Sunday 9th January,200511791العددالأحد 28 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "زمان الجزيرة"

26ربيع الأول 1392هـ الموافق 9 مايو 1972م العدد 39026ربيع الأول 1392هـ الموافق 9 مايو 1972م العدد 390
كلمة الجزيرة
الزلفي . . المدينة البوغاز

احتفل أهالي مدينة الزلفي يوم السبت الماضي بزيارة حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض عند زيارة سموه التفقدية لمدينتهم احتفالاً رائعاً شارك فيه بفرحة غامرة الشباب منهم والكهول وأقاموا المهرجانات الرائعة والعرضات النجدية الراقصة . . عبروا فيها جميعاً عن فرحتهم وشكروا حكومة الفيصل الرشيدة على إقامة المشاريع الحيوية النافعة مما رفع مستوى حضارتهم وهيأ لهم التعليم والتطبيب والإرشاد الزراعي . . وأعربوا لسموه الكريم عن غبطتهم ولهفتهم لاستقبال الشريان العملاق الذي يكاد أن يبدأ تنفيذه بتعبيد الخط الذي يصل الزلفي بالرياض والقصيم والذي يزور الزلفي لأول مرة يندهش بمشاهدة مدينة حديثة تكاد أن تلتقي بالمدينة القديمة من على بعد يصعب - من قبل - التصور بإمكانية تحقق ذلك الوصل.
فالزلفي واقعة في سهل منبسط بين مرتفع جبل طويق الشامخ وكثبان النفود المتناهية في العلو مما يصور تلك الوهدة السهلية بمضيق أو بوغاز . . ويمر في هذا المضيق أودية كثيراً ما عرضت الزلفي وأهاليها لفيضانات مروعة.
هذه الطبيعة الرائعة والرهيبة في نفس الوقت التي تحيط بهذه المدينة خلقت في رجال الزلفي صلابة ما بعدها صلابة حيث هيأتهم لمعاركة الحياة واذلال عواملها الشاقة . . فهم يضربون في الأرض للتجارة خارج المملكة وداخلها . . وينفردون بسيطرة جماعية على فروع التجارة المختلفة ذلك أن أكبر مخازن الأدوية في المدن ووكالات وسائل النقل والمعدات الثقيلة وسلع الترف كالساعات والمفروشات يقومون على تسويقها ! !
ومن الشواهد على نفاذهم إلى كل شيء ما كان مسطفاً على جانب الاحتفال الكبير المقام على شرف سمو الأمير سلمان كعينات من الشاحنات الضخمة التي تعبر الحدود يملكها الأهالي والتي تقطع الفيافي في جزيرتنا لتساهم في توفير الخدمات للحاضر في المدن والقاطن في الصحراء تجلب الخير وتوفر الرخاء.
ومثل آخر على صلابة الرجال ومحاولاتهم الجادة لانعاش مدينتهم تصدي أحدهم عندما استعصى على خبراء الطرق الاقتناع بفتح طريق يعبر النفود، خطط لنقل تربة من طمي الوديان لرصفها عبر النفود فتجاوب لتنفيذها الأهالي في تعاون فذ فانصاع الخبراء بعد تلك التجربة للاقتناع فأمر جلالة الفيصل الباني لرصف الطريق - عبر النفود - الموصل إلى القصيم.
ومثل أخير: بعد أن تكررت ويلات السيول باكتساح مباني الطين تعاون الممولون من الأهالي بتوظيف أموالهم لإقامة مشاريع سكنية مسلحة بمونة الحجر والاسمنت والحديد، هذا مع بناء أسواق تجارية ومنشآت للدوائر الحكومية فأحدثوا بذلك ذوقاً جديداً لدى الأهالي في الاسكان يمتاز بمتانته ومقاومة أخطار السيول . . والتفكير الآن يدور حول التخطيط لإقامة مشروع لصد زحف الرمال التي يخشى المشاهد لقممها العالية ان تطبق على تلك المدينة الآهلة في عناق لاهف مع الجبل الكهل طويق العملاق!!
فحيا الله رجال الزلفي وشكراً على حفاوتهم - لكل وافد - ومن الأعماق.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved