في مثل هذا اليوم من عام 1760 تمكن الأفغان من هزيمة الهنود في معركة براري جات. وكانت الحرب قد بدأت على استحياء بين مملكة أفغانستان تحت قيادة الملك أحمد شاه عبدلي وإمبراطورية المغول في شمال الهند منذ 1749 عندما بدأ الملك الأفغاني يهاجم أراضي مملكة المغول. وحاول الإمبراطور المغولي تفادي هذه المواجهة بسبب خلل موازين القوى ولكن استمرار تحرشات الأفغان دفعته إلى اللجوء إلى فرنسا للحصول على إمدادات عسكرية تتيح له مواجهة القوة الأفغانية. وبالفعل شعرت إمبراطورية المغول بميل ميزان القوة إلى صالحها فبدأت مهاجمة الأراضي الأفغانية حيث دارت معارك قوية في إقليم قندهار بشرق أفغانستان عام 1756، وواصلت القوات الهندية تقدمها في الأراضي الأفغانية معتمدة على المدافع التي حصلت عليها من فرنسا. وشعر أحمد شاه بالخطر فقام بحشد قوة جديدة من أبناء قبائل الباشتون مع دعم من قبائل بلوشستان عام 1759 استعداداً لغزو الأراضي الهندية. ورد الهنود بحشد أكثر من مائة ألف مقاتل. وحاولت القوات الهندية التقدم غرباً في اتجاه الأراضي الأفغانية في مطلع عام 1760، وتلاقى الجيشان في منطقة براري جات الجبلية الوعرة حيث نجح الأفغان في استغلال معرفتهم التامة بالطبيعة الجبلية الوعرة لأرض المعركة فتمكنوا من هزيمة القوات الهندية هزيمة كبيرة اضطرت على إثرها إلى التراجع وتقدمت قوات أحمد شاه في اتجاه الأراضي الهندية التي هي باكستان حالياً ووصلت إلى مدينة لاهور، ولكن الدعم الأجنبي الذي حصل عليه المغول من الفرنسيين مرة أخرى مكنهم من وقف تقدم القوات الأفغانية. وقد كانت بريطانيا تسيطر على الأمور في شبه القارة الهندية لكنها وجدت في مثل هذه الصراعات بين الممالك المحلية فيها أمراً لا يعنيها كثيراً إن لم تكن مفيدة لها فلم تحاول التدخل كثيراً فيها إلا إذا استشعرت أنها تهدد مصالحها الضخمة في الهند التي كانت درة تاج الإمبراطورية البريطانية في ذلك الوقت.
|