Wednesday 26th January,200511808العددالاربعاء 16 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

أضواءأضواء
تبديل المخادع لعملاء العراق الجدد
جاسر بن عبدالعزيز الجاسر

للكاتب العراقي الشهير سعد البزاز كتاب قيّم أسماه (حرب تلد حرباً) حلل فيه حروب صدام حسين داخل العراق وعلى جيران العراق، وقد أبدع البزاز أيما إبداع في تحليل دوافع صدام حسين من تلك الحروب، وتوقع في كتابه الذي صدر قبل أكثر من عشرة أعوام من سقوط صدام بأن الحروب المتتالية لصدام حسين لا تقضي على حكم ونظام صدام، بل ستقضي على الدولة العراقية.
الآن يتواجد في العراق، أحد الساسة العراقيين الذين جلبهم الأمريكيون عند غزوهم للعراق.. وهذا السياسي العراقي الذي حرص في أول ظهور له على الأرض العراقية أن يستعرض نفراً ممن جندهم بأموال الأمريكيين وهو يرتدي ملابس الكابوي الأمريكي (بنطال وتي شرت أسود) ويتحزم بحزام عريض مرتدياً قبعة قش عريضة الأطراف. الذي شاهد أحمد الجلبي في أول ظهور له في العراق في محافظة ذي قار.. المحافظة التي مهدت لأكبر انتصارات العربية في الفتوحات الإسلامية، يتذكر أفلام الغرب الأمريكي، فالجلبي كان يتقمص دور الكابوي الأمريكي وبدلاً من أن يمتطي صهوة جواد كانت تظهر في خلفية الصور الدبابات الأمريكية.
هذا (الكابوي) الهارب من حكم قضائي من الأردن بتهمة سرقة بنك (بترا) يجسد دوره بإتقان وبنفس التسلسل الذي تورده أفلام الغرب الأمريكي، فدائماً الكابوي يبدأ حياته العملية بسرقة البنوك..!! إلا أن الجلبي نوَّع في سيناريوهات الأدوار التي أداها حتى الآن على الساحة العراقية، فهو قَدِمَ للعراق عميلاً للأمريكان وبمساعدتهم نهب وثائق المخابرات العراقية التي لا تزال عنده يهدد بها كل من يعارضه من العراقيين وغير العراقيين، ثم جمع حوله عدداً من النفعيين والمرتزقة وجندهم للاستيلاء على ممتلكات الدولة والعراقيين من كبار المسؤولين في النظام السابق، ومن بينها أموال وممتلكات خاصة وحتى بعد تشكيل مجلس الحكم والحكومة المؤقتة، حاول الاحتفاظ بما استولى عليه وعندما طالبته السلطات الجديدة برد تلك الأموال هرب إلى إيران.. وبعد تسوية تمت فيها المقررات الرسمية للدولة العراقية دون أن يعيد ما سرقه من المسؤولين السابقين من أموال وهي ملك للشعب العراقي، سمح له بالعودة ودخول المجلس الوطني.
ولأنه يجيد لعب الأدوار المركبة فقد استطاع أن يجمع بين عمالته لأمريكا وعلاقاته مع إسرائيل التي لم تتوقف حيث أبقى معهم قناة اتصال عن طريق (الألوسي) الذي كان نائباً له في حزب المؤتمر العراقي، رغم قرار فصله إلا أن الاثنين ينسقان مع الإسرائيليين في تسيير وتسهيل أعمال مكاتبهم التجسسية في بغداد وكركوك وبموازاة كل هذا فتح قنوات ونجح مع المرجعية الشيعية التي ضمته إلى قائمة الائتلاف التي تجمعه مع عبدالعزيز الحكيم وإبراهيم الجعفري والجربا ضمن تشكيلة متنافرة ومتناقضة إلا أن الجلبي حقق عن طريقها اختراقاً للتجمعات الشيعية شبه العسكرية لتوفر له الحماية والغطاء على أفعاله التي تشبه أفعال صدام، فالجلبي وبدلاً من أن يورط العراق في الحروب العسكرية.. يورطها في حروب من نوع آخر.. حروب العمالة متنقلاً من حضن عميل لآخر ولامانع من أن يرتمي في أكثر من حضن.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved