في هذا المقال البسيط نتحدث عن بعض العلماء أو الخطباء الذين عاشوا في قارة بني العنبر أيام ازدهارها وعمارتها، ومن المعلوم أن القارة تقع في منطقة سدير ويتبعها العديد من بلدان سدير كما أشار إلى ذلك المؤرخ الشيخ حمد بن لعبون عند حديثه عن بني تميم، ومن هؤلاء الأعلام: 1 - الشيخ أحمد بن محمد بن جمعة بن مانع. 2 - الشيخ حسين الضبيب. 3 - الشيخ إسماعيل الرميح. 1- أحمد بن محمد بن جمعة بن مانع - نسبه :أحمد بن محمد بن جمعة بن سيف بن أحمد بن مانع التميمي. وحسب ما ذكر في تملكه أحد الكتب فإنه من بني تميم وممن سكن القارة ويظهر انه من آل أبو هلال من بني العنبر بن عمرو بن تميم. - تملكه الكتب :يتملك العلماء والفقهاء الكتب لكي يرجعوا إليها عند الحاجة في التعليم وفي المسائل المختلفة ويكون هذا الكتاب خاصاً للعالم أو الفقيه أو أهل البلد حيث يقوم بكتابة اسمه عليه كي يثبت تملكه له ولكي يعاد إليه عندما يستعيره منه أحد. وكان الشيخ أحمد بن مانع حريصاً على تملك الكتب ومن هذه الكتب كتاب في الفقه يتضمن عدة أبواب قال في تملكه الكتاب: ملكه أفقر عباد الله وأحوجهم إلى عفوه أحمد بن محمد بن جمعة بن سيف بن أحمد بن مانع - عفا الله عنه - الحنبلي مذهباً التميمي نسباً القاري بلداً. وفي هذا الصدد أقدم الشكر للأخ الفاضل خالد العقيلي على إمدادي بصورة من هذا التملك. - اتباعه مذهب الإمام أحمد بن حنبل :معظم علماء نجد يتبعون المذهب الحنبلي ويؤكدون عليه في كتاباتهم في قولهم: الحنبلي مذهباً، وكان الشيخ أحمد بن محمد بن مانع ممن ذكر ذلك في تملكه. - زمنه :لا يعرف بالتحديد الزمن الذي عاشه هذا الشيخ ولكن حادثة وقعت في سدير عام 1056هـ قتل فيها أكابر آل أبو هلال محمد بن جمعة وغيره يوم البطحاء فلعله ابن للمقتول محمد بن جمعة فيكون زمنه في القرن الحادي عشر. 2 - الشيخ حسين الضبيب - اسمه ونسبه :حسين بن علي بن إبراهيم بن علي الضبيب من الشبارمة من آل محمد من الوهبة من بني تميم. - مولده ونشأته :ولد في القارة في القرن الحادي عشر وترعرع فيها حيث كان أهله من سكانها وطلب العلم على علماء وقته وقد يكون منهم الشيخ سليمان بن علي كما يظهر انه زامل الشيخ أحمد المنقور. - أعماله :بعد ان طلب العلم على عدد من علماء وقته الذين قد يكون منهم الشيخ سليمان بن علي أصبح إماماً وخطيباً في جامع القارة ولم يتبين لنا القاضي الذي كان قبله ولكن من المعلوم أن الشيخ إسماعيل بن رميح كان من قضاة القارة السابقين له. كما أن له اهتمامات بالكتب، وفي أحد كتبه كتب عليها اسمه ونسبه ومولده وموطنه، وقوله: حسين بن علي بن إبراهيم بن علي الضبيب لقباً والوهبية نسباً والقارة بلداً ومسكناً. وكان قد كتب هذه الكتابة عام 1109هـ. وفي هذا الصدد أقدم الشكر للأخ الفاضل فهد الضبيب على إمدادي بصورة من هذه الوثيقة. - وفاته :توفي رحمه الله في بلد الجنوبية أحد بلدان القارة عام 1110هـ إثر وباء حل في البلد. 3 - الشيخ إسماعيل بن رميح - اسمه ونسبه :ذكر الشيخ عبد الله البسام في كتابه علماء نجد ج1 ص553 نسب الشيخ على النحو التالي: إسماعيل بن رميح بن جبر بن عبد الله بن حماد بن عويض بن محمد بن عيسى بن عرينة التيمي الربابي. - مولده ونشأته :ولد على ما ذكر الشيخ البسام في العارض مع أن عشيرته في بلد العطار في منطقة سدير ونشأ نشأة حسنة وطلب العلم على عدد من العلماء، ومن مشايخه الشيخ محمد بن مانع بن شبرمة الوهيبي التميمي. - مؤلفاته :اشتهر الشيخ إسماعيل بتأليفه كتاباً جمع فيه العديد من المسائل الفقهية ينسب إليه باسم مجموع ابن رميح وعنوانه تحفة الطالب في المسائل الغرائب معظم نقولاته من كتاب المقنع وقد اطلعت على نسخة من هذا المجموع يظهر أنها غير مكتملة منسوخة عام 1129هـ بخط أحد علماء الزبير وأحد أحفاد الشيخ إسماعيل. - من أحفاد الشيخ إسماعيل: 1 - حمد بن فهد بن فوزان بن سليمان بن إسماعيل بن رميح. 2 - فهد بن حمد بن فهد بن فوزان بن سليمان بن إسماعيل بن رميح. 3 - أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد اللطيف بن إسماعيل بن رميح توفي عام 1163هـ وله ترجمة في كتاب علماء نجد للشيخ عبد الله البسام ج1 ص553. أما فهد بن حمد فقد كان ممن نسخ مجموع جده إسماعيل وكان ممن عاش في بلد الزبير. قال ناسخ مجموع ابن رميح في نهايته: وافق الفراغ من هذه النسخة الشريفة المباركة في يوم الجمعة في يوم 23 من شوال سنة 1129من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - على يد الفقير إلى الله فهد بن حمد بن فهد العرني نسباً الحنبلي مذهباً الزبيري موطناً غفر الله له ولوالديه والمسلمين أجمعين.أما حمد بن فهد والد السابق ذكره فقد ولد في نجد وانتقل إلى الزبير حيث عاش هناك. وفي مجموع ابن عيسى ورقة 287 ذكر ما يلي: في آخر شرح الدليل يقول كاتبه بقول الفقير إلى الله حمد بن فهد بن فوزان بن سليمان بن إسماعيل بن رميح بن جبر بن عرينة بن حماد بن عرينة بن محمد بن عيسى بن عرينة التميمي (هكذا ذكرت والصواب التيمي) الحنبلي مذهباً والعريني نسباً النجدي أصلاً الزبيري موطناً. قال ابن عيسى: قلت إسماعيل بن رميح المذكور في هذا النسب أعلاه هو الشيخ العالم المعروف في سدير وله مجموع لطيف في الفقه.وعلى هذا يكون ناسخ المجموع فهد بن حمد بن فهد بن فوزان بن سليمان بن إسماعيل بن رميح ممن عاش في الزبير وأن والده حمد بن فهد ناسخ شرح الدليل قد ولد في نجد وانتقل إلى الزبير حيث استقر هناك. حول وفاة إسماعيل بن رميح تكاد تجمع المصادر التي تحدثت عن الشيخ إسماعيل بن رميح على أن وفاته قريبة من عام 970هـ ولكن ذلك ليس بصحيح، ويرى الشيخ منصور الرشيد أن وفاة الشيخ إسماعيل بن رميح بعد هذا التاريخ واستنتج ذلك من قراءته كتاب الشيخ المنقور الفواكه العديدة الجزء الأول صفحة 162 قوله: ووجدت بخط إسماعيل بن رميح قال: اعتبر شيخنا محمد بن مانع بن شبرمة نصاب القبارصة من ضربة مراد بن سليمان فوجدته تقريباً عشرين قبرصياً وثلثا..الخ وعلى ذلك فإن نصاب القبارصة على زمن السلطان العثماني مراد بن سليمان حيث ذكر انه من ضربة مراد بن سليمان، ومن المعلوم أن مراد بن سليمان ولد عام 953هـ وتولى الحكم عام 982هـ وتوفي عام 1003هـ وعلى هذا يكون الشيخ إسماعيل بن رميح قد أدرك حكم السلطان مراد؛ مما يعني تأخر وفاته إلى ما بعد عام 982هـ.وبعد.. هذا ما أحببت إيضاحه حول بعض علماء القارة، والله أعلم.
*ص ب 151191 - الرياض 11777
|