Sunday 9th January,200511791العددالأحد 28 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "حدث في مثل هذا اليوم"

وفاة الشريف حسين الهندي أحد مهندسي اللاءات الثلاثةوفاة الشريف حسين الهندي أحد مهندسي اللاءات الثلاثة

في مثل هذا اليوم 9 يناير 1982م انتقل إلى جوار ربه بإحدى فنادق أثينا باليونان إثر نوبة قلبية الشريف حسين الهندي زعيم المعارضة وأحد مهندسي مؤتمرات اللاءات الثلاثة الذي انعقد بالخرطوم في أغسطس 1967م بعد نكسة حرب يونيو 1967م عن عمر يناهز 58 عاماً.
ولد الشريف حسين يوسف الهندي ببري (أحد أحياء الخرطوم) في عام (1343هـ الموافق 1924م) حفظ القرآن الكريم في الخلوة (أولى مراحل التعليم بالسودان) ودرس بود مدني ثم كلية فكتوريا بالإسكندرية وأكمل دراسته بكلية غردون (جامعة الخرطوم حالياً). وهو أحد الذين ناضلوا من أجل استقلال السودان وبعد سقوط حكومة الرئيس عبود انخرط رسمياً في صفوف الحزب الاتحادي وفاز في الانتخابات البرلمانية واختير وزيراً للمالية وخلال فترة الحكم الديمقراطي الثاني (1965-1969م) انتخب وزيراً للري وعند تأليف الوزارة برئاسة المحجوب عين وزيراً للمالية وعندما تولى الصادق المهدي رئاسة الحكومة عينه وزيراً للحكومات المحلية ثم ما لبث أن تولى وزارة المالية للمرة الثالثة عند قيام وزارة المحجوب الثانية.
من أعماله عند توليه وزارة المالية أن وظف جميع السودانيين المتعلمين من حملة الشهادات الثانوية فما فوق وذات المستويات المختلفة من فتيان وفتيات وألحق كل أولئك بالقطاع العام فيما عرف ببند العطالة أو بند الهندي وهو صاحب القول المشهور (لن أترك سودانياً عاطلاً وأنا وزير للمالية). وطبقت خطة بند العطالة هذه بعد أن سأل وكلاء الوزارات عن عدد الموظفين والموظفات الذين تحتاج إليهم وزاراتهم، وبذلك تمكن من رفع المستوى المعيشى لدى عدد كبير من الأسر السودانية.
وقد ظهر نجاحه السياسي عند عقد مؤتمر الملوك والرؤساء العرب بالخرطوم في أغسطس عام 1967م هو ورئيس الوزراء السوداني آنذاك محمد أحمد محجوب والرئيس إسماعيل الأزهري ما رأب الصدع العربي وأزال الجفوة والخلافات التي كانت بين بعض الدول العربية وعلى رأسهم جلالة الملك فيصل عاهل المملكة العربية السعودية والرئيس المصري جمال عبدالناصر ولقي ذلك المؤتمر تجاوباً منقطع النظير من ملوك ورؤساء العرب وعلى رأسهم الملك فيصل مما أضفى على أجواء المؤتمر تجاوباً وإخاء وصفاء لا مثيل له بل كان ينادي طيلة حياته بالوحدة العربية. عرف السودانيون الشريف الهندي بأنه عاشق الديمقراطية والعدو اللدود للديكتاتورية، فبعد قيام ثورة مايو 1969م بقيادة جعفر نميري عاش خارج السودان لاجئاً سياسياً يدير أمور المعارضة بالتضامن مع الإمام الهادي المهدي الزعيم الديني لفئة الأنصار بالسودان، وبعد مقتل الأخير كوّن الجبهة الوطنية للمقاومة في إثيوبيا ثم انتقل إلى ليبيا ولندن. وعندما عقد جعفر نميري صلحاً مع عناصر المعارضة لم يشترك الشريف حسين الهندي، بل ظل معارضاً حتى وافاه الأجل في 9 يناير 1982م بفندق في أثينا عندما حضر لإلقاء محاضرة عن الموقف في السودان أمام الطلبة السودانيين والجالية السودانية باليونان ونقل جثمانه من أثينا إلى طرابلس بليبيا حيث أقيم حفل تأبين في أحد مساجد العاصمة الليبية حضره قادة المؤتمر الشعبي والجالية السودانية وممثل منظمة التحرير الفلسطينية وأعضاء المعارضة السودانية ثم نقل جثمانه على متن طائرة خاصة إلى الخرطوم ووري الثرى في مسقط رأسه (ببري اللاماب) (أحد أحياء مدينة الخرطوم) وحمل المشيعين أكاليل الزهور واللافتات التي تحمل شعارات تؤكد المضي في الطريق الذي اختطه الشريف حسين الهندي.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved