في مثل هذا اليوم من عام 1912 غزت قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) دولة هندوراس المستقلة في أمريكا اللاتينية. وكان الغزو الأمريكي لهندوراس مقدمة لسلسلة حملات عسكرية استهدفت فرض النفوذ الأمريكي على منطقة أمريكا اللاتينية التي تعتبرها واشنطن الفناء الخلفي لها. فبعد أربعة أشهر من غزو هندوراس نزلت قوات المارينز في باناما وبعد شهور أخرى غزت نيكاراجوا التي استمرت بها حتى عام 1933 . وكانت هندوراس جزءا من الإمبراطورية الإسبانية التي مدت نفوذها على أمريكا الجنوبية باستثناء البرازيل تقريبا. وقد تمكنت من الحصول على استقلال جزئي عام 1876 ووضعت دستورا ليبراليا لها. ولكن النصف الثاني من القرن التاسع عشر شهد سيطرة حالة من عدم الاستقرار على الأوضاع في هندوراس الصغيرة بسبب التدخلات الأجنبية المستمرة من جانب ممثلي الدول المجاورة أو اسبانيا والولايات المتحدة. وفي نهاية القرن التاسع عشر فرض الأثرياء الأمريكيون سيطرتهم على الحياة السياسية والاقتصادية في هندوراس من خلال شركة الفواكه المتحدة التي احتكرت تجارة وزراعة الموز وهو المحصول الرئيسي الذي كان الاقتصاد الهندوراسي يعتمد عليه. ومنذ ذلك الوقت أصبح تدخل القوات الأمريكية في هندوراس عملية متكررة لحماية مصالح الاحتكارات الاقتصادية الأمريكية. حدث هذا التدخل عام 1903 ثم عام 1907 وعام 1911 وأخيرا عام 1912. وفي كل مرة كانت القوات الأمريكية تتمكن من إعادة الأوضاع السياسية في هندوراس بما يضمن المصالح الأمريكية فيها. وعندما قامت الحرب العالمية الأولى لم يكن أمام هندوراس مفرا سوى إعلان الحرب على دول المحور إلى جانب الولايات المتحدة. وبالطبع لم يكن لدى هندوراس التي لم يكن عدد سكانها يتجاوز نصف مليون أي فرصة لإرسال قوات إلى ميادين القتال في أوروبا ولكن إعلان الحرب كان وسيلة لإثبات الولاء لواشنطن.
|