من المشاهد التي بدأت ملحوظة لدى الكثير من المراكز البحثية في الآونة الأخيرة كثرة ما يعرض عليها من الكتب النادرة والمخطوطات القديمة والعملات التي تعود إلى عصور مغرقة في القدم. يذكر غير واحد من المعنيين بدراسة هذا الموضوع أن المملكة العربية السعودية أصبحت في الآونة الأخيرة من أهم مناطق جذب المخطوطات والكتب النادرة والعملات القديمة في العالم. وهذا الأمر وإن كان في بعض صوره له ارتباط بالإمكانات المالية الجيدة لدى المراكز البحثية السعودية إلاّ أنّ الذي يبقى من ذلك أنّ هذه المخطوطات والكتب ستبقى في وطننا وبالتالي دعم العلم والفائدة وهي في الوقت نفسه دليل على أنّ المثقف والباحث السعودي يعطي ذلك جزءاً من اهتماماته. الهجرة الجماعية للكتب والمخطوطات والطبعات النادرة من أماكن متفرقة في العالم إلى مراكزنا البحثية مؤشر - بإذن الله - أننا سنجد خلال سنوات قريبة توافداً للباحثين من أماكن كبيرة إلى بلادنا من أجل البحث وليس العمل أو الوظيفة وهذا سيكون له تبعات علمية وثقافية كثيرة بل وسيكون مثل ذلك توضيحاً وتحسيناً لصورة هذا الوطن الذي يشهد حركة ثقافية تستحق أن ترفع من معنوياتها وأن يشد من أزرها.وفي الختام دعوة صادقة لكل من وقف على مقتنيات مهمة في الآثار أو التراث أو كتب نادرة سواء كانت مخطوطة أو مطبوعة أو وثائق لها حضور تاريخي أن يكون على اتصال بمراكزنا البحثية والتعاون مهم في اطلاعهم على هذه المقتنيات وهذه المراكز تتعاون مع هؤلاء الأشخاص بالطرق التي يراها مقتني هذه النوادر، فإن كان يريد البيع فمراكزنا البحثية تشتري بأسعار مناسبة وإن كان يريد الإهداء فهم يقومون بالواجب تجاهه ولا يمنع إن كان أحدهم لا يريد هذا أو ذاك أن لا يحرم المراكز البحثية بصورة على الأقل من هذه المخطوطات أو الكتب وكل هذا سيعود بأثره على مجتمعنا وعلى كل محب للعلم والمعرفة.
للتواصل: فاكس - 2092858 |