Sunday 9th January,200511791العددالأحد 28 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

نعم البادرة يا طالبات (المملكة)نعم البادرة يا طالبات (المملكة)
وأين بقية المدارس والمعاهد والجامعات؟!

لقد شدَّني إعجاباً ما سبق نشره في زاوية (متابعة) العدد 11784 يوم الأحد 21-11 بعنوان (خريجات مدارس المملكة يتبرعن ببناء مسجد بدلاً من الاحتفال بتخرُّجهن)؛ حيث ورد في الخبر: إن مجموع ما تبرع به طالبات مدارس المملكة الأهلية بلغ حوالي 600 ألف ريال؛ ليبلغ مجموع التبرعات مليوني ريال، هي تكاليف الإنشاء. ولي مع هذه المبادرة الرائعة غير المستغربة على مجتمعنا المتصف بالخيرية عدة نقاط:
* النقطة الأولى: وهي الركيزة الأساسية في عمل الخير وتوعية المجتمع نحوه، وهي إيصال المعلومة الصحيحة عن الشيء المراد تنفيذه، سواء كان مسجداً أو إفطار صائم أو تحفيظ قرآن وغيره، بكل دقة وأمانة ووضوح؛ لكي يستطيع المواطن المساهمة وهو مطمئن أنه قد شارك في عمل خيري قد استفاد منه المجتمع المسلم. لذا نرى أن المساهمات العقارية التجارية تحاول جذب المساهمين عن طريقة الدعاية الصادقة الواضحة - وقليل ما هم - ثم الشرح التفصيلي عن كل ما يهم المساهم وسهمه حتى صرف الأرباح. ومن باب أولى أن يكون هذا التنظيم في أمورنا الدينية؛ لكي نعرف أين يُصرف ما يتم جمعه من المواطنين، وكيف تدار هذه الأموال، ومَن المستفيد؛ كي لا نقع في خرق أمني يسبب لنا تمزقاً في مجتمعنا الداخلي وصورة سلبية في الخارج.
* النقطة الثانية: ربط ما يتم تعليمه في مدارسنا بواقعنا المعيشي، وهذا ما تم بين خريجات مدارس المملكة وجمعية مدارس المملكة التي ترأسها سمو الأميرة سارة بنت نايف بن عبد العزيز آل سعود حفظها الله. فللمرة الأولى نسمع عن جمعية رابطة بين المدرسة والمجتمع، مما كان له أكبر الأثر في إقناع الطالبات بجمع هذا المبلغ الخيالي (600 ألف ريال) بالنسبة لهن كطالبات، فنحن لا نجمعه من بعض رجال الأعمال الذين تئن أرصدتهم بالمليارات!! لذا الإقناع وسيلة مهمة في عمل الخير، وذلك عن طريق الاتصال بين ما يتم تعليمه في المدارس وما يُطبَّق حقيقةً في المجتمع.
ولا أملك إلا أن أشكر كل مَن ساهم في هذه الفكرة الخيرية الرائعة، وخاصة مَن استطاع إقناع الطالبات بدفع هذا المبلغ (600 ألف ريال) لإنشاء مسجد بدلاً من ضياعه في حفل تخرج لن يدوم سوى ساعات ويكون في طي النسيان، بينما المسجد سيبقى شاهداً لهن على الخير حتى قيام الساعة، ففرق في الهدف والوسيلة (الإنفاق) واحدة.
* النقطة الأخيرة: لمدارسنا العامة وجامعاتنا ومعاهدنا والمسؤولين عنها أقول: ننظر إلى هذا العمل الرائع من فتيات لم يسبق أن عُمل به في تعليمنا بهذا الحجم ومن مدرسة أو مجمع واحد ونقول: ماذا عملنا؟! هل ساهمنا في صندوق معالجة الفقر أو دعم الفقراء والأيتام؟ هذا ما أتمنى أن نكون عليه، وأن نقتدي به في مدارسنا، ولو في السنة مرة واحدة وليوم واحد فقط.
أخيراً أختم بحديث وبشارة من خير الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن سنَّ سنة حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها حتى تقوم الساعة، ومَن سنَّ سنة سيئة فله وزرها ووزر مَن عمل بها حتى تقوم الساعة).

صالح سليمان التركي / الرياض

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved