن الوقت مناسباً أن أقحم قضايا في قضايا. فسؤالي عن مستشفيات وزارة الصحة سوف ينقلنا من حالة المريضة المعنية إلى حالة مرضى المملكة العربية السعودية إلى آلاف المرضى الذين لا يحصلون على فرصة العلاج في هذه المراكز الطبية المتخصصة. إشارة الطبيب إلى هذه المراكز دون غيرها لها دلالتها فهو سعودي واستشاري ويعرف ماذا يقول.
هذه ليست المرة الأولى التي اسمع فيها هذه النصيحة الطبية. فقد اعتاد سكان الرياض على هذه الحقيقة. لم تعد محل سؤال. لأن البلد في حالة تشابك عائلي وأخوي وغيرها من العواطف يحصل بعض الناس على ما يحتاجونه من خدمات طبية من هذه المراكز يعني بالواسطة لكن في النهاية هذه مستشفيات خاصة لم تؤسس للعموم فالتخصصي للمشاكل الطبية الصعبة والمستشفى العسكري لمنسوبي وزارة الدفاع وعائلاتهم ومستشفى الحرس لمنسوبي الحرس وكل ما تقدمه من خدمات لغير منسوبيها يدخل في باب التبرع ونابع من الفزعات العاطفية السعودية.
لا أعرف كم عدد المواطنين الذين يستفيدون من خدمات هذه المراكز ولكني أظن أن عددهم هائل. تحس أن الناس تحولت إلى هذه المراكز نهائياً. يبدأ المرء علاجه من المستشفيات الأهلية وإذا لزم الأمر خدمة مكلفة أو متطورة سعى على الفور للاستفادة من هذه المراكز. لم أعد أسمع أن أحداً سعى في يومٍ من الأيام للاستفادة من خدمات مستشفيات وزارة الصحة لماذا لا يوجد مستشفى تابع لوزارة الصحة يستطيع أن يقدم خدمات طبية على مستوى ما تقدمه هذه المراكز. خذ مشاكل القلب على سبيل المثال ليس أمام المريض سوى ثلاثة حلول أما على حسابه أو يسافر للخارج أو مركز الأمير سلطان. لا يوجد مركز متخصص تابع لوزارة الصحة يلجأ إليه المريض حتى ان الشميسي وهو أكبر مستشفى في المملكة وفي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا يوجد فيه جهاز لقسطرة القلب. تُرى إلى أين تتجه وزارة الصحة؟ أنا أعرف أن القضية ميزانية وفلوس وليس ضعفاً في أداء العاملين في الوزارة. نحن نعلم جميعاً أن العاملين في وزارة الصحة يطلبون مبلغاً ويأتيهم مبلغ آخر من وزارة المالية. لكن تحول الناس للبحث عن علاج بعيداً عن وزارة الصحة يفرض على المخططين البحث في وضع وزارة الصحة ليعاد النظر في استراتيجيتها العامة وطبيعة خدماتها. فوزارة الصحة أصبحت بعيدة كل البعد عن دورها الذي أسست له. يجب أن نعترف أن الزمن تجاوز شعاراتها القديمة. أسست هذه الوزارة في أزمنة مركزية الدولة. هناك مجموعة كبيرة من الاستفهامات فرضها واقع الحياة الجديدة علينا الاعتراف بها. وحتى يعاد النظر في واقع وزارة الصحة وطبيعة وظيفتها سوف يبحث الناس عن علاج لأمراضهم في كل مكان عدا الأماكن التي تشرف عليها وزارة الصحة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved